الحياة الخاصة للشخصيات العامة
جفرا نيوز - كتب - ليث ماجد الحباشنة
في ظل التوسع السريع الذي يشهده عالمنا في تناقل الاخبار والمعلومات عبر القنوات المتعددة، وحيث أصبحت نقرات قليلة على شاشات الهواتف المحمولة التي في متناول الكبير والصغير مصدراً للاخبار والمعلومات، فلا بد من إعادة التفكير والتمعن بحدود اخلاقية وقانونية لضمان الخصوصية ومحاربة اغتيال الشخصية.
يختلف عالمنا العربي اجمالاً عن العالم الغربي في كثير من التفاصيل، الا أن أهمها في وقتنا الحالي هو الخصوصية، فما يمنحه الغطاء القانوني والأدبي الأخلاقي من ضمانات للفرد الغربي وما منحه تاريخنا وأدياننا كعرب من أدابٍ وأصول تجاهله حاضرنا وبات يسمى بالحرية او الديمقراطية ضارباً بعرض الحائط المسؤوليات تجاه تلك الحرية والديمقراطية ومحدداتها.
من المتفق عليه بأن الشخصيات العامة مهما كان اختصاصها سواء سياسية ام فنية ام غيرها لها وزن لدى العامة، مما يستوجب عليها الترفع عن محظورات أقرها المجتمع، الا أنه لابد من أن نقر أيضاً بأن لكل منها حياته الخاصة، الأمر الذي لابد من اخذه بالحسبان عند الانتقاد او مشاركة الاخبار والمعلومات عن تلك الشخصيات.
إن مقدار أدب وثقافة المجتمع هو انعكاس لمدى احترام افراد ذلك المجتمع لبعضهم البعض، وإن الخطورة في كثرة الانتقاد والتجريح تكمن بأنه يوماً ما سيرى الافراد المجتمع مليئاً بالفساد مما سيفقدهم مشاعرهم تجاه مجتمعهم.
فلابد لنا، قبل ضغط زناد الإرسال على اسلحتنا الالكترونية، أن نفرق بين الصحيح و الخاطئ و الاشاعة، كما لابد لنا من أن نضاعف جهودنا في تحليل ماهو شخصي وماهو من حق العامة.