عطش وزارة الصحة
جفرا نيوز - كتب الطبيب حسام المرازيق
تَعِبَ قَلْبُه..قُطِعَ شريانه...شُوِّهَت يده..
تَعَالَت درجة حروقه...حَارَت جيناتُه..
تلكأت أَنزيماته...حاروا بتشخيصه...
فإن الحل هو تحويل ذلك المريض صاحب إحدى تلك الأقدار إلى أخوات وزارة الصحه.
ما سر ذلك الظمأ و هذا النوع من العطش في القطاع الصحي العام؟ وما تشخيص ذلك العجز؟
تتربع وزارة الصحه على عرش عرش القطاعات الصحيه في بلدنا الحبيب..
فهي الأكبر و الأقدم و الأوسع لكنها ليست الأفضل.
فهي لم تستطع على مدار اربعه عقود من الزمان .أن تقوم بتحسين وتطوير ذاتها..في حين لمعت أسماء و عناوين بعض القطاعات التي تصغرها سنا بعشرات السنين.
تفتقر وزارة الصحه للعديد و الكثير من التخصصات الفرعيه التي تضيف قوة لأي قطاع طبي فليس من المعقول أن يكون عدد أخصائيي جراحه الأوعيه الدمويه اثنين أو عدد اخصائيي قلب الأطفال اثنين وجميعهم على مشارف إنهاء خدمتهم
أو أن يقوم قسم كامل بمرضاه على طبيب واحد لعدم وجود اخصائي آخر فتضطر وزارة الصحه مجبرة أن تقوم بتحويل ذلك المريض إلى هنا و هناك.
وبالنظر إلى هذه السلبيه العظيمه فإن أكثر من ثلث ميزانية وزارة الصحه تذهب لعلاج المرضى المحولين.
هل سنبقى نندب حظنا لحصولنا على تأمين في وزارة الصحه؟ هل ستبقى التحويلات سيده الموقف؟
إذا ما درسنا هذه السلبيه بكل جوانبها فسنخلص إلى نتيجه أن الجدوى الاقتصادية و المجتمعية لابتعاث أطباء في التخصصات النادرة و الفريدة إلى أرقى جامعات ومستشفيات العالمي يكونوا نواة ذلك التخصص المفقود منذ اربعه عقود في وزارة الصحه أقلَ بكثير من جدوى تحويلهم.
هنا سيطل علينا أحدهم ويقول أننا دربنا العديد من الأطباء لكنهم فضلوا العمل في الخارج.
هنا أقول إلى ذلك المُبَرِر لسبب تحويلات المرضى....ابحث عن أسباب
هجرة أطباء الاختصاص من وزارة الصحه ولكي أغلق عليك أبواب التبرير....فإن تلك الجدوى الاقتصادية بابتعاثهم و تدريبهم ومنحهم رواتب مجزية ستكون أقل بعشرات الملايين من تحويل المرضى إلى هنا وهناك....وبعد أربع سنوات عندما تعود تلك المجموعات التي بُعِثَت إلى الخارج ستكون تكلفه رواتبهم و حتى إغراءهم لا تتجاوز البضعه آلاف.
بعد هذه الجائحه نحتاج إلى إعاده هيكله لإدارات اتقنت ترحيل وتحويل المشكلات لا مواجهتها.