البيطار تكتب .. التغريدة التي وَجهت البوصلة

جفرا نيوز .. حنين البيطار 

في الموروث الشعبي الفرح لا يتجاوز أياماً ثلاثة ..

مشاهد ومؤشرات ما بعد العملية الإنتخابية التي جرت يوم الثلاثاء العاشر من تشرين الثاني تؤشر إلى مفاصل أربعة ..

الأولى مشهدية المُؤشر إقتصادي بإمتياز وذلكَ وسطِ الرُكود الذي سادَ العملية الإقتصادية خلال الفترة الماضية ؛ لعل أبرزها إنتفاع شرائح كبيرة وضخمة من مُجتمعنا الذي عانى البطالة خلال الفترة الماضية ؛ حيث إنتعش قطاع تُجار السيارات الصغيرة العمومية والخاصة معاً من قِبل المُرشحين وبأرقام مُجزية ؛ إضافة إلى الرسامين والمُصورين وأصحاب الأقمشة التي جمعت أسماء المُرشحين وصورهم وعناوينهم وما رافقها من إرتفاع مبيعات أصحاب الحلوى جميعها أثرت بشكل كبير على فئات كبيرة من مُجتمعنا مما وفرَّ لها دخلاً مُجزياً وقد نُكابر إذا قلنا أنه دخلٍ كبير إقترب من وضع حد لبطالة مؤسسات من شرائح واسعة في مُجتمعنا من خلال بيع اللحوم والدجاج وغيرها فشهدت إنتعاشاً واسعاً .

أما المشهدية الثانية والتي رافقت العملية الإنتخابية فكانت تلاحم وتوحد فئات من مُجتمعنا التي شهدت خسائر في الإنتخابات الماضية وما قبلها تجاوزت الأوجاع التي سجلت فشلاً لعشائر وتجمعات واسعة في مُجتمعات بالذات خارج التجمعات المدنية وأقصت بذلك تجمعات المدن الكبيرة ؛ فسجلت الأطراف والضواحي نسب عالية في التصويت داخل هذه المجتمعات بحيث تجاوزت ٥٠٪؜ في أغلبها فيما شهدت المُدن تراجعاً في نسبة المُقبلين على الإنتخابات ولاحظنا من خلال قراءة أولية لنتائج الانتخابات التي أعلنتها الهيئة المستقلة للإنتخاب تكاتفاً ملحمياً خارج المُدن مما أفرزت مُرشحين جُدد على الأخص بين فئة الشباب ؛ بينما تراجعت نسبة فوز النساء على قوائم المُرشحين وإكتفت بالكوتا وذلك على مستوى المملكة ..

أما المشهدية الثالثة فإن الموروث الشعبي في بلادنا على مستوى المملكة أن مسافة الفرح بالنجاح تمتد إلى أيام ثلاثة وبعدها تضع الإحتفالات أوزارها ؛ لكن المؤسف أن أيام الفرح الأولى وسط قرار منع التجول أفرزت مجموعة من الممارسات السلبية تمثلت في إطلاق العيارات النارية والإبتعاد عن التباعد الإجتماعي وإرتداء الكمامات والقفازات وإنتشار مجموعات كبيرة قد تصل إلى الآلاف أو المئات ضاربة عرض الحائط بمنظومة الرعاية الصحية التي تُوَّليها الدولة الأردنية جُل إهتمامها بيقظتها وتخوفها من إرتفاع الإصابات لتلامس رقم الخمسة ألآف وتُرافقها أيضاً إرتفاع في عدد الوفيات مما أثار قلقاً لدى سيد البلاد والحكومة الأردنية الجديدة حيث وضع هذه الحكومة في حالة إرباك وسط إندفاع شعبي هائج لا يراعي الحالة الصحية في البلاد ويضرب عرض الحائط بأدنى مُقومات الحفاظ على الحالة الصحية حيث أثارت قلقاً واسعاً مُمثلاً بتدخل جلالة الملك حفظهُ الله ورعاه ورئيس الحكومة وقائد الجيش ومدير الأمن الداخلي ..

أما المشهدية الرابعة فإن الهتفة الطيبة التي إتسمت بالمودة من قبل المنظومة الأمنية المُشرفة على الإنتخابات والتي أفرزت لها الدولة الأردنية الألوف من الأطقم العسكرية لمرافقة العملية الإنتخابية والحفاظ على سلامتها وحُسن سيرها بشهادة فئات واسعة من مُجتمعنا بحيث لم تُسجل العملية الإنتخابية أي خلل أو ملاحظات خلال الإثني عشر ساعة من العملية الإنتخابية وذلك خلال فترة التمديد للإنتخابات لمدة ساعتين بعد الساعة السابعة وعلى مستوى المملكة ..

أما المشهدية الأخيرة والتي تمثلت بتغريدة ملكية وُضعت من خلالها النقاط على الحروف وغضب حكومي من حالة الفلتان التي رافقت الفائزين في الإنتخابات والذين لم يحالفهم النجاح من خلال ممارسات تجاوزت الهدوء التي رافقت العملية الإنتخابية منذ يوم الثلاثاء الماضي وإطلاق النار والتدافع وشعور الخيبة من قبل البعض الذين توقعوا النجاح ولكنهم أخفقوا ؛ فبدأت عمليات رد فعل غاضبة من البعض وعاتبة من البعض الأخر طالت فئات من المُجتمع الأردني واستمرت خلال الثلاثة أيام الماضية مما أثار هذه الفوضى التي أزعجت الدولة الأردنية ..

وبمعزل عما حدث من ملابسات وحيثيات قد تطال أي إنتخابات في العالم ولو كان بصورة مختلفة فإن الاستحقاق الإنتخابي قد نجح بإمتياز وفقاً لشهادات محلية ودولية كانت ضمن المشرفين على سير واجراءات العملية الإنتخابية والهيئة المستقلة للإنتخاب سجلت في المراحل الثلاث نجاحاً باهراً في عمليات التصويت وفرز الأصوات وإعلان النتائج مما أرضى الناجحين وبعض من الذين لم يحالفهم الحظ ؛ ولكن ما يؤسفنا أن مُجتمعنا ضغط على الأجهزة الأمنية للتصدي ما بعد إعلان النتائج تمثل بالدوريات الراجلة والمُسيرة المدعومة بالآليات الشُرطية للتصدي لظاهرة الإنفلات والتي شكلت أسفاً لعرسنا الوطني .