الأردنيون كسروا مخاوف كورونا وانتخبوا بأمانة والتزام ... والمجلس القادم نبع من قلب الأزمة فكيف سيخرج الشعب من أزماته والقادم أفضل

جفرا نيوز – فرح سمحان 

الكثير من المطالبات والمناشدات التي سبقت أجراء الاستحقاق الدستوري تمحورت في جلها بإلغاء الانتخابات النيابية أو حتى تأجيلها لحين استقرار الوضع الوبائي ، الكثير ممن طالبوا بهذه الاجراءات أغفلوا حجم الاختلاط والتجمعات التي تحدث وبشكل يومي وفي مختلف الأوقات ، ولم يفكروا أن العزم على اجراء الانتخابات هو أكبر تحدي أمام الجميع لنثبت للعالم أجمع أننا قادرين على تجاوز جائحة كورونا اذا ما أردنا ذلك بعزم وإصرار وهذا ما تحقق كنتاج للإرادة الملكية السامية بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد لتأتي الهيئة المستقلة للانتخاب كجهة ممثلة ومعنية بالأشراف على كل ما يختص بالعملية الانتخابية 

وبالفعل تحققت الارادة وثبت الرؤية يوم أمس الثلاثاء بإجراء الاستحقاق الدستوري الذي جرى بإرادة شعبية كاملة وبمشاركة فاعلة مقارنة مع الظرف الراهن بسبب أزمة كورونا التي كبحت جماحها على العالم أجمع ، الاردن ومنذ بدء الجائحة كان من الدول التي تمكنت من السيطرة واستمرارية الحياة حتى مع وجود بعض المعيقات والمعرقلات ليكتمل الانجاز بتحقيق حدث هام وفعال ومصيري في مستقبل كل دولة الا وهو اخراج مجلس نواب كسلطة تشريعية قوتها من قوة ومنعة الدولة 

1.387 مليون ناخباً وناخبة التزموا وقرروا المشاركة في الانتخابات فكانوا على قدر المسؤولية 

توقعات كثيرة كانت تدور في أن نسب الانتخاب ستكزن قليلة جدا اذا ما تم مقارنتها مع السنوات السابقة لسببين الأول انعدام ثقة المواطن بمجلس النواب ، والثاني مخاوف الناس من عدوى فيروس كورونا الا أن الارادة الشعبية الماثلة باختيار مجلس نواب على قدر الطموحات والآمال سادت المشهد بمشاركة 1.387 مليون ناخباً وناخبة حملوا على عاتقهم مسؤولية التغير وأن القادم أفضل عند اختيار الأشخاص المناسبين ومن ينسجمون في توجهاتهم مع ارادة ومطالب المواطن ، الملفت أن الالتزام كان واضحا وعنوانا بأننا نستطيع أن نلتزم اذا أردنا ذلك وأن الالتزام في المشاركة بالحق والواجب الوطني " الانتخابات" دليل على أن المواطن قادر على الالتزام والمشاركة في تقليل وتيرة الاصابات والتخلص من وباء كورونا والفيصل بين هذا وذاك هو الايمان بالقدرة على التغير نحو الأفضل وما فيه مصلحة الوطن والمواطن 

وعند المقارنة ما بين نسب المشاركة في الانتخابات النيابية سابقا وما بين نسب المشاركة في انتخابات مجلس النواب 19 التي بلغت 29.9 % سنجد بأنها قريبة جدا مع النسب السابقة ، خاصة وأن الحدث كان له خصوصيته في ظل جائحة كفيروس كورونا ، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على مدى اصرار ووعي المواطن الذي أراد أن يحدث فرقاً على كل الأصعدة والمجالات ، فالمشاركة يوم سينجم عنها قرارات لأيام عديدة وهذا ما ارتأى اليه كل مواطن شارك وانتخب والتزم بأمانة ومسؤولية 

سيناريوهات قادمة ما بين مخاوف وآمال بمجلس برلماني مختلف وفعال ...

لاشك في أن اعداد الاصابات والوفيات في تزايد والقادم مخيف ومجهول بالنسبة للعديد من الأشخاص خاصة وأن لجنة الأوبئة صرحت بأن أي عدوى نقلت في يوم الانتخابات ستظهر نتائجها بعد أسبوع ، وهذا ما ينتظره البعض حتى يتخذ من الانتخابات ذريعة بأنها سببا في الدخول بموجة جديدة لكورونا ، علما أن الالتزام والاجراءات التي كانت متبعة في مراكز الفرز والاقتراع وكذلك اجراءات الهيئة المستقلة للانتخاب للحفاظ على سلامة الناخبين جميعها تدل على أن الالتزام والوعي كان موجوداً وبنسبة أكبر من الأيام العادية ، لا نعلم فربما تنخفض أعداد الاصابات لاحقا لنثبت أن الانتخابات أنموذج لنجاح الأردن في تحقيق حدث وطني ودستوري بامتياز والتزام لما يتلاءم مع الوضع الحالي بسبب جائحة كورونا 

المجلس القادم قد لا يختلف عن غيره في شيء بوجهة نظر البعض ، الا أنه مجلس ولد من جائحة كان من الممكن أن تحول دون وجوده بشكل أو بآخر وهذا ما يفرض على المجلس أن يقف للشعب داعماً ونصيراً في كل ما يحتاجه المواطن ليس بالأمور الخدماتية لأن هذا ليس منوطا به وانما في القضايا التي لا زال الشعب يعاني منها حتى الآن كالفقر والبطالة والسيطرة على ظاهرتي الواسطة والمحسوبية ، هذا ما نأمله من المجلس القادم الذي نال ثقة الشعب بانتخابه واختياره في ظل ظروف صعبة على الجميع وكان ملتزما بأن يكون القادم أفضل للجميع