أزمة بوتوكس في لبنان

تتوالى الأزمات التي يواجهها المواطن اللبناني بوتيرة متسارعة، منها ما يمس لقمة العيش فيعني الكل ومنها ما يعني فئات معينة بشكل خاص. اليوم تبرز مشكلة انقطاع البوتوكس وعدم قدرة الأطباء على تأمينه. فعندما اعلن أحد الأطباء عن ذلك في احد الفيديوات أثار ذلك ضجة في وسائل التواصل الإجتماعي، خصوصاً أن البوتوكس من المواد الأكثر استخداماً اليوم في عالم التجميل. وأكثر بعد لا يقتصر استخدامها على الناحية التجميلية بل تعتمد أيضاً لمعالجة مشكلات عديدة على رأسها آلام الرأس الناتجة من داء الشقيقة.

ما أسباب هذا الانقطاع اليوم في مادة البوتوكس؟

بدأ الشح في مادة البوتوكس التي يستخدمها الأطباء المعنيون بالتجميل والجلد بمعدلات مرتفعة يظهر من اشهر عديدة لكن تفاقم الوضع أكثر فأكثر في الفترة الأخيرة. وإذا كان بعض الأطباء قد عمدوا إلى تخزين هذه المادة التي يستخدمونها بكثرة وثمة حاجة ماسة إليها في عالم التجميل لاعتبارها من أكثر التقنيات شيوعاً، يواجه اليوم آخرون مشكلة انقطاع المادة وعدم توافرها.

 

مما لا شك فيه أن كلفة البوتوكس اختلفت تماماً عما كانت عليه سابقاً بسبب الارتفاع الكبير الذي شهدناه في سعر صرف الدولار، ولاعتبار أن هذه المادة مستوردة وكلفتها أصلاً مرتفعة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بماركات معينة اكثر جودة وأفضل نوعية وفق ما يوضحه الأطباء.

بحسب الطبيبة الاختصاصية في الطب الوقائي الدكتورة ليلى لحود "الانقطاع في البوتوكس الذي اعتاد الأطباء اعتماده لاعتباره من النوعية الفضلى يشكل مشكلة حقيقية بالنسبة للكل في هذه المرحلة، وإن كان بعض الأطباء استطاع تخطي هذه المشكلة، حتى اللحظة بسبب تخزين البوتوكس لديهم. هذا وتشير إلى أنه من بداية العام الحالية ثمة وعود بتأمين البوتوكس وأيضاً المواد المستخدمة للـFillers لكن حتى اللحظة لم تنفّذ أياً منها ولا يزال الكل في الانتظار.

 

فيبدو أن البوتوكس غير متوافر أصلاً بالنوعيات المعتمدة ذات الجودة. أما مواد التعبئة فقد تكون موجودة لكنها لا توزع. إلا أن الاطباء استطاعوا إيجاد الطرق المناسبة للحصول على الـFillers إما بكلفة أعلى أو بالدفع بالدولار نقداً. فيما يبقى مستحيلاً تأمين البوتوكس لعدم توافره اصلاً.

ما كلفة البوتوكس اليوم؟

يصعب تحديد كلفة البوتوكس بالنسبة لمن يعتمده. فالبوتوكس يختلف عن الفيلر لأن هذا الأخير هو عبارة عن حقنة واحدة توضع فيمكن انطلاقاً من ذلك تحديد ثمنه. في المقابل، بالنسبة إلى البوتوكس يختلف الوضع لأنه يمكن أن تستخدم وحدات عدة في الجلسة الواحدة فيكون السعر على هذا الأساس. وتشير لحود إلى أن سعر البوتوكس لم يتغير مقارنةً بالسابق بل لا يزال كما هو بالدولار، لكن ما تغيّر طبعاً الكلفة بالليرة اللبنانية نظراً لارتفاع سعر الصرف. هذا وتشير إلى أن البوتوكس الأميركي الصنع هو الأغلى ثمناً وهو الأكثر جودة والذي تفضّل استخدامه عادةً. وعلى حد قولها قد يلجأ بعض الاطباء الذين لا تزال تتوافر لديهم كميات محدودة من البوتوكس إلى تأمينه لمرضاهم المعتادين لكن لا يمكنهم تأمينها على نطاق واسع للكل.

من جهته، يشير الطبيب الاختصاصي بالامراض الجلدية إلى ان المشكلة في عدم تسليم الشركات الكبرى. أما النوعان اللذان يتم التداول فيهما حالياً في السوق فجديدان وليست جودتهما مؤكدة وفاعليتهما. وبالنسبة إلى الماركات الأكثر أهمية ذات الجودة العالية المستخدمة عادةً فهي تلك التي ليست متوافرة، إلا عند الاطباء الذين لجأوا إلى تخزين كميات معينة منها. كما يعمد البعض على حد قوله إلى تأمين كميات معينة من خارج لبنان في حال السفر.