هل سيلغي بايدن كل قرارات ترامب؟
جفرا نيوز- نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا توقعت فيه أن يعمل جو بايدن على محو إرث ترامب ونقض كل القوانين والسياسات التي سادت خلال السنوات الأربع الماضية، فيما يستعد الرئيس الخاسر لشن حرب قضائية، ربما لن تعيده للبيت الأبيض ولكنها ستسمم أجواء انتقال السلطة للديمقراطيين، وتدعم روايته حول تزوير نتائج الانتخابات في بعض الولايات.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن الانتخابات عادة ما تكون لها تبعات على أرض الواقع، بحسب ما خطط له الفائزون، ومن المؤكد أن جو بايدن لن يضيع أي وقت في الذهاب ليثبت للعالم وللأمريكيين أن الولايات المتحدة سوف تدخل عصرا جديدا تحت قيادته، وفقا لترجمة صحيفة عربي21.
وتضيف إنه إذا سارت عملية انتقال السلطة كما هو مفترض، فإن الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة سيتسلم مهامه في 20 كانون الثاني 2021. ولكن يجب الانتظار لنرى ما إذا كان دونالد ترامب سوف يكون وفيا للتقاليد، ويرحب بخلفه في البيت الأبيض من أجل تخفيف التوتر.
ولكن في كل الأحوال، ما إن يجلس جو بايدن في المكتب البيضاوي، فإنه سيصدر مجموعة من القرارات التي ستبطل كل ما قام به ترامب، الذي كان قد قضى سنوات رئاسته في مسح كل أثر لباراك أوباما.
قرارات بايدن المتوقعة
وتتوقع الصحيفة أن أول شيء سيقوم به بايدن هو إلغاء الخروج الأمريكي من اتفاقية باريس للمناخ، التي دخلت حيز التنفيذ يوم الثلاثاء الماضي. كما أنه سوف يوقع على استعادة عضوية منظمة الصحة الدولية، التي انسحب منها ترامب متذرعا بفشلها في إدارة جائحة كورونا.
ورغم أن الانسحاب الأمريكي من منظمة الصحة العالمية لن يدخل حيز التنفيذ إلا في منتصف 2021، فإن بايدن يريد أن يظهر للعالم أن السياسة الأمريكية تغيرت.
وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية فإن بادين سيلغي أيضا الحظر الذي كان مفروضا على المسافرين القادمين من بعض الدول الإسلامية، وهو إجراء استهل به ترامب عهدته الرئاسية. كما سيعيد بايدن تفعيل الحماية القانونية للمهاجرين الذين وصلوا للولايات المتحدة كأطفال مع آبائهم، وهو القانون الذي ألغاه ترامب ولكن المحكمة تشبثت به.
وتتوقع الصحيفة أن إصدار أوامر تنفيذية بإلغاء كل هذه القرارات لن يكون بالأمر الصعب، باعتبار أن الديمقراطيين يتمتعون بأغلبية في مجلس النواب. أما في مجلس الشيوخ، فإن أقصى ما يمكن أن يطمحوا له هو معادلة عدد الأعضاء الجمهوريين بالحصول على خمسين مقعدا، ليذهب الصوت الفاصل في هذا المجلس لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
ولكن تنبه الصحيفة إلى أن بايدن سوف يخوض مواجهات مع أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين داخل حزبه، من أجل التوصل إلى توافقات حول عديد المسائل مثل التعامل مع قضية التغير المناخ. ولذلك فقد دعا بايدن في خطاب له الكونغرس المقبل إلى فتح صفحة جديدة من التعاون.
مسار انتقالي صعب
وتذكر الصحيفة أنه ما إن يتم الإعلان الرسمي عن النتائج التي قدمتها وسائل الإعلام، فإن فريق انتقال السلطة الذي شكله بايدن سوف يتجه للعمل مع ممثلين عن مختلف الوزارات والوكالات القومية.
هذا المسار الانتقالي الذي ينظمه القانون ويراقبه الكونغرس، انطلق منذ نيسان أبريل الماضي، حيث أن فريق بايدن كان يستعد مبكرا لفرضية الوصول إلى البيت الأبيض والاصطدام بتعنت ترامب وامتناعه عن تقديم المعلومات والموارد التي سيحتاجونها في المرحلة الانتقالية.
وأوردت الصحيفة أن الرئيس المنتخب سيعلن عن فريق خبراء فيروس كورونا الذي سيطلق استراتيجية وطنية لمجابهة هذا الوباء، وهو أمر كان ترامب يمتنع عن القيام به.
ولا يزال الرئيس ترامب يرفض الاعتراف بانتصار بايدن ويلوح برفع دعاوى قضائية، ورغم أن حظوظه تبدو ضعيفة جدا، إلا أنه بحسب الصحيفة سيتسبب بعرقلة بايدن وتفاقم الانقسام الداخلي في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن قادة العالم قاموا فعلا بطي صفحة ترامب، وأرسلوا التهاني لبايدن، كما أنهم أظهروا حماسا تجاه العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة. وحتى بنيامين نتنياهو الذي يعد أقرب حليف لترامب خلال السنوات الماضية، فقد تمهل قليلا ولكن في النهاية أرسل لبايدن التهاني صباح الأحد وعبّر عن رغبته في العمل مع الإدارة الجديدة، وفي تغريدة أخرى شكر ترامب على دعمه لإسرائيل.
وكان الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش قد وجه هو أيضا التهاني إلى بايدن، وقال إن ترامب له الحق في اتخاذ الإجراءات القضائية التي يراها مناسبة، ولكن يجب التأكيد على أهمية المحافظة على ثقة الناخبين في النظام الانتخابي.
وكان العديد من النواب المحافظين قد فضلوا النأي بأنفسهم عن ترامب، وقاموا بتهنئة بايدن، فيما أصر آخرون على صب الزيت على النار وتبني الخطاب التحريضي.