خبز ومخبز وانتخابات وكورونا

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي

لقد عانينا في هذا الوطن بعد انتهاء مجلس نواب عام 1989 الذي كان يوصف بالوطنية والحزبية والقوة والرقابة مع وجود عتاتيت وبلدوزرات على رأس السلطة التنفيذية امثال مضر بدران وزيد الرفاعي وعبدالسلام المجالي.

ولكن حالنا اليوم يختلف كليا ، فالكل يعلم بأن سلسلة إخراج رغيف الخبز لا بد من أن تمر في عدة مراحل ، واذا اختللت أي مرحلة فإننا نكون امام خسارة لهذا الرغيف المنتظر ، فهي عادة تبدأ بجودة القمح المخصص للطحن وليس للزراعة ، ثم عجن الطحين بالماء و تخميره بالخميرة الجيدة وإعداده على شكل اقراص وأرغفة يتم إدخالها الى الفرن و قرص النار وإخراجها بالوقت المناسب.

وكلنا يعلم أن الطحين المُسَوِس او الغير مُخمًر جيدا، فإنه سوف يُخرِج لنا مادة سيئة ستكون حتما غير قابلة للإستهلاك البشري.


وعلينا أن لا ننسى أننا نحتاج لِفرًان مُحترِف ومُتمرًس ويعرًف كيفية إدخال الرغيف الى الفرن وتدويرة حول النار ومتى يجب إخراجه وإلا فإنه أيضا سوف يُخرِج لنا رغيف خبزا محروقا أو غير مستويا.

ولهذا فإننا إذا اسقطنا عملية صنع رغيف الخبز في المخبز مع الخباز على آلية إجراء الإنتخابات مع جائحة كورونا ، فإننا نجد ان قمح الإنتخابات لا يصلح للعجينة في هذا الوقت مع سيطرة وانتشار جائحة كورونا على حياتنا بكل تفاصيلها ، وان قرص النار الذي سوف يطبخ به رغيف الخبز سيكون ناره حامية وموجهة فقط لمرشحين موعودين و معينين أصلا ، وما هي مسرحية الانتخابات الا مبررا لوجودهم في سدة المجلس ، وهذا حتما سيؤدي الى غلبة المنتج السيء والذي يفتقد للقوة والرقابة والولاء والانتماء للوطن ومصالحه اولا،  وإنتاجه سيكون برعاية وإخراج حكومي مثل شكل رغيف الخبز المحروق الغير صالح للأكل .

فالخباز بالإنتخابات قد أعلن مسبقا ضعفه وعدم قدرته على النزاهة والأمانة والحيادية امام قرص النار ، كما أنه أعلن بأنه لا يستطيع التحكم ببوصلة توجيه النار بطريقة مناسبة بحيث يوزع حمًها على كل المرشحين حتى يستفيد الكل منها .

منتجنا يا سادة يا كرام من الانتخابات ومرشحينها لن يختلف عن مُنتج الخبز المحروق او المكسور .

ولكم يا إخوتي ويا سادتي ان تتخيلوا الدبّة أو الصحن التي سوف تتجمع بها كل ارغفة الخبز المحروقة ، ونسقطها على مجلس برلمان قد يحتوي على أغلبية نيابية ساحقة نجحوا بالمال الأسود او بالتعيين أو بدعم الجونيات . فماذا ستكون نكهتهم في حياتنا ومستقبل اولادنا ووطننا ؟؟؟؟

عظم الله اجركم يا وطن .