ذكرى ال 38 لوفاة المجاهد الشيخ عبدالحميد النعيمي
أحد قادة الثورة العربية الكبرى ..المرحوم المجاهد الشيخ عبد الحميد النعيمي 1894 – 1974
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا " صدق الله العظيم.
نشأته وتعليمه :-
ولد المرحوم المجاهد الشيخ عبد الحميد حميدي الدخيل النميري النعيمي عام 1894 نشا وترعرع في البيئة العربية البدوية التي عاش بها والده شيخ عشيرة بني نمير من اكبر عشائر الجولان والتي هي ضمن عشائر النعيم في منطقة بلاد الشام ، والحديث عن هذه العشيرة البدوية يطول كثيرا ويكفي أنها تحملت مسؤولية تسليح الرجال الذين انتسبوا لجيش الثورة العربية الكبرى عام 1917.
تلقى التعليم في مدرسة التجهيز بدمشق وهي من أشهر المدارس آنذاك ، وبعد أن أراد الأتراك انتقاء الخيرة من أبناء العشائر والحمايل في منطقة بلاد الشام تم انتقاؤه ليكون أحد طلاب الكلية الحربية من عام (1916 – 1918) حيث رافق في هذه الأثناء الأمراء والزعماء ومنهم الأمير محمود الفاعور والسيد احمد مريود وعلي باشا خلقي الشرايري ، وقد ذكر ذلك في مذكرات علي باشا خلقي التي نشرت في جريدة الشعب عام 1985 .
مآثره المجاهد النعيمي ومواقفه البطولية :
أولا: مشاركته في إتفاقية أم قيس و معارضته لمعاهدة عام (1928).
ثانيا : كان رحمه الله طيبا كريما سخيا كريم النفس محبا الله ورسوله ومليكه الهاشمي ووطنه وعروبته ،والسنة الخلق هي أقلام حق – انه قدم مصاغ وحلي نساء عشيرته وباعها واشترى بثمنها سلاحا لرجال الثورة العربية الكبرى ومنها المدفع الموجود حاليا أمام قصر رغدان العامر في العاصمة عمان،حسبما جاء في مذكرات علي خلقي الشرايري.
- دور النعيمي في الثورة العربية الكبرى
عند قدوم الأمير عبد الله من الحجاز إلى مدينة معان بتاريخ 12 تشرين الثاني 1920 كان المجاهد عبد الحميد النعيمي على رأس قائمة المستقبليين لسموه ، و في وقت لاحق اجتماع الأمير عبد الله بالزعامات الوطنية السياسية والعسكرية وضم الاجتماع السادة (( الأمير محمود الفاعور- احمد مريود – عبد الحميد النعيمي – عبد الله الطحان النعيمي – نبيه العظمة – خير الدين الزركلي – نور الدين البزرنجي – أسد الأطرش – خلف مقبل المحاميد - مصطفى الخليلي – سالم عكاش السلامات ))، وكان عدد الذين حضروا اللقاء 31 شخصية قال لهم الأمير عبد الله : ( كل عربي يعلم أنكم ستستنصرون وتستثيرون حميته ليأتيكم مسرعا ملبيا فها أنا ذا قد آتيت مع أول من لباكم لنشارككم في شرف دفاعكم لطرد المعتدين عن أوطانكم بقلوب ذات حميه ، وتحدث في هذا اللقاء المجاهد عبد الحميد النعيمي واحمد مريود ونبيه العظمة حيث اجمعوا على مقاتلة الجيوش المحتلة حتى تحقيق الاستقلال وكلف الأمير المجاهد النعيمي بتأسيس النواة الأولى للجيش العربي الأردني ومنحة رتبة قائد/ نقيب ، وانتسب لجيش الثورة العربية الكبرى عام 1917 وكان المجاهد عبد الحميد يفخر أن المدفع الموجود حاليا أمام قصر رغدان العامر قد اشتراه من مصاغ نساء عشيرته لذلك قال الملك المؤسس عبد الله الأول (( هذا المدفع يا عبد الحميد يساوي عندي ذهب الدنيا ونساء عشيرتك سيفخر التاريخ بهن كما افتخر بنساء الصحابة لقد خسرن مصاغهن وربحن الذكرى الطيبة)).
معركة الزوية :
- استغل المجاهد النعيمي التأييد الشعبي الأردني للمقاومة العربية فشكل عدة مجموعات مشتركة من الأردنيين والسوريين قاموا بمهاجمة الفرنسيين في منطقة الزوية وهي تحت الاحتلال الصهيوني حاليا وتم الاستيلاء عليها وقتل حاكمها الإداري المعين من قبل الفرنسيون ( عبدو القدوس ) بعد إن أنضم إليه العديد من المواطنين في بلدة حرثا / اربد ، وشارك في هذه العميلة الجهادية عشرات من الأردنيين بقيادة المجاهد محمد قسيم الزعبي من قرية ( خرجا ) لواء بني كنانة ، وبعدها قام المجاهد النعيمي بإبلاغ المرحوم اللواء على خلقي باشا والذي كان يشغل وظيفة ضابط في مدينة اربد بانتصارهم والذي بدوره طلب من المجاهدين الانسحاب بعد أن واجههم الفرنسيون بقوتين تساندهم المدفعية والطائرات وتم الانسحاب لعدم وجود القوى الكافية التي تواجه هذا الحشد المذكور .
- بعد معركة ميسلون ودخول الجيش الفرنسي المحتل مدينة دمشق ، توجه النعيمي الى الأردن مع المجاهدين احمد مريود والأمير محمود الفاعور فاختار احمد مريود بلدة كفر سوم ومعه (318 ) مجاهدا واختار الأمير محمود الفاعور منطقة (عين راجوب ) وعسكر هناك مع قوة من المجاهدين واختار النعيمي بلدة (حرثا ) مع 200 من مجاهدي عشيرته ، وعندما شكل علي خلقي حكومة اربد المحلية كان النعيمي من كبار ضباط وأحد وزراء حكومته وشارك في المباحثات التي اجراها علي خلقي والزعامات الوطنية في الشمال الأردني مع الميجر البريطاني ( سمرست ) نائب المندوب السامي في فلسطين وجرت المباحثات بين الطرفين في بلدة أم قيس .
- بتاريخ 17/آب/1921م ، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق الجاسوس الفرنسي عبدو القدوس مدير ناحية فيق على يد الثوار( عكاش السالم السلامات، ومحمد فياض المذيب، وعبد الحميد الدخيل النعيمي، وعربي ذياب، ومحمد قسيم الزعبي من خرجا، ونهار الروسان من سما الروسان، وقد أراد أحمد مريود إشراك أبناء الأردن ليتوزع دم القتيل على العشائر الأردنية )، بعد مقتل القدوس وجميع أفراد الحامية الفرنسية في بلدة فيق توجه المجاهد عكاش السالم وبرفقته مجموعة من الثوار إلى الأردن، وعن طريق أحمد مريود اتصل عكاش بالأمير عبدالله وطلب منه الحماية والإقامة المؤقتة في الأردن، فرحب به الأمير وقال له (( حقوقك مضمونة ما دمت أنا وفيصل أحياء ))، بعد هذه الحوادث قامت السلطات الفرنسية بأعمال عدوانية ضد أهالي قرى الزوية الغربية والشرقية، ونفذت حكم الإعدام ببعض المجاهدين .
حياته العسكرية :-
عاد الشيخ عبد الحميد النعيمي وزملاؤه إلى عمان وباشروا بتأسيس الجيش العربي الذي اعد نواه من اجل تحرير الأرض العربية وعين في الجيش العربي برتبة ملازم أول ومن ثم رفع إلى رتبة رئيس / نقيب في الجيش العربي الأردني وقضى أربع سنوات كان خلالها الفرنسيون بالتعاون مع الإنجليز يلاحقون كل الأحرار الذين تصدوا للجيش الفرنسي عند غزوه لسوريا ، ومن ثم طلب الجنرال الفرنسي اوغاند من المندوب السامي البريطاني في فلسطين هربرت صموئيل تسليمه إليهم مهددا باتخاذ الإجراءات الشديدة إذا لم ينفذ طلبة وبالفعل قام الإنجليز بتسليمه إلى السلطات الفرنسية بمدينة درعا حيث كان قد حكم علية بالإعدام غيابيا وبعد ذلك أعيدت محاكمته ثانيا و أخذت بين اخذ وبعد حوالي أربع سنوات وهو مسجون في سجن القلعة بدمشق لحين صدور العفو العام عن السجناء السياسيين ، وخرج من السجن ووضعوه تحت الإقامة الجيرية ، ومن ثم الالتحاق و أبنائه و أبناء عشيرته إلى معاقل الأبطال في الأردن والخدمة في صفوف الجيش العربي المصطفوي في عدة مجالات وفي سلك الدولة.
- التحق بالجيش العربي الفيصلي في مطلع عام 1918 وكانت مهمته الأولى في هذا الجيش أن اختاره اللواء علي خلقي الشرايري لمرافقته الى الهند حيث يوجد مئات الجنود والضباط العرب في معسكرات الاعتقال البريطاني بعد أسرهم في معركة (كوت العمارة ) في العراق عام 1915وذلك من اجل الإفراج عنهم ونقلهم الى القاهرة لتدريبهم على السلاح البريطاني ثم نقلهم الى العقبة وتنسيبهم للجيش العربي الفيصلي برتبهم العسكرية يقول على خلقي في مذكراته " وبعد إنهاء تدريب أول كتيبة عربية سافرنا بالباخرة الى مصر ومن الاسكندرية الى العقبة والتحقنا بالأمير فيصل الذي كان باستقبالنا وكان النعيمي في ذلك الوقت يحمل رتبة ملازم في الجيش الفيصلي والذي كان يعرف( بالجيش الشمالي).
- كان النعيمي أحد ضباط الدرك الإحتياطي التي تم تشكيلها بقيادة القائد عبد الرحمن سليم وعددها المقرر 400 فارس ولكن العدد الحقيقي لم يتجاوز 150فارس لأنها حلت قبل اتمام التجنيد وعدل عنها الى تأليف القوة السيارة . وقد ضمت السرية التي شكلها الكابتن ( برانتون) ومن ضباطها السادة : عمر لطفي ، صبحي العمري ، عبد القادر الجندي ، سعيد عمون ، محمود الهندي ، محمد توفيق النجداوي ، حسين المدفعي ، شكري العموري ، منيب الطرابلسي ، محمد جانبك ، سعيد اسحاقات ، عبد الكريم الحص ، عبد الحميد النعيمي ، احمد التل .
- في العهد الفيصلي خدم النعيمي مع جعفر العسكري الذي عين قائدا عاما للقوات العسكرية تمتد من البلقاء شمالا الى تبوك جنوبا وشغل النعيمي وظيفة ( أركان حرب الفرقة الثانية ) التي كانت بقيادة القائد رشيد المدفعي ومركزها عمان .
حتى عام 1924 كان برتبة ( نقيب ) واشرف على تدريب القوات الملتحقة بالجيش الاردني وشارك في صد هجمات الغزو التي تعرض لها الأردن من قبل الإخوان التي عرفت بالغزوات النجدية الوهابية حيث وفي عام 1922هجمت جماعة من الوهابيين فجأة على أعراب شرقي الأردن الآمنين ، فهجموا على أُم العمد وجوارها ، فقتلوا ونهبوا ، وما لبثوا أن ارتدّوا مدحورين مأسورين ، وإنّ الدبابات والطائرات الإنكليزية اشتركت في قتالهم مع عرب شرقي الأردن ، وانجلت المعركة عن قتل ثلاثمائة من الوهابيين .
ما قاله الأمراء والشعراء والقادة العسكريين والمدنيين والصحفيين به :
1. كان المجاهد عبد الحميد يفخر أن المدفع الموجود حاليا أمام قصر رغدان العامر اشتراه من مصاغ نساء عشيرته لذلك قال الملك المؤسس عبدالله " هذا المدفع يا عبد الحميد يساوي عندي ذهب الدنيا ونساء عشيرتك سيفخر التاريخ بهن كما افتخر بنساء الصحابة لقد خسرن مصاغهن وربحن الذكرى الطيبة ".
2. أشاد معالي الأستاذ ضيف الله الحمود بالمجاهد النعيمي بمقالة كتبها بمناسبة مرور 75 عاما على قيام الكيان الأردني - جريدة الصحفي في العدد رقم 636 بتاريخ 17/2/1996 – صاحب الامتياز المحرر المسؤول ضيف الله الحمود . كان عبد الحميد النعيمي من الوزراء البارزين في حكومة اربد المحلية وتخليدا لذكرى هذا المجاهد قامت امانة عمان الكبرى في 23 شباط 1996 بتسمية احد شوارع العاصمة عمان باسمه تكريما وتقديرا لتضحياته في سبيل الوطن الغالي وفي سنة 1974 فاضت روح النعيمي الى بارئها عن عمر يناهز 80 عاما جهاديا ، وقبل قيام الكيان الاردني قامت حكومات محلية سبقتها حكومة برئاسة للواء علي خلقي الشرايري . وعضوية محمد الحمود للمالية و صالح مصطفى وللعدل حسن ابو غنيمة ومن البارزين في تلك الحكومة الوزراء محمد ابو راس وعبد الحميد النعيمي واما الحكومات اللاحقة فهي عديدة في دير يوسف وعجلون وجرش والسلط والكرك.
مذكرات علي باشا خلقي الشرايري من رجالات للواء الشمالي الأقوياء من صلب الأردن المجاهد الكبير الملازم أول عبد الحميد النعيمي تعود بي الذاكرة لاقف وقفة حق واكبار واجلال لهذا المجاهد الكبير ، وكان كريما سخيا محبا للوطن وللعروبة بدليل انه خلع مساغ نساء عشيرته واشترى به سلاح لرجال الثورة العربية الكبرى ومنها المدفع الموجود حاليا امام قصر رغدان فهل ينصف التاريخ الأردني القائد النعيمي وينصف ابنائه ؟ اقوله للتاريخ الاردني لا بل للعالم العربي باكماله كيف لا وهو رفيق درب وجهاد وكفاح لم يملك من حطام الدنيا شيء لا وجهز به من اجل الثورة العربية الكبرى ، واخيرا اوصي اهالي للواء الشمالي هذا البطل الذي هاجر لله ورسوله وللوطن بماله ونفسه وعياله وعشيرته وهو خير رفيق للأمير محمود الفاعور والسيد احمد مريود وكان عنيدا لا يهاون ولا يساوم ولا يطمع ولوكان يهاون ولا يساير الاستعمار وأذنابه لكان له شان اخر هو وامثاله ، ابنائي واحفادي اهالي للواء الشمالي وخاصة الاردن كونوا قدوة حسنة لمثل هذا المجاهد وسجلوه في صفحات الخالدين من الثوار العرب الاحرار لانه ساند الثورة العربية في سوريا وفي الجهاد وفي الاردن وفي فلسطين وفي الجولان وهو لم ينسى ابنائة واقاربة .
3. الصحفي نايف المعاني قال ولانه حديث عن رجال خلص ضربوا اروع الامثلة في الانتماء وصدق النخوة مكانة رحيلهم في الزمن المستيقظ كاخسارة جيل باكملة وانه لدعوة صادقة عبر هذه المقالة على ان تفي بعضا من المروءة تجاه رجل مناضل تشهد له منطقة مرجعيون في الجولان السورية ولو استنطقت ضفة نهر اليرموك الشمالية لباحت بتفاصيل صولاته وجولاته وهو يكافح الاستعمار الفرنسي على الارض السورية انه ( المناضل المرحوم الشيخ عبد الحميد النعيمي ) ، . رحم الله شيخنا الجليل والمناضل العربي الفذ وهذة بعض مما له علينا وهذة دعوة الى مؤسسات الفكر والثقافة والتاريخ في وطننا الحبيب ان تفي اصحاب الفضل الذي كان لهم بصمة واثر في صنع تاريخ الوطن في ظل الهاشميين الابرار .
4. للكاتب والمؤرخ محمود سعد عبيدات مقال في جريدة شيحان الاسبوعية في العدد (1025) بتاريخ (5/6/2004) بعنوان مشاهير في التاريخ الاردني (يستطيع كل شخص الوصول الى مرتبة القيادة ولكن من الصعوبة بمكان ان يصل الى مرتبة القائد الناجح وكذلك كل رجل يوضع في مواقع القتال يحارب ولكن ليس كل محارب يرقى الى مرتبة الشجاعة وكل انسان يكلف بمهمة يعمل جاهدا على تنفيذها ولكن من ينفذها بجراة مطلقة يكون استثناء من قاعدة الفشل المحتمل والبطولة هي اساس وام الشجاعة والجراة ولاقدام والتضحية بكل اشكالها وانواعها والوانها ايضا والشجاعة لايقتصر فعلها في حلات الحرب فقط انما هي مطلوبة في كل زمان ومكان والشجاعة مثل القيادة احيانا فهي موهبة تنبت في الانسان وتزرع في جغرافيا جسدة وروحة وادراكه والمرحوم المجاهد عبد الحميد النعيمي كان الاستثناء من قواعد الانكسار مناضلا في شبابة ضد الارهاب التركي الطوراني ومجاهدا في جيش الثورة العربية الكبرى وقائدا في الجيش العربي الفيصلي وثائرا في صفوف ثورة الجولان الاولى ضد الاحتلال الفرنسي وقائدا عسكريا وسياسيا في حكومة اربد المحلية (1920) وشريكا مؤسسا للجيش العربي الاردني .
5. الشاعر تيسير حويطات قال لجريدة البلاد / العدد (565) أسبوعية سياسية مستقلة وتخليدا وتقديرا للمجاهد النعيمي اهدي هذه الأبيات الشعرية الى روحة الطاهرة والى أبنائه وأحفاده :
للشموخ شيوخ وجب إلها القيام جاوزوا بأمجادهم حد الغمام
منهم عبد الحميد ابن النعيم حر لا منه انتهض عالي المقام
ما يذوق النوم والغادر بدارة لين عادت ديرته ذاق المنام
حارب الأتراك في أول شبابه لأجل يرجع حقه المسلوب قام
اسألوا الجولان ولا ميسلون واسألوا التاريخ عام بأثر عام
يعطي التفصيل عن عبدالحميد الكريم للي مشي درب الكرام
بأرض مرجعيون هو حارب فرنسا يا هلا بالنور من بعد الظلام
اشترك بالجيش ثم درب جنوده ما توانى ولا يحسب الملام
جيش للأردن وقف يحمي حدوده عينهم لأجل الوطن لاما تنام
مات يوصي بالوطن وأبناء هاشم مالنا غير الهواشم من إمام
هم حماة ديارنا وارض العروبة هم شريفين النسب خير الأنام
الوطن ثم الوطن حيوا ترابه من يبيع بلادة يهون ويضام
7. قصيده للشاعر سالم زعل رشيد النعيمي يتحدث بها عن أمجاد قبيلة(النعيم) الماضية والحاضرة في الوطن العربي مادحا شيوخها وأعلامها ورجالاتها المشهورين ــ مصورا حياة البادية العربية في الماضي وما طرأ عليها من تغيير في الحاضر في سياق رده على الشاعر المجهول الذي تعرض للبدو بالذم ، وهذه الأبيات بما تخص المجاهد عبدالحميد النعيمي .
وامدح لك عبد الحميد مقدام إنمير المجيد
به العوارف تشيــــد من يمين ومن يسر
ذاك القرم أبو مشهور شيخ ٍ فعله إمخبور
فعل ٍبالكتب منشور له ابن خلقي حرر
رحيله لدار الآخرة :-
وبعد كل ما ذكر عن المرحوم الشيخ عبد الحميد النعيمي ، انه لن يرتاح ويسلم زمام الأمور السياسية إلى أبنائه وأحفاده و أبناء عشيرته إلا أن ذلك لم يتم ولم تكن له الراحة بعد العناء الشديد الذي مر ذكره من مقارعة الأتراك والمستعمرين وتفرغ لمصلحة الوطن والأمة و إصلاح ذات البين وكان من الرجال المتميزين في إيمانه وتقواه بهذه الأمة الذي يأمل بتوحيدها قبل وفاته حسب ما جاء بأهداف الثورة العربية الكبرى وبقي هكذا طيلة حياته حتى آتاه الأجل المحتوم يوم الجمعة ثاني أيام عيد الأضحى المبارك الموافق(4/1/1974 ) وقد شارك في مراسم جنازته موسيقات القوات المسلحة الأردنية وكبار ضباط القوات المسلحة الأردنية وكافة الفعاليات الرسمية والشعبية وشيوخ و وجهاء الأردن وسوريا وخاصة من أبناء مدينة المفرق.
وصيته
(ولي نصيحة أخيرة أوجهها لكل أجيالنا في العالم العربي جنودا ومواطنين عمالا وموظفين أن يتحلوا بفضيلة الصدق التي تبقى هامات أصحابها مرفوعة الى الأبد وان تخلصوا العمل لله والوطن مزودين بسلاح العقيدة الصلبة وان يتحملوا واجباتهم بتجرد وإخلاص ليستعيدوا الحقوق المسلوبة وليعدوا لامتهم سالف عزتها ومجدها وليرفعوا من جديد آيات النصر والتحرير خفاقة عالية ، واني ارجوا الله وقد جاوزت الثمانين حولا أن يأخذ بيدكم تحت القيادة الهاشمية الحكيمة وسيد البلاد الحسين بن طلال المعظم الى ما فيه خير الأمة العربية ، وان يوفق امتنا العربية الى استعادة ما سلب منها وان يوحد كلمتها الى ما فيه خير شعبها والله أسال أن يوفقكم يا جنود العرب لرفع راية النصر والتحرير بعون الله والله الموفق ) .
******النص الحرفي لمقابلته مع مجلة الأقصى العسكرية بتاريخ 15/ ايلول /1971 مقابلة اجراها الرئيس كايد حجازي آنذاك ونظرا لأهمية المقابلة نوردها كاملة حرفياً ، ( كما نشرت المقابلة في كتاب " التاريخ العسكري للثورة العربية الكبرى فوق الأرض الأردنية" ، دراسة وثائقية تحليلة ميدانية للمؤلفان بكر خازر المجالي ،وقاسم الدروع في ايار1995)، وهي كالآتي :-
يشدني الشوق الى تلك الجباه السمر والى أولئك الرجال الأشاوس من جند الثورة العربية الكبرى الذين وقفوا وقفة الإيمان والرجولة عندما تصدوا لكل المؤامرات الغدر والخديعة حين كافحوا بعزيمة ثابتة وهمة عالية متحدين الأقدار سلاحهم بنادق استطاعوا تجميعها بكد وجهد وعرق يعلم الله مداها قلوبهم ملاُها الإيمان العميق بهذه الأمة العربية فكانوا أهلا لكل تحد الأردني والسوري والعراقي والمصري والفلسطيني و اللبناني والبدوي والحضري امة العرب كلها كانت أنوار الثورة ووقودها هؤلاء الرجال ما اجتمعوا إلا لنصرة الحق ومواكبة ركب تحرير الأمة العربية رغم ما يدعي أعداء الأمة بأنهم ثاروا على دولة الخلافة وأية خلافة هذه التي كان يمثلها جمال السفاح الذي علق المشانق الأحرار العرب ولكل من طالب بأبسط حقوقه.
فكان عبدالله بن الحسين شبلا من أشبال البيت الهاشمي أرسله رائد الثورة العربية الكبرى وملك العرب الشريف الحسين بن علي الى هذه البقعة من الأرض ليقطع كل خط من خطوط الإخطبوط الاستعماري وليجمع كلمة العرب متحديا بهم العالم بأسره وتكالبت علية قوى البغي فاستطاع بأمثال هؤلاء الرجال الميامين أن يسطر أروع آيات البطولة وان يعيد لم الشتات ويبدأ المسرة مسير الخير والبركة لكل العرب من أقصى بالدهم الى أدناها.
وكان للأقصى مع رجل من جنود هذه الثورة واحدا من ضباط الجيش العربي آنذاك انه الشيخ عبد الحميد النعيمي الذي حدثنا عن ذكرياته قائلا :
اختارتنا الحكومة التركية عام 1916 من بين طلبة المدارس الذين كانوا يتلقون العلم في مدرسة التجهيز بدمشق بالكلية الحربية وكنا حوالي الثلاثين طالبا من أبناء العشائر والحمائل.
وبقينا حتى عام 1918 حين انسحب الجيش التركي والألماني من سوريا فالتحقت بالجيش الفيصلي العربي بمدينة درعا وهناك تمت عملية إعادة التنظيم والتشكيل وعدنا الى مدينة دمشق حيث أعلنت الحكومة العربية وأعلن استقلال سوريا والمناداة بجلالة الملك فيصل ملكا عليها .
وفي شهر تموز عام 1920 هاجم الجيش العربي بقيادة الجنرال ( غورو) دمشق ووقعت معركة ميسلون المشهورة واحتلوا دمشق وانذروا جلالة الملك فيصل بمغادرة البلاد وقد غادرت مع أفراد عشيرتي بعد معركة عنيفة وقعت بيننا وبين الفرنسيين في منطقة مرجعيون الى الأردن حيث علمنا أن المغفور له سمو الأمير عبدالله قد وصل الى معان فحضرنا الى عمان ومن ثم الى مدينة معان حيث قابلنا سمو الأمير معلنين ولاءنا وإخلاصنا ورغبتنا في دعم مسيرة الثورة العربية الكبرى بقيادته وتحرير بلاد الشام من المستعمرين.
أمر الأمير عبدالله العودة الى مشاغلة الفرنسيين على ضفة نهر اليرموك الشمالية وقد تجمعنا حوالي المائتين فارس الى بلدة حرثا حيث انضم إلينا العديد من المواطنين هناك وقمنا بمجابهة مناطق الزوية والاستيلاء عليها وعندما تم ذلك أخبرت اللواء علي خلقي الذي كان في مدينة اربد والذي طلب منا الانسحاب بعد أن واجهنا الفرنسيين بقوتي تساندهما المدفعية والطيران ولم يكن لدينا ما يمكننا من مواجهتهم ، فعدنا ثانية الى عمان حيث قابلنا الأمير عبدالله حيث حضر الى منطقة عمان وباشر بتأسيس الجيش العربي الذي اعد نواة لتحرير الأرض العربية.
لقد التحقت بتلك القوات برتبة ملازم أول ومن ثم رفعت الى رتبة رئيس وقضيت أربع سنوات كان خلالها الفرنسيين بالتعاون مع الانكليز يلاحقون كل الأحرار الذين تصدوا للجيش الفرنسي عند غزو سوريا وفي ذلك الحين طلب الجنرال ( أوغاند ) من المندوب السامي البريطاني في فلسطين ( هربرت صموئيل ) تسليمي إليهم مهددا باتخاذ إجراءات شديدة إذا لم ينفذ طلبة وبالفعل سلمني الانكليز الى السلطات الفرنسية في درعا حيث كان قد حكم علي بالإعدام وبعد ذلك أعيدت محاكمتي ثانية واستمرت بين اخذ ورد حوالي أربع سنوات حيث صدر عفو عام عن السجناء السياسيين فخرجت من السجن ووضعت تحت المراقبة في قريتي ( إسبته ) قضاء الجولان وقمت بإلحاق أبنائي الى معقل الأبطال الى الأردن وقدمتهم واحد تلوا الأخر لخدمة جيشنا الأردني العربي جيش الثورة العربية الكبرى لقد التحق أبنائي منذ نعومة أظافرهم بالقوات المسلحة الأردنية وليس فقط أبنائي فكل أبناء عشيرتهم تجدهم ما بين جندي وضابط و ضابط صف وقد استشهد من استشهد دفاعا عن كرامة هذا البلد وسكت الرجل قائلا :
الحمد الله لقد أديت الأمانة وها أنت يا بني ترى أبنائي يحملون رتبا مختلفة في القوات المسلحة الأردنية وعددهم أربع ضباط ولا تنس يا أخي النائب موسى عبد الحميد انه ابني ... لقد استشهد على ارض القدس في معركة حزيران عام 1967 أنا يا بني عندما أورد لك هذه الذكريات أقولها والفخر يملاْ قلبي لأنني والحمد الله أديت الأمانة وهاهم أبنائي يحملونها من بعدي إننا نؤمن إيمان عميق أن هذا البلد جيشنا ، وانتم يا شباب عزوته ورجالة وأملنا الوحيد في الدفاع عن أرضنا واسترداد حقنا مع إخوانكم في السلاح في جيوش الدول العربية الشقيقة .
لقد جابهنا الغاضب يا ولدي ببندقية وفرس ولم نكن لنسال عن الموت لأننا كنا نطمح في حيا أبدية هانئة كان الفخر أن نستشهد في سبيل الله وإرادة الله تعالى أن أحيا لأروي لك ولإخوانك حكاية الفداء إنني الآن ابلغ من العمر خمسة وثمانين عاما شريط من الذكريات لإبائك وأجدادك يجب أن يفخر كل إنسان عربي بهؤلاء الأجداد لم يكن نبينا طامع ولا جبان، كنا نحيا التضحية ولا يثار وما انتم إلا صورة والحمد الله عن أجدادكم المخلصين ، ولي نصيحة أخيرة أوجهها لكل أجيالنا في العالم العربي جنودا ومواطنين عمالا وموظفين أن يتحلوا بفضيلة الصدق التي تبقى هامات أصحابها مرفوعة الى الأبد وان تخلصوا للعمل لله والوطن مزودين بسلاح العقيدة الصلبة وان يتحملوا واجباتهم بتجرد وإخلاص ليستعيدوا الحقوق المسلوبة وليعدوا لامتهم سالف عزتها ومجدها وليرفعوا من جديد آيات النصر والتحرير خفاقة عالية واني ارجوا الله وقد جاوزت الثمانين حولا أن يأخذ بيدكم تحت القيادة الهاشمية الحكيمة ، وقيادة سيد البلاد الحسين المعظم الى ما فيه خير الأمة العربية . وان يوفق امتنا العربية الى استعادة ما سلب منها وان يوحد كلمتها الى ما فيه خير شعبها والله أسال أن يوفقكم يا جنود العرب لرفع راية النصر والتحرير بعون الله والله الموفق .