نحنّ للوطن
جفرا نيوز- بقلم : ناجح الصوالحة
كنا عندما نستمع للكلمات الخالدة لشاعر الأردن حيدر محمود «أرخت عمان جدائلها فوق الكـتفين فاهتز المجد وقبلها بين العينن وازرع بالورد مداخلها باباً بابا» وصوت وصورة الحسين العظيم على شاشة التلفاز يكون الحنين والشوق والحب والفداء لهذا الوطن الكبير, يكفي أن تتسيد أعمدة جرش والبترا مواقع الحب لتدرك حجـم هذا الوطن وقدمه في عمق التأريخ, ومشاهدة مزارع في يده معول و«تراكتور» يحرث أرض تتهـيئ لنبت جديد يعدنا بخير قادم بدعاء مرفوع للسماء.
كان مقال الكاتب أحمد سلامة في جريدة الهلال الأسبوعية صباح كل خميس وأحرفه بحق هذا الوطن لها قدرة لأن نحـنّ لقيم الوفاء والأنتماء, لن ننسى خالد محادين وهو يرفع الصوت ليصل الى عبدالله الثاني حفظه الله «مشان الله يا عبدالله» كانت المسافة بين الملك وشعبه في كثير من الأحيان حرفاً واحد هو مفتاح للتغـيير وإعادة رسم نقاء جديد وحب يمتلكه الجميع , كان الوطن بجميع خيراته واخطاءه ورفعته في نــصـف ساعة من نـشرة أخبار الساعة الثامنة على شاشتنا الوطنية الوحيدة, كان يخرج علينا من خلالها الحسـين بن طلال العـظـيم ومن بعده جلالة الملك عبدالله الثاني ونطمـئن بعد ذلك ونغرق في نوم هنئ مطمـئنين على يوم الغد بكل ما يحمل من خير او غيره, كان الخير كبير وان وجد الغث يوازي ذلك رجال نذرت حياتها لنا ويكون الفداء والتضحية ليبقى هذا الوطن في مصـاف الدول التي تعد على أصابع اليد الواحدة وصاحب السمعة والصـيت في مشارق الأرض ومغاربها, نتذكر نهائي الدورة العربـــية لكرة القدم في عام 1999 بين الاردن والعراق بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني وملايـين الأردنيين زفيرنا وشهيـقنا في آن واحد, هذا الوطن الذي بكى بحرقة على وفاة الطفل هاشم الكردي وكان الملك والملكة في بيت أسرته وكنا جميعنا والد ووالدة هاشم رحمه الله.
نحنّ لزيتون سهول إربد ورمانها, لينابيع عجلون وخيرها المرسوم كلوحة فنان على جوانب طرقـها, ومن جنوبنا كانت كنوزنا تصل الى اصقاع العالم، هناك البوتاس والفوسفات, نحنّ الى يوم الجـمعة وكان الاردن جميعه في الأغوار يتنفس عبق خير هذه الأرض ومشــاهدة خيرات هذا الوطن قبل أن يصـبح بحرا من البلاستيك الأبيض من يعيد لنا كل ذلك الخير لنرسم وطنا من جديد.
نحتار ونحن نشاهد حال هذا الوطن في هذه الأيام, من أشار علينا ان نقلب صـفحات خيرنا ونبدلها ويأتي الخبر اليقين ببيع مقر مبنى جريدة الرأي , نزيد ونبين لكم ما هي الرأي؟ هي وصفي التل وجمعة حماد وسليمان عرار ومحمود الكايد ورجا العيسى ومحمد العمد، كان الفكر والإخلاص للوطن في أروقة «سيدة الصحافة», أحداث تاريخية دارت احداثها هنا, يتعبونك بمثل هذه القرارات.