هل يصنع الاردنيون ..التغير بصناديق الاقتراع
جفرا نيوز : د. عبدالرحمن البلبيسي
لن تستطيعوا ان تغيروا شيئا , كلكم فاسدون , لن تستطيعوا سوى ان تخدموا انفسكم و مصالحكم الشخصية .
هذا ما اقرأه يوميا من تعليقات المواطنين على برامج المرشحين بمن فيهم المرشحين الجدد لمجلس النواب , حتى هؤلاء الذين لم يتلوثوا بالفساد او في مجلس نواب سابق او منصب حكومي . و كأن ثقة كثير من المواطنين قد اهتزت ليس فقط بالنواب و الوزراء السابقين بل بانفسهم و بعامة الشعب فاصبحوا يخونون كل من يتوجه لترشيح نفسه لمجلس النواب و يتهمونه بالفساد سلفا.
و بالرغم من هذا الواقع المؤلم لكنه ان دل على شيء فانه يدل صحة المثل الشعبي القائل " لم يبقي الطالح للصالح شيئاً" , بالرغم انه من غير المنصف ان نحكم على كل ابناء الشعب بالفساد و خلوه من الصالحين لان ذلك ينافي قول رسول الله ص " الخير في و في امتي الى يوم القيامة " او ان نحمل فساد النواب السابقين للنواب اللاحقين حيث " لا تزر وازرة وزر اخرى " .
و للمتشائمن من مجلس النواب القادم يجب ان نقول
-قبل المضي باي عمل بما في ذلك اختيار مجلس النواب نحتاج الى الايمان بالوطن و بالصالحين من شعبه الطيب الشريف و انه لا يخلو من ابناءه القادرين على صنع التغيير
-ان اختيار الصالحين و الاكفاء لمقاعد مجلس النواب سوف يسد الطريق على الفاسدين و ذلك بحد ذاته انجاز مهم و خطوة اولى على طريق الاصلاح
-اختيار مجلس النواب بناءا على الكفاءة و النزاهة سيصنع مجلس نواب صالح بفطرة اعضاءه و سيعمل بشكل ايجابي لمصلحة الوطن و المواطنين , و مهما كانت نسبة الاصلاح التي سيستطيع ان يحققها فتلك خطوة ثانية على الطريق الصحيح.
-لا يمكن ان نخلي مسؤولية الشعب في اختيار كثير من اعضاء المجالس السابقة بناءا على العشائرية او الصحبة او المال الاسود او اي اعتبارات اخرى غير الكفاءة و النزاهه. و هي عوامل ساهمت في وصول عدد من الفاسدين الى المجلس.
-في حال ساهم غالبية الشعب الاردني في الانتخابات و ارتفعت نسبة التصويت لنقل من 25% الى 80% اي حوالي 3.7 مليون صوت من اصل 4.6 مليون مبنية على الكفاءة و النزاهة فان ذلك سيغسل مجلس النواب من معظم الفاسدين غسلا , و يقلص قدرتهم على شراء الاصوات بشكل كبير .
و اخيرا النقاط المذكورة اعلاه ليست ضربا من الخيال بل هي في يد الشعب الاردني و تحت سيطرته و اختياره . اذكر قبل الختام قول جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين " إن بناء مجتمعٍ متميز يقتضي الإيمان بقدراتنا، فالإنجازات الإنسانية جميعها بدأت بأحلام، وتحققت بطموح وعزم أصحابها، وإيمانهم بأفكارهم وإخلاصهم ومثابرتهم." و أذكر بقول ابو القاسم الشابي : إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر; وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر. و اقول أن لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس . لا تزال فرصة اتخاذ قرار الاصلاح سانحة امام الشعب الاردني فالوطن امانة سوف نسأل عنها لا محاله . قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" .