هل غريزة الأبوة “عميقة” بقدر الأمومة؟

جفرا نيوز- كثيرًا ما نسمع عن غريزة الأمومة، ولكن أثبتت الدراسات مع الوقت أن غريزة الأبوة عميقة بقدر غريزة الأمومة أيضًا، ولهذه الغريزة آثار مهمة على الرجال فيما يتعلق بالتغيرات الهرمونية، وفي تنميتهم لشعور الحماية تجاه أطفالهم.

نعلم بشكل مؤكد أن التربية هي وظيفة كلا الوالدين، وبينما نجد الكثير من الأمهات وحدهن يربين أطفالهن بشكل رائع ودون كلل، ولكن هناك رابطة فريدة بين الأب والأطفال تلعب دورًا مهمًا في نمو الأطفال وتطورهم. لذا ليس من المفاجئ أن مساهمة الأب لها تأثير إيجابي على أطفاله، ومن مشاركة البابا في حياة أطفاله:

* تحفز الإنجازات الأكاديمية المتقدمة.
* تحسن الصحة النفسية.
* تقلل من الانخراط في الأعمال السيئة.
* تحسن المهارات اللفظية.
* تحقق إنجازات فكرية أعلى.
* تعزز القدرة على التعامل مع الضغوطات والإحباط.

المساهمة الأبوية

من المهم للأمهات والآباء مناقشة كيفية مساهمة الأب في حياة الأطفال، وهذا يحدث كما يلي:

القناعة أن تربية الأطفال ليست وظيفة الأم وحدها، وتخطي فكرة أن الأب هو المعيل المادي للعائلة فقط، فهناك الكثير مما نعرفه الآن عن تأثير الآباء على مستوى إنجازات أطفالهم وصحتهم العقلية بشكل كلي، لذا فإن أهمية دور الأب تتجاوز الإعالة المالية إلى الانخراط في حياة الأطفال على المستوى العاطفي.

التحدث حول كيفية تقسيم مهام الرعاية الوالدية بين الأم والأب.

التعلم عن نمو الأطفال وتطورهم، وكيفية الاعتناء بالأطفال معًا، وهذا يشمل الأم والأب فيقرأان أو يلتحقان بدروس عن حياة الأطفال في العام الأول مثلًا.

تحديد كيفية حصول الأب على وقت خاص مع كل طفلة وطفل.

متابعة احتياجات الأطفال: سواءً كان من خلال اجتماعات الأهالي والمعلمين في المدرسة أو مناقشة احتياجات محددة للأطفال للحرص على صحتهم وسعادتهم، وهذا يضمن أن يظل الأب مطلعًا على التفاصيل أولًا بأول التي تتعلق بنمو الأطفال وتطورهم، كما ينمي شعورًا بالشراكة مع العائلة فلا تشعر الأم أنها مجبرة على اتخاذ القرارات وحدها.

تمضية الوقت مع البابا: في هذا الزمن المتسارع الذي نعيشه، حين يكون لدى الأب الكثير من الالتزامات، يكون من المهم إدراك أن كيفية تقضية الوقت مع الأطفال أهم من المدة، فليس على الآباء الحضور لوقت طويل ليكون لهم تأثير محسوس وفعال، ولكن لمضاعفة الوقت الذي تقضونه مع الأطفال حاولوا:

الحفاظ على التركيز والحضور عند قضاء الوقت مع أطفالكم، وهذا يعني عدم الانشغال بالتلفاز أو الهاتف خلال هذا الوقت.
تحديد نشاط تكونون مسؤولين عنه يوميًا أو أسبوعيًا، مثل: الاستحمام اليومي أو تحضير الفطور يوم الجمعة، والقيام بمهمة ما مع الأطفال.

الاستماع باهتمام عند تحدث الأطفال معكم، والتوقف عن أي شيء تفعلونه، والحرص على التواصل البصري، وطرح الأسئلة وتقديم الرأي.

ممارسة نشاطات يومية ممتعة وفيها تحديات، مثل لعبة التحزير، أو البحث عن الكنز عند الذهاب إلى السوق، فيمكنكم توظيف اهتمامات الأطفال.

توفير الراحة، فلا تستهينوا أبدًا بقوة تأثير الاحتضان والقرب، فهي ليست مهمة الأم وحدها، وهي مهمة لتقوية الرابطة مع الأطفال.

من المهم أن يدرك الآباء أنهم يمثلون لأطفالهم مثالًا عن الرجال الأقوياء كفاية؛ ليوفروا الراحة المادية للعائلة، وفي الوقت نفسه لطيفين كفاية ليقبّلوا الجرح عند وقوع الطفل، ويحتضنوا أطفالهم، فالأطفال بحاجة لحنان وحب الأم والأب باستمرار، ولا بد أن نعلم أن شكل الحب هذا يختلف مع اختلاف المراحل العمرية، ولكننا نعلم أن الأطفال مفطورون على الحاجة لهذا الحب.