الإنتخابات النيابية استحقاق دستوري ينتهي في يوم واحد ... فلماذا تؤجل وكيف سنكسب الرهان ؟
جفرا نيوز - فرح سمحان
مطالبات عديدة باتت تتصدر المشهد قبل اقتراب موعد إجراء الإنتخابات النيابية بعدة أيام لإلغاؤها أو حتى تأجيلها ، إذ لم يتبقى سوى القليل على إجراء الاستحقاق الدستوري الذي تحدد بإرادة ملكية سامية ، حتى نكسب الرهان في أن الأردن إستطاع أن ينجح في إجراء الإنتخابات في ظل جائحة كورونا التي اكتسحت العالم ، هذا ما كان متوقعاً قبل أن تصل الإصابات لذروتها حتى تجاوزت حاجز 3000 إصابة فأكثر يومياً
لماذا لا نستفيد من الإنتخابات كتجربة لعودة الحياة كما كانت ؟
لابد من معرفة أن الاختلاط وعدم التقيد بإجراءات السلامة العامة كالتباعد الإجتماعي وعدم ارتداء الكمامة أمور باتت ملازمة لتصرفات البعض من الفئة التي لا زالت مصرة على أن كورونا أكذوبة ، سيما وأن الحالات التي تسجل يومياً اغلبها لمخالطين لمصابين بالفيروس ، إذا كل ماسبق من شواهد على إنتشار الفيروس بداية من عرس إربد ، وحتى سائق الخناصري ، والمصابين الذين انكروا إصابتهم ونلقوا الفيروس لغيرهم اسهمت اليوم في الوصول لهذا العدد من الإصابات ، ناهيك عن فتح الحدود وغيرها
وبالتالي إجراء الإنتخابات النيابية في يوم واحد فقط ووفق ضوابط عديدة يحكمها الوضع القائم في ظل كورونا ، سيحتم علينا أن ندرك عدة نقاط أهمها أن الانتخابات ستجري في مختلف مراكز الاقتراع باقصى درجات الحيطة والحذر وهذا سيطبق بالفعل لأن الرادع موجود أمام الناخب ، فكيف يمكن لناخب أن يأتي بلا كمامة أو أن يحدث تجمعات في ظل وجود رجال أمن وهذا اضعف الإيمان ، ثم أن الهيئة اتخذت جملة من الإجراءات في عملية الاقتراع بما يضمن سلامة الناخبين والقائمين على الإنتخابات ، إضافة إلى أن المصابين لن يكون بمقدورهم الانتخاب وكذلك المرشحين المصابين سيتم تحديد حركتهم في أماكن معينة
اذا لم لا تكون الإنتخابات التي ستجري في يوم واحد فقط وسيلة حتى نثبت أن الإلتزام هو إرادة من قبل كل المواطنين ، وأن أصعب التجمعات وغيرها يمكن تفاديها بكل سهولة من خلال الإلتزام الفعلي النابع عن قناعة بأن الفيروس موجود بالفعل ويمكننا التغلب عليه وممارسة الحياة بشكل طبيعي وبكل نشاطاتها دون استثناء
لم تعد المطالبة بتأجيل أو إلغاء الإنتخابات ذات جدوى تذكر خاصة وأن العد التنازلي قد بدأ ونحن نقترب من العاشر من تشرين الثاني ، الموعد المستحق لإجراء الإنتخابات النيابية والذي تم التأكيد عدة مرات من قبل الهيئة المستقلة للانتخاب أنها لن تؤجل وستقام في موعدها ، وبالتالي الأجدى في هذه المرحلة هو الإلتزام والمشاركة في الإنتخابات بالتزام وكالتزام وواجب وطني على شخص مسؤول ، دون الالتفات لاعتبارات شخصية أو شخصنة العملية الإنتخابية وفقاً لأسماء أو جهات معينة