هل ارتداء الكِمامة يقود الى آثار سلبية على من يرتديها؟


جفرا نيوز- كتب: د. يوسف المشني*
كثر الكلام عن سلبيات ارتداء قناع الوجه Face Mask والمسمى بالكِمامة على جسم مستخدمها من حموضة الدم وضيق في التنفس وغيرها، فما هي حقيقة ذلك؟ وهنا لن اتطرق الى أنواع الأقنعة ومدى فاعلية ارتدائها في الوقاية من الاصابة بالمرض.
تتكون عملية التنفس RESPIRATION من عمليتين هما الشهيق                INSPIRATION وفيها يتم دخول الهواء الى الرئتين ثم عملية الزفيرEXPIRATION حيث يتم من خلالها خروج الهواء الى خارج الجسم ، وتحدث بمعدل طبيعي حوالي 16 عملية تنفس في الدقيقة الواحدة.
يأخذ الإنسان هواء الشهيق الطبيعي بمكوناته الغازية الرئيسة كما هي في الهواء الجوي بالنسب المقربة الآتية: 80% نيتروجين مع 20% أوكسجين، ويخرج هواء الزفير محتويا على 80% نيتروجين مع 16% أوكسجين مع 4% ثاني اوكسيد الكربون.
ويكون بذلك قد اكتسب الجسم واحتفظ بما نسبته 4% أوكسجين واعطى بدلا منها 4% ثاني أوكسيد الكربون في كل عملية تنفس ليخرج خارج الجسم، وتتكرر العملية مع كل عملية تنفس.
وعند ارتداء قناع الوجه المُغَطِّي للفم والانف تتم عملية التنفس من خلاله وهنا نطرح سؤالاُ: هل يعود ثاني اوكسيد الكربون ليدخل الى الجسم مع هواء الشهيق وبأي نسبة من ال 4%؟ الجواب نعم ولكن لا أحد يستطيع تحديد النسبة الراجعة الى الرئتين لأنها تعتمد على 1. مدى نفاذية مسامات القناع للهواء وبالتالي كم خرج الى البيئة المحيطة من نسبة ال4%. 2. مدى التصاق او ارتخاء القناع في الوجه بخاصة من الحواف، وهذا يحدد نسبة ثاني اوكسيد الكريون الخارجة من منطقة القناع من مجموع ال4% ليؤدي الى النسبة التي سيعاد شهيقها الى داخل الرئتين، بحيث يتكرردخول تلك النسبة في كل عملية شهيق.
وهكذا نلاحظ ان الاشخاص المحافظين على استمرارية وضع القناع على الوجه يضيق بهم الحال ونتيجة لذلك تُستحث المراكز العصبية في الدماغ على زيادة معدل التنفس لتعويض النقص في كمية الاكسجين المتناولة، أو يقوموا برفع القناع بعيدا عن وجوههم بين الوقت والآخر لأخذ كمية أكبر من الاكسجين.
ماذا يحدث عند عودة دخول اي نسبة من ثاني اوكسيد الكربون الى الرئتين؟
يتم تبادل الغازات بين الدم تحديدا (كريات الدم الحمراء) والرئتين داخل الاكياس الهوائية وتسمى بالتهوية الخارجية، بحيث يأخذ الدم الاوكسجين (4%) ويعطي ثاني اوكسيد الكربون (4%) ليقوم الدم بتوصيل الاوكسجين الى انسجة الجسم المختلفة ويأخذ من الانسجة بدلا من ذلك ثاني اوكسيد الكربون وتسمى هذه بالتهوية الداخلية.
عند دخول ثاني اوكسيد الكريون من شهيق القناع الوجهي الى الرئتين سيدخل تباعا الى الدم ، وحيث ان الدم يستقبل أصلا ثاني اوكسيد الكربون من الانسجة فيصبح تركيزه في الدم أعلى من التركيز الطبيعي ونتيجة تفاعل ((CO2 مع الماء(H2O)  الموجود اصلا في الدم سيتكون حامض الكربونيك(H2CO3) الذي بدوره سيتأين ليحرر أيونات (HCO3-) وكذلك ايونات الهيدروجين ( ( H+التي سترفع من درجة حموضة الدم ((PH المتعادل أصلا او خفيف القاعدية ليصبح حامضياً مما سيحفز مراكز التنفس في الدماغ لزيادة معدل التنفس في الدقيقة الواحدة لتعويض النقص.
ولكن من رحمة الله تعالى علينا ان اودع في اجسادنا نظام معادلة لأي تغير في درجة الحموضة  PHارتفاعا او انخفاضا والذي يسمى  Buffer وهنا يتظافر الدم بمحتوياته من عناصر ضبط درجة الحموضة وكذلك الكليتين ليعادل أية زيادة في الحامضية الناتجة عن زيادة وجود ثاني اوكسيد الكربون بسبب ارتداء القناع.
في المحصلة رغم الشعور بضيق التنفس المؤقت نتيجة ارتداء القناع الوجهي فإن الحماية من الاصابة بالفيروس تستحق ان يتحمل الواحد منا ذلك.
داعياً للجميع السلامة والصحة والعافية.