ملاحظات سريعة أمام الفريق الصحي الجديد
جفرا نيوز- كتب:زيد نوايسة
ليس مفاجئا أن ترتفع الإصابات بشكل كبير. الزيادة في عمليات التقصي الوبائي بشكل كبير وسرعة انجاز نتائج العينات واستخدام التطبيقات الذكية لإعلانها للتمكن من الوصول للمخالطين بسرعه قياسية تؤدي لذلك، هذا جهد مهم وايجابي يسجل للفريق الجديد الذي يدير أزمة كورونا من الناحية الطبية.
ما نحتاج تفسيره بشفافية، ارتفاع الوفيات ومدى ارتباطها بالفيروس أم أن الامراض المزمنة هي السبب الرئيس خاصة لدى المسنين وهل تتطابق مع النسبة العامة المعتادة للوفيات سنوياً كما تشير بيانات الإحصاءات العامة والأحوال المدنية والتي تقترب من الثلاثين ألف سنوياً بواقع ألفين وخمسمائة شهريا أو أكثر بقليل، هذا يحتاج لإجابة لأننا لم نعد نسمع عن سبب للوفيات غير كورونا.
الأمر المشجع أننا ولأول مره منذ بدء الجائحة امام مصدر واحد للجنة الأوبئة يتعامل بمرونة عالية ويستجيب لأي تساؤلات الايجاز اليومي ويبعدنا عن حالة التخبط والارتباك التي ظهرت خلال الفترة الماضية.
تعدد مصادر المعلومات وتسابق وسائل الاعلام وخاصة بعض الفضائيات والاذاعات وتركيزها على السبق الصحفي على حساب رسائل التوعية والتهدئة ونزع فتيل القلق ساهمت في خلق بيئة خصبة للإشاعات.
المأمول تلافي التقصير الذي حصل سابقا ورفع كفاءة الجهاز الطبي باعتباره أولوية قصوى وهو ما يؤكد الوزير وفريقه أنه سيحصل قريبا وبشكل ملموس.
من الضروري أن يبتعد بعض القيادات الصحية عن توزيع الاتهامات والتحلل من المسؤولية بأثر رجعي فليس هذا أوان الجدل حول جنس الملائكة.
مشكلة الاكتظاظ في المستشفيات وضرورة العمل على حلها لأنها تربك القطاع الصحي المرهق بفعل التفرغ شبه الكامل لتعامل مع ازمة كورونا وهذا يتطلب العمل على توسيع قدرة المراكز الصحية الشاملة للعمل على مدار الساعة بطواقم طبية كامله لاستقبال الحالات التي لا تستدعي دخول المستشفى حتى لا تستنفد قدرات المستشفيات في أمور يمكن التعامل معها في المراكز الشاملة.
النقص في الكوادر الطبية المتخصصة في العناية الحثيثة واستخدام أجهزة التنفس الصناعي يمكن تعويضها من كوادر الخدمات الطبية الملكية المتقاعدين والتعاقد معهم والمؤكد ان هناك نسبة منهم قد تحدث فرق بحكم خبرتها.
نقص مطاعيم الانفلونزا الموسمية امر مقلق والاصل أن تعمل المؤسسة العامة للغذاء والدواء على توفيرها بأقصى سرعه، مؤكد أن هناك نقصا عالميا ولكن أهمية العمل على استيراد المزيد منها وتوزيعها بعدالة يقلل من إمكانية الاشتباه وعدم التفريق بين اعراض كورونا والانفلونزا، والسؤال هنا عن مدى إمكانية الحصول على لقاح كورونا حال توفره طالما عجزنا عن احضار مطعوم الانفلونزا ولو بالحد الأدنى؟
بعيداً عن الإغراق في التشاؤم أو التفاؤل هناك مؤشرات مشجعة نعتبرها استهلالا طيبا يمكن البناء عليه حتى لا نعطي شيكا على بياض، فالفريق الذي يدير الأزمة من الناحية الطبية يملك شجاعة الاعتراف بأي خلل كما تابعنا خلال الأسبوعين الماضيين ويتعامل مع أي تطور بسرعة ملحوظة تسجل له وللحكومة.
المرجح وإذا استمرت الإجراءات بهذه الفعالية والمرونة أن نلمس خلال الأسابيع المقبلة تراجعا في عدد الحالات وصولا للاقتراب من تسطيح المنحنى بحيث لا تتجاوز الإصابات نسبة الخمسة بالمائة من الفحوصات اليومية وهذا يعني بالضرورة عدم التراخي وإعادة انتاج ما جرى في الأشهر الماضية ورفع كفاءة الجهاز الطبي باعتباره أولوية مقدسة.
تبقى المسؤولية الفردية هي الأساس في الالتزام وكلفتها لا تتجاوز ارتداء الكمامة والنظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي وهي بمقدور أي مواطن بينما تداعيات عدم الالتزام يدفعها المجتمع بأكمله.