تغليب الشعبوية والظهور الإعلامي على حساب الوضع الوبائي الخطير..من يتحمل مسؤوليتها

جفرا نيوز - رامي الرفاتي 

عاد تباين وتضارب التصريحات بين المسؤولين للواجهة مجدداً، بعد مرور أقل من أسبوعين على تأدية حكومة الدكتور بشر الخصاونة اليمين الدستورية، ليتبادل مسؤولي القطاع العام الإتهامات، تارة مدير مستشفى الامير حمزة السابق عبد الرزاق الخشمان يرد على تصريحات نظيره في مستشفى البشير الدكتور محمود زريقات، عن إغلاق مستشفى الأمير حمزة أمام المراجعين، مما زاد من الضغط على مستشفى البشير، في ظل غياب الدور الرقابي لوزير الصحة الدكتور نذير عبيدات، الذي لم يولي الملف والصور المتدولة مؤخراً لواقع الضغط الكبير لمستشفى البشير، وافتراش المراجعين الأرض بإنتظار تلقي الخدمات والرعاية الصحية.

المشهد لم يقتصر فقط على التصريحات والظهور الإعلامي للخشمان وزريقات، ليعود التضارب للجنة الاوبئة بما يخص تطور وضع "كوفيد -19" محلياً، وتسجيل كم كبير من الوفيات والإصابات، ومستقبل القطاع الصحي المترهل أمام خطورة المشهد.


بالعودة لتصريحات زريقات والخشمان، نجد أن عدوى التهرب من الواقع والمسألة المجتمعية، انتقلت من كبار المسؤولين لتطال الوظائف الإدارية العليا، دون النظر للواقع المؤلم، وما يلوح بالآفق من مشاكل كبيرة في القطاع الصحي، رغم محاولة البعض بث الطمأنية بقوة النظام الصحي، ووجود خطط بديلة في حال عدم قدرت القطاع الصحي استيعاب الإرتفاع الكبير بأعداد الإصابات بفيروس كورونا، الشبح الذي يقلق مضاجع المسؤولين.


المشكلة الأن، ليست بالتصريحات وتبادل الإتهامات، تزامناً مع ضعف بعض المسؤولين بالتعامل مع قضايا الوطن والمواطن، التي شكلت كم كبير من الإنتقادات من قبل الرأي العام، الذي يراقب المشهد عن قرب، منتظراً حلول منطقية على أرض الواقع تنقذ الوضع الصحي، دون التطرق للتريحات العقيمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.


الأفضل في الوقت الراهن، البحث عن مصلحة الوطن وتغليب المصلحة العامة عن المصلحة الشخصية، وتفعيل الدور الرقابي لوزارة الصحة والدكتور نذير عبيدات، للحد من ضعف بعض المسؤولين، وبعض الباحثين عن الشعبوية والظهور الإعلامي على حساب الوضع الوبائي الخطير.