هدية الاخوان للقاضي رئيس الحكومة

جفرا نيوز - خالد المجالي

في البداية لا بد من تقديم الشكر لجماعة الاخوان المسلمين الذين لم يتاخروا في رد الهدية لدولة القاضي الخصاونه بعد ان تجاوز قرارات المحكمة وتجاوز عن الجناية التي ارتكبها عدد من قيادات الجماعة في جمعية المركز الاسلامي واعاد ادارتها لهم .

وثانيا للامانه فانني شخصيا لم اشارك في مسيرة " حزب الله " التي تمت في وسط العاصمة بالامس ولا اعرف اذا كان دولة القاضي كان لديه وقت يوم الجمعة لمتابعة تلك المسيرة او على الاقل شاهد تلك اللقطات التي بتثتها قناة الاخوان المسلمين في الاردن " عفوا اقصد قناة الجزيرة " وان يكون قد تسلم الهدية منهم ردا على تنازلاته لهم .

انني لن اقول صدمت ولن اقول تفاجئت بل استغربت تسرع جماعة الاخوان باظهار حقيقية نواياهم واستعداداتهم من خلال العرض العسكري الذي اقامته الجماعة في وسط البلد لدرجة انني اعتقدت بانني اشاهد استعراض لجماعة " حزب الله الاردني " فقد كان التنظيم والمسير وربط الرؤوس واستعراض القوة ولم يبقى الا حمل السلاح وتنفيذ بعض مهارت التدريب على حرب الشوارع واقتحام الابنية ورفع شعارات حزب الله في وسط بيروت عفوا اقصد عمان .

الجمعة القادمة نتمنى على حزب الله الاردني اضافة بعض المشاهد القتالية حتى يتاكد القاضي وحكومته " الفاقدة لمبررات استمرارها " ان الدولة لا تدار باسترضاء مجموعة لا تمثل الا بضعة الالاف من ابناء الشعب الاردني ، وليتاكد بان ما قام به وما سيقوم به في الايام القادمة ما هو الا تسريع في تهيئة الارضية لتتمادى تلك الجماعة ومن يسير معهم في اعتقادها بانها هي الدولة وهي الشعب ، والنتيجة بالطبع " فتنه " داخلية ستعيد الوطن سنوات وسنوات بفضل حكومة متخبطة وفاقدة لكل مقومات الادارة والسياسة .

الاخوان الان وصلوا الى قناعة من خلال ضعف ادارة الدولة واجهزتها بان هناك طريقان امامهم وهم مستعدون لكليهما ، الاولى الحصول على الحكم وادارة الدولة الاردنية من خلال تسليمها لهم " بالرعب " او التصادم مع الدولة واجهزتها واستدعاء الناتوا وبقية الحلفاء للسيطرة على الدولة وفرض الامر الواقع من خلال التجربة الليببة او السورية .

ما لا يعرفه الاخوان والحكومة الضعيفة واجهزة الدولة المهزوزه ان الاردن ليس ملكا للحكومة وان الشعب الاردني لن يقبل ما يخطط له من قبل البعض بحجة الاصلاح ومحاربة الفساد ، وان مكونات الدولة الاردنية لا تعتمد على الا على عاملين اساسيين لا ثالث لهما واولهما العشائر الاردنية الموزعة على امتداد الوطن من اقصى شماله لاقصى جنوبة ، والعامل الثاني القوات المسلحة الاردنية التي تربت على الوطن الاردن والهوية الاردنية والقيادة الهاشمية .

من يعتقد ان الاردن وشعبه وجيشه قد اصبحوا ضعفاء فهو مخطئ لا بل وسيندم اذا ما حان وقت الاختبار واعادة تصويب الامور التي يحاول البعض تجاوزها وفرض واقع جديد وهوية مصطعنه جديدة للاردن ، وانني شخصيا لا اتمنى ان تاتي تلك الساعة التي يتم اعادة تصويب الامور وفرض هيبة الدولة واعادة الاعتبار للهوية الوطنية الاردنية بطريقة الامر الواقع .

واخيرا اقول للقاضي ولحكومته المهزوزة والمتهاوية اعلم بانك قد اتخذت قرارك بالسير في الطريق الخاطئ ولكن من الواجب علينا جميعا ان نذكرك ان هناك طريق ثالث وعليك ان تنظر اليه الاصلاح السياسي الذي قدمت من اجله هو الاسلم ، قدم قانون الانتخاب وغادر بسلام واترك الشعب الاردني يتحمل مسؤولية اختياره واذا كنت لا تستطيع تقديم قانون فليكن قانون 1989 هو البداية واذا اختار الشعب الاخوان فليتحملوا مسؤولية اختيارهم ولكن لا تفرض علينا انت وحكومتك الضعيفة اجندات الاخوان وتخلق فتنه لن نغفرها لك .