كورونا جعلت الإنتخابات النيابية" بالتخجيل"..لافتات أقل بالشوارع وإجتماعات محدودة وغابت "المناسف والكنافة" والخطابات النارية

جفرا نيوز - عصام مبيضين

بدأت حمى الإنتخابات النيابية ترتعش في صدور بعض النواب والمترشحين في المحافظات والبوادي، بحماس أكبر وسط ماراثون الإجتماعات المحدودة جدا في مختلف المناطق، مع بقاء 23 يوماً على اجرائها .

وأصبحت أشكال الدعاية الانتخابية تأخذ أشكالاً جديدة،وبمتغيرات شاملة، وبنمط غير مالوف لافتات أقل وإجتماعات محدودة في كثير من المناطق والمحافظات ،وبرامج مكتوبة بلغة كلاسيكية قديمة مكررة .

ومع ذلك، يسعى البعض إلى موسم دعائي مميز من الإنتخابات القادمة، ويعتمد على القوة المادية والنفوذ الجماهيري، وحل المشاكل الطارئة، و القضايا المستعجلة لكسب القلوب في موسم تتقاطر فيه قوافل النواب السابقين والمترشحين من عمان إلى الأرياف والبوادي والمخيمات، و شرح إنجازاتهم،وأعداد من قاموا بتوظيفهم، ونقلهم ودعمهم من أبناء العشيرة، والمناطق عبر قوائم يحملونها معهم في تسويق أنفسهم أمام جموع المواطنين المسحوقة من الفقر والبطالة وغلاء الأسعار.

 
وفي ليالِ الصيف ؛ أصبحت جلسات، وأحاديث الانتخابات؛ تطفو هذه الأيام،وأصبح النمط السائد بالحملات ،هو سياسية "التخجيل"؛ وبوس اللحى والجاهات والفزعات والنخوة مع الإعتماد على الاشخاص المفاتيح ،و موثرين يوصلون إلى آخرين بسلسلة عنقودية اوسع من أجل إيصال الفرد إلى المجموعة والأحياء دون أن ينظر أحد الى البرامج والسياسات، فتحول الموضوع الى جاهات وعدم شرب فنجان القهوة، حتى تلبية الطلب.

من جهة أخرى؛ تفاجأ المواطنون بالمودة والحميمية والزيارات التي لا تنقطع من الراغبين بالترشح، وبمجرد أن يعرفوا ذلك من خلال أعوانهم من سكان المناطق؛ يفتعلون مناسبات وسهرات، ويقدمون أنفسهم كخادمين للناس، وأحيانًا يجعلونك لا تشك في مصداقيتهم من خلال ما يقدمونه من وعود جميلة تسيل (لعاب) عامّة الناس وبخاصة المحتاجين للخدمات.

فإن المترشحين يجدون أنفسهم، قد جردوا من أهم أسلحتهم الفتاكة وهي المناسف والكنافة على مدار الحملة الإنتخابية والوجبات الجماعية والمهرجانات الخطابية، مثل السنوات السابقة، ولكن تعليمات المستقلة وفيروس كورونا جردهم منها مع المخاوف من فيروس كورونا، وحظر النشاطات، والبحث عن حرية التحركات.

الى ذلك فإن (الحشوات) يتحركون فرديا بدعاية فردية لهم بقائمة الزعيم الأوحد والكل يبحث عن النجاة وكسب الاصوات ، وسط انتشار منظومة (دق الأسافين) والنميمة وماكينات إستخراج سير الماضي القريب والبعيد، و(علك) المثالب لشخصيات مع وجود فرق استطلاع متنقلة بين المترشحين والكشوفات.

وسط كل ذلك والأهم الأكبر، كيف اقناع الناس بالقدوم الى الصناديق يوم الاقتراع وخاصة ان حمى الانتخابات؛ جاءت ورجل الشارع مسكون في إشكالياته اليومية، وهو مطحون بالهموم التي رغم كل ما تحقق في الحياة من تقدم؛ لا تزال مجرد أوهام أو إشكاليات عالقة في التفاصيل، وان كانت نسبة الانتخابات 37 % المرة السابقة فكم تكون هذة المرحلة في انتخابات خارج المألوف.

خاصة ووهم يعتقدون أن أدوارهم للاسف تبدأ وتنتهي بإسقاط ورقة الأسماء في الصندووق خاصة ولاجديد تحت الشمس ،ومع وجود حوالي 139 برلمانية وبرلمانياً من المجالس السابقة، ترشحوا لانتخابات المجلس 19، منهم 91 برلمانية وبرلمانيا من المجلس 18 وقد جرب اغلبهم.

في نفس الوقت؛ فإن أغلب النواب والمترشحين كأنّ على رؤوسهم الطير من الترقّب واللهفة، ومعهم النخب والأوساط السياسية بانتظار الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسط مخاوف من التأجيل في آخر لحظة، وإن التحركات من النواب والمترشحين (هبت عليها رياح الانكماش) بسبب أزمة كورونا، وباتت تتحكم في تعامل النوّاب مع الملف الانتخابي بحذر، ومع جميع القضايا الحرجة التي تواجهها، ورسّخت بعض التوجهات والتصرفات هذا الانطباع، وحالَ هذا الطريق دون الانخراط في أزمات مفتوحة، أثبتت انعكاساتها وتصاعد التوتر في الإقليم، ولكن الاستحقاقات الداخلية والإقليمية، والتصعيد و(رأس السنام) إجراء الانتخابات النيابية، ومكافحة فيروس كورونا، والأزمة المالية، وصفقة القرن هي الأهم.

ويتحدث ناشط سياسي: "أن نواباً سابقين ينوون خوض الانتخابات، فيما نوّاب آخرون يشعرون أن الانسحاب أفضل، خاصّةً من نواب الخدمات؛ خوفًا من الفشل، حيث أظهرت المشاورات عدم وجود حماس من قواعدهم، ومعاناة قواعدهم المنهكة من قرارات اقتصادية قاسية جدًا أكلت الأخضر واليابس".

وفي خارطة مطبخ الدولة طموح بلا حدود من أجل انتخابات نوعية؛ تساهم بالدخول الآمن والمشاركة الشعبية بأرقام كبيرة، خاصّةً أن هناك عصب حساس في الخاصرة من تقليب وفصول التغذية الراجعة، وذكريات التصويت بالصناديق، وأن هناك انخفاض نسب المشاركة، بالرغم من كل الروافع والتغذية، ودخول العشائر والأحزاب، وأحيانًا المال الأسود وغيرها.

والأهم، أن هناك تعويل على الانتخابات القادمة بأن تحقق زخماً شعبياً، والتفافاً وطنياً، وتمتص الصخب والصوت المرتفع، وتجمع بعض أطياف المعارضة تحت عباءة الوطن البناءة، دون (ريموت كونترول) من الخارج، وحتى يرتفع صوتهم عبر ظلال الدستور، وتكون قفزة داخل فضاءات (السيستم) في طريق تطبيق الحكومة البرلمانية، وتعيد الزخم لتحفيز الجميع، وبالتحديد الشباب، للمشاركة في العملية السياسية.