الملك في خطابه عن الأمن الغذائي ... رسائل وحلول ومقترحات لاستدامة هذه المنظومة والأردن أنموذج عالمي في التعامل مع أزمات الغذاء وماذا بعد كورونا ؟

جفرا نيوز – خاص 

لطالما كان جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله على رأس من يطالبون ويعملون من أجل استدامة الأمن في شتى جوانبه سواء في السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع وغيره ، بما يضمن استقرار حياة المواطن ويلبي له العيش الكريم ، وبما ينعكس ايضا على الاقتصاد والاستثمار وتوسيع شتى السبل التي من شأنها العمل على خلق نهج مدروس وفعال لجعل الأردن أنموذج راسخ في تعزيز منظومة الأمن وخاصة الغذائي لما له من تبعات في جوانب عديدة في حياة المواطن واقتصاد وأمن الدولة داخليا وخارجيا 

خطاب جلالة الملك خلال مشاركته في حوار "بورلوغ" الدولي، الذي تنظمه مؤسسة جائزة الغذاء العالمية، لمناقشة آليات تطوير قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي بمناسبة يوم الأغذية العالمي الذي يصادف اليوم ، كان خطابا شاملا ومتوازنا في كل مضامينه ومحاوره خاصة وأننا نتحدث عن واحدة من أهم النظم التي تبني عليها حياة شعوب بأكملها واقتصادها كذلك وهو الغذاء واستدامته بشتى الطرق والوسائل 

الملفت في خطاب جلالته هو أنه بين أهمية المنظومة الغذائية على مستوى العالم وقدم آليات واستراتيجيات لتطويرها ، وقدم جلالته أسباب المشكلات التي يعاني منها قطاع الزراعة والغذاء على مستوى العالم وكيفية ايجاد حلول ، ليكون بذلك خطاب جلالته موجها وشاملا وصريحا ، خاصة وأننا نشهد أوضاعا صعبة في المنطقة بسبب جائحة كورونا وما نجم عنها من مشكلات انعكست على الأمن الغذائي في العديد من دول العالم وهذا بالتحديد ما شدد عليه جلالته 


التركيز على نهج سياسة تبادل الموارد والخبرات العالمية في مجال الزراعة والعمل على تطويره كان واضحا بشكل كبير في خطاب جلالته من خلال ضبط العولمة بما يحسن البنية التحتية للزراعة عالميا ، وفتح الباب على مصرعيه بما يضمن تطوير خطط وأساليب في مجال زراعة ذات أمد بعيد وخطط طويلة الأمد للمستقبل وليس فقط للوقت الحالي


ومن محور الاستجابة للأزمات المجاورة بشتى أشكالها ، فأن جلالته نوه لدور الأردن الهام والفعال في تقديم العون للعديد من الدول بما يتعلق بمجال الأمن الغذائي خاصة خلال الأزمات نظرا لموقعه الاستراتيجي ولكونه نقطة ربط واتصال مع العديد من دول العالم ، مدللا جلالته بمثال على أهمية تطبيق ذلك من خلال ذكره لانفجار مرفأ بيروت لاعتبارها أزمة نتج عنها مشكلات في الأمن الغذائي في لبنان وهذا يستدعي وجود تبادل وانفتاح من قبل الدول المجاورة ومنها الأردن لتقديم العون والمساعدة في هذا المجال ، فالأردن من الدول التي كانت مثالا لتقديم الدعم والمساعدة في الأزمات الغذائية للعديد من الدول مما يرسخ رسالة جلالة الملك في أهمية تبادل الخبرات وضبط العولمة في مجال منظومة الأمن الغذائي 


جلالته يملك نظرة ثاقبة للمستقبل وليس فقط للوقت الحالي ، لأن الخطاب ذكر مواطن الضعف والمعضلات التي يشهدها قطاع الزراعة والمزارعين عالميا من نقص الموارد المالية والمعدات والمشكلات الناجمة ايضا عن المتغيرات المناخية والطبيعة ، مما يستدعي ايجاد حلول سريعة تجنبا لأية أزمات غذائية قد نشهدها في المستقبل حال عدم وجود أسس واضحة للتعامل مع الأزمات الغذائية وبما يضمن استمرار رفد هذا القطاع اقتصاديا