جابر والعضايلة اعادوا لنا شيئاً من الثقة المفقودة..وكانوا بقدر متطلبات المرحلة فنجحوا في كسب احترام الشارع و "الانسانية جمعاء " فاستحقا الثناء
جفرا نيوز – فرح سمحان
الثقة المفقودة في الحكومات المتعاقبة مصطلح بات ملازماً للوزراء في مختلف اختصاصاتها ، لكن في حكومة الرزاز كان الوضع مختلفا بالنسبة لوزيري الصحة والاعلام معالي "الباشا" سعد جابر والناطق "بلسان الشعب" معالي أمجد العضايلة فلم يكن هناك ما يخفف على المواطنين وتيرة الضغوطات التي تراكمت بسبب جائحة كورونا سواهما ، والمؤسف القول أنهم غادرونا ولم تغادرنا كورونا بعد.
يوم أمس ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الحب والاحترام التي قيلت بحق جابر والعضايلة امتثالا للدور الذي قدموه والتي ترفع له القبعات خلال أزمة كورونا وحتى ما قبلها، وأن كان ما قدموه واجبهم لكن تقديمهم عملهم بحب ووضعهم مصلحة المواطن نصب عينيهم هذا أكبر دليل على أن جابر والعضايلة أنطبق عليهما مقولة "الرجل المناسب في المكان المناسب " ، كلمة حق وجب قولها لأصحاب المعالي اللذان تمكنا من ادارة ملف أزمة كورونا بأمانة وموضوعية ومصداقية وبحكمة وحنكه ، مما ولد عند المواطنين حالة من التعلق بهما وباداهما المخلص والمتفاني
"ذهبتم وتركتمونا نصارع كورونا وحدنا " ، " حماكم الله والانسانية جمعاء" ، " سنشتاق لطلتكم بالإيجاز " وغيرها من العبارات التي بالفعل تركت بداخل كل من قرأها أثرا ايجابيا تركه فينا أشخاص كانوا بمثابة داعم وموجه ومؤيد ، وبلا مبالغة فأننا بالفعل سنفتقد وجودهم وطلتهم على التلفاز الذي كنا نجتمع عليه وكأن الزمن عاد بنا للوراء سنوات عديدة لنستمع للإيجاز الصحفي لمعرفة آخر القرارات ومستجدات الحالة الوبائية، أثرت وتأثرتم بنا وجئتم وذهبتم بحسن السيرة والواجب والأداء المتفاني ، تحملتم الكثير لإرساء السفينة في مرساها وحمايتها من الغرق في الوقت الذي شهدت فيه كل بلدان العالم نقصا ومشكلات في مختلف القطاعات بسبب أزمة جعلتنا نرى أشخاصا لم يكونوا بموضع المسؤولية تجاه مناصبهم فقط وانما تجاه كل مواطن.
لكن كالمعتاد نقد الأداء الوزاري لا يمكن أن يغيب عن أذهان البعض وهذا حق ، فالعضايلة وجابر بالرغم من تحقيقهم للشعبوية الكبيرة والأداء المتميز، الا أن النقد لبعض المجريات والقرارات بشأن كورونا والتي أخذت بما يخدم المصلحة العامة لاقت نقدا كان لاذعا في بعض الأوقات، ناهيك عن بعض الانتقادات المتعلقة بالسياسات العامة ، لكن لم يختلف أحد في المقابل على احترامهم وتقديرهم للمجهود الكبير الذي بذلوه في مواقعهم.
الشكر من القلب للجنرال سعد جابر، الذي أدار ملف الصحة وكورونا وتحمل على كاهله ربط القرارات الصحية بالجانبين الاقتصادي والسياسي، وأن كان هناك مواطن ضعف تولدت نتاج لقرارات سابقة أو بسبب ما فرضته المرحلة الحالية، شكرا لمعالي أمجد العضايلة الذي كان يثلج صدورنا بكلمات أولها طمأنينة وآخرها حماكم الله والانسانية جمعاء، ويا أبا غسان ستبقى عالقا في ذهن الانسانية جمعاء.
نحن مقبلون على مرحلة تحتاج استدامة واستمراراً للنهج السابق خاصة في ملف كورونا الذي أكد دولة بشر الخصاونة، أنه سيعطيه أهمية كبيرة وكذلك القطاع الصحي بما تفرضه متطلبات المرحلة المقبلة، الفريق الوزاري السابق في حكومة عمر الرزاز تعامل مع أغلب القضايا والقرارات التي شكلت منظومة ومرجعية نأمل من الوزراء الحاليين السير على نهجها وتعديلها بما يضمن الحفاظ على الوضع الصحي والاقتصادي.