وزارة الخارجية.. ذاكرة الدوار الثالث!


جفرا نيوز - كتب: محمود كريشان

«أخالف العمر راجع سالف أعوامي .. وأنوّخ ركاب فكري عند داعيها» .. على رأي عندليب الجزيرة الفنان «محمد عبده» في رائعة الأمير الشاعر خالد الفيصل المغناة «من بادي الوقت» .. إذن .. ذاكرة الزمن الجميل، تعود إلى ذكريات سيادية خالدة، نحو «الدوار الثالث» في جبل عمان، ذلك المعلم البارز في تاريخ العاصمة، بما يحمله من رخاء وشموخ .. رقي وعراقة.. و»برجوازية» محببة محببة ايضا..

و كما يقولون.. «لا يعرف الشوق إلا من يكابده» .. لذلك يتذكر أهل عمان القدامى الدوار الثالث، وهو مكان المجتمع النخبوي والمخملي، في ذات وقت سيادي أيضاً، كانت فيه أهم قرارات الدولة المصيرية، تصدر من محيط هذا الدوار، الذي كان يحتضن أهم مؤسسات الدولة ووزاراتها ودوائرها على الإطلاق.

اماكن ومعالم

فقد كان في محيط هذا الدوار، قصر زهران الملكي العامر، وزارة الخارجية، وزارة الإعلام، رئاسة الوزراء وقد كانت تقع مكان وزارة العدل حالياً، «دائرة المباحث» والتي أصبحت «المخابرات العامة» فيما بعد، والسفارة الفرنسية، ودائرة المطبوعات والنشر، ودوائر وسفارات ووزارات أخرى مهمة جداً.

ولأن هذا الدوار، كان يمثل المجتمع العماني المخملي، فقد كان فيه في ذات زمن، العديد من الأماكن الترفيهية الأنيقة والفخمة، مثل «بار ثري سيركال»، مطعم معتوق، و»الريفيرا» و»أنكل سام» و»فندق هشام» والمطعم الهندي ومطعم عمارة البرج، وروميو .. وأماكن جميلة أخرى يعرفها أبناء عمان القديمة بكل ما فيها من جمال ومتعة وترفيه ورقي.

*هنا.. وزارة الخارجية

إلا أننا .. وتحت وطأة العشق، ولجة الذكرى، نتوقف «اضطرارياً» عند كبرى وزارات الوطن السيادية، عندما كانت تشمخ في الدوار الثالث «وزارة الخارجية»، بكل ما في الكلمة من دبلوماسية وشهامة .. شجاعة وانتماء .. كرامة وكبرياء .. تضحية وشهادة .. ومكارم الأخلاق.

هؤلاء الكبار
وفي حضرة «الخارجية» .. خير مقام، نستذكر أجيال الصبر والرضا، من أبناء هذه الوزارة التي لها منزل العشق في قلوبنا ....

نستذكر .. السفير الأردني في طهران الشهيد وصفي التل، والسفير الأردني في موسكو هاني الخصاونة، السفير الاردني في الرياض الباشا محمد رسول الكيلاني، والسفراء نبيه النمر، نايف القاضي، والوزير المنجز ناصر جودة، والسفراء معتصم البلبيسي، طارق ماضي، سامي لاش، عمر عبدالمنعم الرفاعي، محمد توفيق الخالدي، ابراهيم نغوي، فارس المفتي، طراد الفايز، أحمد علي مبيضين، أمجد هزاع المجالي، معتصم البلبيسي، طلال سطعان الحسن، سمير جميل مصاروة، ابراهيم الدباس «أبو النمر»، احمد سطعان الحسن، شاهر باك، حسين حمامي، فؤاد البطاينة، عدنان بهجت التلهوني، زياد خازر صالح المجالي، نبيل توفيق التلهوني، موسى باشا العدوان، الباشا عبدالإله الكردي، الباشا عمر العمد، محمد داودية، نصوح المجالي، جمعة العبادي، أحمد جرادات، حلمي اللوزي، اسماعيل المبيضين، وليد الرفاعي، مازن خير، حيدر محمود، فؤاد أيوب، شهاب ماضي، خالد العدوان، صالح الجوارنة، موفق العجلوني، خلدون التلهوني، منذر قباعة، محمود آرسبي، المهندس فواز علي البشير الذي كان له بصمات مشرقة في وزارة الخارجية وسفاراتنا بالخارج مليئة بالإنجاز.

المستشار السياسي

وثمة رجال من المؤسسة العسكرية الأردنية تفانوا بالعطاء في سفاراتنا بالخارج بمنصب مستشار سياسي منهم «الباشاوات الكرام: مروان قطيشات، محمود الخطيب، فوزي المعايطة، عامر جلوقة، عبداللطيف عساف، عبدالرحيم الزعبي، باسل بيوك، مروان العمد، المرحوم «بإذن الله» علي برجاق، محمد خير الصباغ، محمد أمر بينو..

سفير السفراء «القاضي»

نتوقف أيضاً عند السفير الأردني في القاهرة «آنذاك»/ الوزير فيما بعد نايف القاضي، والذي يعتبر السفير الوحيد في العالم، الذي تفرد له جريدة الأهرام المصرية «واسعة الإنتشار» افتتاحيتها عندما أنهى مهام أعماله في القاهرة وكتبت على الصفحة الأولى: «سفير السفراء» وهي تثني على السفير الشيخ القاضي، وتشرق في الحديث عن مكارم أخلاقه.

الملقي في القاهرة

ولنن ننسى هنا أن رئيس الوزراء الاسبق هاني الملقي الذي يعتبر السفير الأردني المنجز في أكثر من عاصمة أبرزها القاهرة التي خدم بها دولة الرئيس الملقي أكثر من ثمان سنوات سفيراً للمملكة وكان ولا يزال مكان احترام الجميع، وهو الذي تمكن بجهوده من اطلاق اسم الملك الحسين على اهم ميادين مدينة نصر بالقاهرة ووضع فيه نصب تذكاري واعمدة اثرية تم احضارها من جرش.
ولن ننسى والده رئيس الوزراء الأسبق فوزي الملقي الذي كان أول سفير للأردن في جمههورية مصر العربية.

العضايلة.. غصة حزن

ونتوقف عند الحزن الكظيم، بوفاة السفير الأردني في دمشق منتصف التسعينات أحمد العضايلة، الذي داهمته النوبة القلبية حزناً على فارس الشهادة المستشار الدبلوماسي نائب المعايطة الذي تم اغتياله في بيروت.

سفراء وانتماء
في الخارجية ايضا نستذكر نخبة من الدبلوماسيين الاردنيين من سفراء ووزراء مفوضين ومستشارين وبرتب متعددة كانوا ولايزالوا مثالا للعطاء والانتماء والدبلوماسية الاردنية المنجزة ومنهم: دولة رئيس الوزراء الحالي د. بشر هاني الخصاونة، ريما احمد علاء الدين الشيشاني، امجد القهيوي، ماجد ثلجي القطارنة، علي كريشان، صقر متروك ابوشتال، حازم عصام الخطيب التميمي، ثامر العدوان، يوسف البطاينة، زهير عبدالله النسور، يوسف عبدالغني، قيس شقير، عصام البدور، سامي عاصم غوشة، عامر الجبور المجالي، غسان عبدالرحيم المجالي، نصار ابراهيم الحباشنة، نزار القيسي، المرحوم غيث زهير ملحس، اريج الحوامدة، سجا سطام حابس المجالي، سائد الردايدة، ريا نايف القاضي ، أسل التل، صباح الرافعي ، سحر القطارنة .

أمين البريد الدبلوماسي
أمام ذلك .. كان عمدة «الخارجية» في الزمن الجميل، أمين البريد الدبلوماسي، الأمين الذي له من اسمه نصيب، المرحوم محمد خليل كريشان، «أبو علي» والد السفير الاردني في استراليا حاليا علي كريشان ومساعد المحافظ مالك كريشان وعم المحافظ خليل عطالله كريشان، وكان «رحمه الله» رمزاً للعون والنخوة والأمانة والانتماء.
وتسلم بعده المنصب المرحوم بإذن الله عصام متروك أبو شتال، ومن ثم جاسر المهيرات العبادي، وكانوا جميعاً مثالاً يحتذى في النزاهة والأمانة والنخوة.

جنود وزنود
ثمة جنود مجهولون في هذه الوزارة، تفانوا في العطاء والانتماء، ونستذكر منهم على سبيل الذكر: نجاة زاش، تمارا أيوب، سميرة فروقة، احمد عربيات، مهدي حمامي، طه الشوابكة، محمد جانبوط، عماد القماز، فراس جميل وريكات، علي ابوصهيب، مشهور سليمان قبلان، محمد علي عايد ابوسويلم، عيد الرواشدة، بشير الرواشدة، عثمان السواعير، سلمان الخواجا، داود الشوابكة، ذياب العماوي، عبد سلمان وخليفة العبادي، موسى الشراري، محمد الياس يرفاس، يوسف الخضراوي، تيسير البدور، د.مصطفى النوايسة، موسى كرادشة، طه الريان، عبدالرحمن الشوابكة، ماهر الريان، أحمد الساحوري، مهدي حمامي، أنور عبيدات، عوني العبادي.
مجمل العشق.. ستبقى ذاكرة الزمن الجميل في وزارة الخارجية محفورة في وجدان الذاكرة لتبقى تروي سيرة الاوفياء المخلصين الذين ما بدلوا عن محبة الاردن.. تبديلا.
Kreshan35@yahoo.com