ما هو المطلوب من حكومة بشر الخصاونة؟
جفرا نيوز - بقلم إبراهيم عبد المجيد القيسي - كان والدي رحمه الله وحين يحلّق بعضنا باجتهادات غير موضوعية، يشبهه بالنملة المسخوطة، وهي النملة التي نبت لها جناحان في مرحلة ما من تطورها، فطارت وتاهت عن طريق العودة الى بيت النمل.. ولعل ظاهرة التحليق والابتعاد عن الموضوعية هي السمة الأقرب لوصف واقعنا السياسي والنخبوي والشعبي..
على دور بشر الخصاونة؛ رئيس الوزراء المكلّف، حلّق النمل المسخوط متطايرا بالأفكار والأسرار والتحليلات والتعليقات حول (من هو بشر الخصاونة؟!!)، وغرق القوم في "شبر ميّة" وتاهوا في بحر التحليل النفسي لشخصية الرئيس المكلّف، بحديث غير واقعي ولا يقدم أو يؤخر شيئا، وكأن المطلوب (نبيّ) أو (ساحر) يخلص البلاد من تحدياتها وأزماتها المتراكمة برمشة عين.. هكذا يفكر الحالمون والمتطايرون على غير هدى أو هدف.
لا أقول بأن شخصية الرئيس وسيرته وسمعته غير مهمة، ولو كان هذا الخطاب انتشر أو ازدهر على غير زمن وشخصية كبشر لكان في الأمر وجهة نظر، لكن هذا الرجل ليس من خارج القرية، وكل تاريخه ويومياته وتربيته وعمله في الدولة، فعن أي سبق وأسرار يبحث القوم؟!.. والله ما بدري.
يجب أن نهتم بحديث آخر مطلوب من الحكومة وشكلها وأدائها:
"عندياتنا" بيدر من التحديات والأزمات تواجهه الحكومة والوطن وكل الشعب، وهو ليس صنيعة بشر الخصاونة، لأنه حصاد شوك تراكم لعوامل خارجية وداخلية كثيرة وممتدة تاريخيا من بطن ال١٠٠ عام من عمر هذه الدولة، كما يوجد لها إنجازات لا يمكن التنكر لها أمام ازدياد منسوب التحديات والمشاكل، وليس مطلوبا من الحكومة القادمة أن تمتلك عصاً سحرية لحل كل هذه المشاكل.
من بين العناوين المهمة التي يجب أن نتابعها في أداء الحكومة تحتل الحالة الصحية وتداعياتها المختلفة صدارتها، وهذا معيار في قياس أداء كل حكومات العالم في (عام الجائحة..الأول)، وكذلك سنتابع ملف أو ظاهرة (النمل المسخوط) في أداء حكومة الخصاونة، فهل ستتعدد رؤوس الحكومة، ويستفرد بعض أعضائها بملفات وقرارات واجتهادات لن يملك عندئذ الرئيس الاعتراض عليها، لأن اعتراضه سيكون سببا وجيها عن سوء أدائها، لتصبح أخطاء واجتهادات بعض الوزراء واقعا يزيد الوضع (فانتازيا)؟!..هل أقول لكم كما حدث مع الحكومة المستقيلة على امتداد أشهر الجائحة؟!.
ونتابع ما سيفعله الرئيس بملف الزراعة، فلا قطاع له علاقة بالتنمية والاقتصاد أهم من قطاع الزراعة في هذا الظرف والمنعطف، وستكون طامّة كبرى لو بقيت الزراعة ووزارتها مجرد وزارة للترضيات والتوازنات ومجالا خصبا للاستثمار بولاءات النواب وغيرهم.
والصحافة الوطنية التي تعمّدت حكومة الرزاز إقصاءها لصالح (النمل المسخوط..ما غيره)، وبلغ التفكير بها حد دمج مؤسساتها الرسمية والوطنية تمهيدا لإلغاء الإعلام الرسمي الوطني(هيك خبط لزق)، وهذه واحدة من الأخطاء القاتلة التي تقع فيها الحكومات إذعانا لمتطلبات (القزمة السياسية) وضعف الأداء، الذي ينكشف أمام روافع الخطاب الوطني، ويصبح الإنجاز ضئيلا مرتبطا باسم لسياسي ضعيف أو معتوه (حتى لا نقول فاسد)، ولا مجال لترويجه أو تسويقه إلا في عالم افتراضي أكثر (انسخاطا) من كائن ضعيف نبتت له جناحان فحلق بعيدا.
ومن بين الملفات الساخنة جدا التي يجب إحداث تقدم فيها، ملف التعليم فهو تأثر بتداعيات الجائحة وأصبح الإعتداء عليه وتخريبه (ع المكشوف).
ومن التحديات الجلل التي يجب على بشر الخصاونة إحداث تقدّم أو تغيير فيها، ثمة تحديات خارجية ومرتبطة بالدور الأردني وبالحقوق الأردنية، وهذا كلام أكثر من واضح بالنسبة لرئيس كبشر الخصاونة لأن ثقافته الرئيسية وخبراته المهنية أصلا ديبلوماسية وقانونية، وهو حتما لديه رؤية أكثر وضوحا في هذا المجال.
ومطلوب من الحكومة أن توقف (أجندة) العبث المزدهر بإدارة القطاع العام، والاعتداء السافر على حقوق الموظفين..
وللحديث بقية.