كتاب التكليف السامي منارة تهتدي بها الحكومة وبوابة جديدة للتعامل مع الأزمات
جفرا نيوز - محمد القطيشات
يشكل كتاب التكليف السامي لرئيس الوزراء المكلف الدكتور بشر الخصاونة وبما اشتمل عليه من مضامين منارة تهتدي بها الحكومة وخارطة طريق واضحة المعالم لمنهجية العمل الوطنية للمرحلة المقبلة، خاصة وأن تشكيلها جاء في ظرف إستثنائي جراء جائحة كورونا وتداعياتها وما فرضته من تحديات لا سابق لها على الاردن ودول العالم كافة ما جعل الجميع يسابق الزمن للتخفيف من اثارها.
ويؤشر كتاب التكليف السامي صراحة إلى ان الأولية القصوى تتمحور بإتخاذ الإجراءات المدروسة في التعامل مع الجائحة وبما يفضي الى الحفاظ على صحة المواطن الاردني وسلامته والتي تتصدر سلم الاولويات ويتأتى ذلك برفع جاهزية النظام الصحي وقدرته على التعامل مع تدعيات المرحلة وتطورت الظرف الاستثنائي ورفع جاهزية المستشفيات وغرف العناية المركزة ورفع طاقتها الاستيعابية وكذلك إنشاء مراكز لإجراء الفحوصات والتوسع بتوفير المختبرات والمباشرة الفورية في إنشاء المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية، لتعزيز القدرة على التعامل مع هذه الجائحة .
كما تضمن كتاب التكليف توجيهاً مباشراً للحكومة بتسخير قدرات القطاع الصحي، ضمن سياق مركزي متناسق يمكن من الإستجابة السريعة لهذه الجائحة ومتغيراتها وتطوراتها والعمل على توسيع قاعدة المشمولين ببرنامج التأمين الصحي للأفراد غير المؤمنين، وتطوير منظومة المراكز الصحية الشاملة، والعدالة بتوزيعها وقدرتها على تقديم أفضل سبل الرعاية الممكنة للمواطنين.
وأكد جلالة الملك في كتاب التكليف السامي للحكومة إيمانه بأن الاردن قوي وكما هو على الدوام وقادر على مواجهة التحديات وتجاوزها وتحويلها الى فرص ، حيث واجه الاردن الكثير من المحطات الصعبة خلال مسيرته واستطاع التغلب عليها، وما أزمة كورونا إلا إحدى تلك المحطات والتي سيتخطاها الاردن وهو أكثر صلابة ومنعة.
وشدد كتاب التكليف السامي على اهمية الإستمرار بتعزيز نهج الاعتماد على الذات، من خلال تمكين الموارد البشرية الواعدة وتزويدها بالعلوم والمهارات المهنية والتقنية لترفع من ميزتها التنافسية، والإستثمار الأمثل في الموارد المتاحة والإستفادة من الفرص المتوفرة في كل القطاعات، وكذلك الاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية والمالية والهيكلية بهدف تحقيق النمو الشامل والمستدام، وبما يدعم بيئة الأعمال وتنافسية الأردن إقليمياً وعالمياً.
واشار كتاب التكليف السامي الى انه ورغم تداعيات أزمة كورونا، إلا أنها أظهرت مكامن قوة وفرصا واعدة في قطاعات عدة، خصوصا الصناعات الغذائية والدوائية والمعدات الطبية، التي يجب استثمارها وفق نهج مؤسسي قابل للتنفيذ، لتحديد الفرص المتاحة، وبما يوفر فرص العمل ويمكن الأردن من لعب دور مهم كمركز إقليمي في المنطقة.
واكد كتاب التكليف السامي الى ان جائحة كورونا وبما فرضته من تحديات على قطاع التعليم في الاردن والذي تمثل بإغلاق المدارس لفترات ولكن أبواب العلم في هذا الوطن لم تغلق، وشدد على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة والكفيلة بمواصلة العمل على تطوير منظومة التعلم عن بعد وتقييم التجربة وإنضاجها، وفق أفضل الممارسات التي تضمن حق الطلبة في التعليم، إلى جانب الاستمرار في تطوير منظومة التعليم برمتها.
خلاصة القول، الدكتور الخصاونة تبوأ العديد من مواقع مسؤولية وبمختلف مؤسسات الدولة، تمخض عنها خبرات كبيرة تعزز من قدرة الدكتور الخصاونة على تطويعها لمواصلة أمانة المسؤولية والانجاز لخدمة الوطن، ولا بد من ان تضم الحكومة في تشكيلتها، وكما أشار كتاب التكيف السامي قيادات كفؤة ومتميزة، قادرة على حمل المسؤولية الموكولة إليها بموجب الدستور.