جفرا نيوز – فرح سمحان  

 لم يكن إعلان الأحزاب بمختلف توجهاتها السياسية في المشاركة في العملية الانتخابية القادمة كغيرها من الكتل والقوائم المرشحة ، فدائما ما نجد علامات استفهام حول وترقب وإنتظار لمعرفة نية الأحزاب من المشاركة في الانتخابات النيابية أو حتى مقاطعتها .

 

 توجهات معارضة وأفكار مختلفة ووجهات نظر تجتمع عليها الآراء ذاتها في كل حزب، حتى قرار المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات النيابية لا يأتي الا وفقا لمبدأ الشورى وليس الحشو أو حتى المشاركة للتواجد فقط وانما لتبني فكرة وأهداف ولإثبات الوجود والمشاركة بفعالية في الحياة السياسية، لكن ضعف التواجد لبعض الأحزاب على الرغم مما سبق واضح وبشكل كبير  .

 لكن دائما ما يؤخذ على مشاركة الأحزاب في أي فعل أو نشاط أو قرار على أنها فقط للمعارضة وللسير عكس التيار، لكن لا أحد يشكك في بند الوطنيات لمن يسيرون هذه الأحزاب ، في الوقت الذي يستخدم البعض مصطلح "الوطنية" والتشكيك بالنوايا والأداء للتقليل من دور الأحزاب السياسية واخفاؤها عن الحياة السياسية ، وادارة العمل السياسي في مناصب الدولة كذلك .

49 أحزاب لم يتمكن الا بعضها من تحقيق التواجد في معترك الساحة الانتخابية وموضع صنع القرار، فلم تتمكن بقية الأحزاب من النجاح في كسب ثقة بعض فئات الشارع الأردني والأكثرية منهم في فكرة تواجدهم في موضع صنع القرار أو تسلم المناصب القيادية ، ما كان سببا في قلة تواجدها حتى وان كانت الرغبة في ذلك موجودة.

المقاطعة والمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة ... ( الشراكة وحزب جبهة العمل انموذجا) ...

  

مؤخراً، أعلن حزب جبهة العمل الاسلامي نيته المشاركة في خوض الانتخابات النيابية المقبلة بعد مشاورات اجراها الحزب، تلخصت في أن المقاطعة لا تفيد وأن المشاركة والعزم على تقديم برامج جديدة وفاعلة هو الحل، لا سيما وأن القضية الفلسطينية والدفاع عن تماسك الهوية الوطنية كان بارزا في بيان الحزب، وأحد اهدافه بجعل صوت الحزب متواجدا للدفاع عن القضايا المغيبة بسبب غياب الصوت الذي من شأنه تحقيق ذلك.

 

في سياق ذلك ، قال رئيس حزب جبهة العمل الاسلامي مراد العضايلة لاذاعة "ميلودي"، أن دوافع مشاركته جاءت من منطلق، أن هنالك محاولات لإضعاف الدولة والقضية الفلسطينية التي يتعامل معها الحزب على أنها قضية مركزية، مضيفاُ أن هناك محاولات لإضعاف الهوية العربية الاسلامية وتفسيخ المجتمع وبالتالي يجب وجود من يدافع عن هذه القضايا ويتصدى لها.

 

وتابع، أن هناك جهات وأشخاص يحاولون اخفاء مشاركة حزب جبهة العمل الاسلامي عن الحياة السياسية بكل أشكالها لتلبية مصالح شخصية وأجندة خاصة، متسائلا : ما معنى اعلان اجراء الانتخابات في نفس اليوم الذي جرى فيه اعتقال مجلس نقابة المعلمين

 

وأكد العضايلة، أن الحزب يحترم كافة الآراء المؤيدة والمعارضة لمشاركتهم في الانتخابات وهذا أمر طبيعي، مبينا أن مقاطعة الحزب عن المشاركة في الانتخابات النيابية سابقا كان لها ظروف خاصة بها، بينما الظرف الحالي يتطلب المشاركة وليس من المصلحة الغياب عن المشهد.

 

بينما حزب الشراكة والانقاذ، أعلن مقاطعته الانتخابات لأسباب تتعلق برفضه قانون الانتخاب الذي ينص على قوانين ليس من مصلحة الأحزاب، كذلك للضغط على القوى الخفية، ولأن الحزب بين بأن الدعم الحكومي المقدم للأحزاب "مشروط "  ما جعل الحزب يقاطع الانتخابات القادمة.

  وفي صدد ذلك، قال نائب رئيس حزب جبهة العمل والانقاذ الشيخ سالم الفلاحات " لميلودي" سابقا ، اننا لازلنا ننتظر الوقت الذي يصبح فيه مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب ممثلا حقيقا للشعب، لافتا أنه المجلس للآن لا يمكن اعتباره ممثلا لأن ثلثه تم تعيينه ولم يأتي بالإرادة الشعبية، حتى مجلس الأعيان أسس تعينه ليست ثابتة.

 كما بين، أن الانتخاب حق للشعب لكن يجب ممارسته بالطرق الصحيحة بما ينعكس بإيجاد مجلس شعبي يدخله نواب الارادة الشعبية وليس التعيين، مشيرا الى أن تصريح الهيئة المستقلة بإجراء الانتخابات حتى ولو بمشاركة 2% غير منطقي لأن هذه النسبة لا تمثل المشاركة الحقيقية والفعلية.