مناعة القطيع ...وقائية أم إبادة جماعية.. دول عظمى طبقتها والأردن رفضها ..فحياة المواطن أولوية قصوى

جفرا نيوز – محمد قطيشات

طفى على السطح مؤخراً إستراتيجية مناعة القطيع أو المناعة بالعدوى لمواجهة تفشي وباء كورونا، وقامت دول كبرى بتطبيقها ومنها السويد، التي لم تفرض الحجر الصحي واتخذت اجراءات مرنة للوصول إلى تلك المناعة وتركت الحياة على طبيعتها، ولكنها وبعد أسابيع من تطبيق "مناعة القطيع" واقتراب عدد الإصابات بالفيروس الى 50 ألف إصابة، وتجاوز الوفيات 5 آلاف وفاة، تسارعت الخطى ونكصت على أعقابها واتخذت إجراءات صارمة لموجهة الفيروس ومنها حظر التجمعات واجراءات وقائية مشددة وإغلاق الأعمال التجارية وباتت السويد مثالاً على فشل نظرية "مناعة القطيع" وعادت الى الاجراءات الصارمة لمواجهة وباء كورونا بدلا من تلك المناعة الكارثية .

وتستند مناعة القطيع الى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، ما يجعل احتمال اصابة معظم افراد المجتمع بالفيروس واردة وبنسبة كبرى وهنا يتحقق هدف تلك المنعة، ويبقى وفقها البقاء للأقوى، وبمعنى أخر "اللهم نفسي"، ولكن الواقع صورته كارثية اذا تم مقارنة نسبة السكان الذين يجب أن تكون لديهم مناعة القطيع، فكلما كان المرض معديًا أكثر، زادت نسبة السكان الذين يجب أن تتكون لديهم تلك المناعة وهنا يسود طوفان "تسونامي" الذي لا يبقي ولا يذر.

. وبالمقابل اعطت بعض الدول والتي تعاني من شح الامكانيات ومنها الاردن دورساً ونماذج راقية لدول العالم في التعامل مع جائحة كورونا ومواجهة تداعياتها، حيث اتخذ الاردن مبكراً إجراءات بهذا الخصوص ومنها فرض الحظر وعمليات التقصي الوباء والحجر المؤسسي وعزل المرضى وتشجيع التباعد الاجتماعي وكذلك التشديد على التدابير الوقائية والتي افضت الى محاصرة الوباء وتقليل عدد الاصابات.

ويسجل للاردن كذلك بأنه كان من اوائل الدول التي رفضت تطبيق فكرة "مناعة القطيع"، وجاء ذلك على لسان رئيس الحكومة والذي، أكد غير مرة بأن تلك الفكرة مرفوضة تماماً ولا مكان لها في بلد تأسس ونهض بإعلاء كرامة الإنسان ومبادئه الراسخة والحفاظ على حياة الانسان وسلامته والتي تشكل بالنسة للاردن وقيادته الاولوية القصوى وهو "أغلى ما نملك" والتاكيد على السعي ومواصلة الليل بالنهار لتأمين العيش الكريم والحياة الفضلى للمواطنين.

وما زال الاردن ورغم تزايد عدد الاصابات بالفيروس بمنأى نسبياً عن تفشّي الوباء على نطاق واسع، ويؤكد أهمية التوعية بخطر الوباء والمبادرة الذاتية لإجراء الفحوصات الطبية، وكذلك تشجيع المواطنين على الاستعانة بالتطبيقات الإلكترونية التي تسهم في حصر انتشار الوباء، وبالرغم من التحديات ما تزال الجهات المعنية مستمرة بالعمل وبنفس القوة والهمة والعزم لحماية المجتمع ".

والاردن وبحكمة قيادته عاقد العزم والإصرار على العمل الجاد ورغم كل التحديات لبناء المستقبل المزدهر للوطن وابنائه، ويواصل ورغم كل التحديات وشح الامكانيات على تقديم المساعدة للاشقاء في فلسطين والدفاع عن قضيتهم العادلة وفي لبنان الشقيق هناك المستشفى الميداني الأردني في العاصمة بيروت والذي يقدم الخدمات الطبية والعلاجية للاشقاء وضمن المساهمة في الجهود الإغاثية والطبية بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وكذلك الوقوف الى جانب الاشقاء في الكويت بمصابهم الجلل، حيث حرص جلالة الملك ، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد على تقديم العزاء إلى سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، بوفاة المغفور له، بإذن الله، سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وخلاصة القول..ويبقى الاردن ورغم كل التحديات الأنموذج الأرقى، ونبراساً يحتذى به بالعطاء والتقدم في المجالات كافة ومواجهة التحديات والتغلب عليها وتعزيز الشعور بالولاء والانتماء. .