التجارة في عهد الكورونا


جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

لقد تابعت يوم امس برنامجا حواريا على احدى القنوات الفضائية الأردنية، وكان أحد الضيوف في البرنامج يعتبر من اركان وزارة الصحة السابقين ، والآخر كان مديرا لإحدى المستشفيات الخاصة التي تتبع إدارتها لأحد الأحزاب العقائدية الأردنية .
لقد صعقت من الأول الذي كان يهاجم وزارة الصحة ووزيرها وكل ما يصدر منها ، وكان في بعضا من جزيئات حديثه كان محقا ، ولكن في باقي ومعظم تحليلاته التي اطلقها يوم أمس كان يبدو عليه الحقد الشخصي او حب الظهور الإعلامي لعل وعسى أن تتناول السوشال ميديا تصريحاته ويصير تريند على الفيس بوك أو اليوتيوب او التيك توك .

كنت اتخيل لو أنه لا زال عاملا بالوزارة فهل هذه التصريحات كانت ستخرج منه ، او لو أن إبنه او أحد أقاربة او أن له منافع بهذه الوزارة فهل كان سيصرح بنفس هذه التصريحات الحقودة على الوزارة .

كذلك تابعت تصريح الضيف الآخر وهو طبيب يعمل مديرا لمستشفى خاص وهو الذي كان ملتحيا بلحية الدين و يبدو أنه ينتمي لحزب عقائدي، كان يتكلم عن اسعار مرضى الكورونا بالمستشفيات الخاصة ..تخيلت أن الذي يتكلم في تلك الحلقة ليس طبيبا قد اقسم على المساعدة وتقديم الخدمة الطبية بغض النظر عن المردود المادي او عن جنس ولون ودين المريض.

لقد تخيلته مستعمرا مستثمرا جشعا طماعا بدون مشاعر دينية أو وطنية أو حتى إنسانية ، لقد تكلم عن الاستغلال المادي للمرضى في عهد الكورونا ، لقد كانت تصريحاته تطابق تصريحات أي مديرا لملهى ليلي او بارا او كازينوا ، لأنه كان يتكلم عن الخدمة الفندقية واللوجستية ولم يهتم بالخدمة العلاجية للمرضى الذين ليس لهم علاج ولا لقاح .

ما شاهدته يوم أمس على البرنامج كان عبارة عن ضيف حاقد يطلق تصريحات غايتها الشهرة الإعلامية وضيف أخر يرتدي لبس الوقار ويطلق لحية الاقتداء ولكن بحقيقته كان مديرا لكازينوا او ملهى وبارا ليليا .

لقد فجرت الكورونا في عهدها الكثير من المفاجآت واظهرت الكثير من الشخصيات التي صارت تجاهر بعهرها وجشعها وطمعها .