قافلة كورونا في الأردن شارفت على الغرق.. والسبب معبر جابر وأمر الدفاع 11 .. والزبن لـ"جفرا": النظام الصحي سينهار عند تسجيل 5000 إصابة يومياً


جفرا نيوز - موسى العجارمة

تشير المعطيات الحالية بأن قافلة كورونا في الأردن شارفت على الغرق، وإن جميع الإجراءات التي تدعي بها الحكومة "مجرد كلام على ورق" في ظل ارتفاع الإصابات بشكل غير مسبوق وتضاعفها بصورة تؤكد للقاصي والداني بأن الأمور فقدت السيطرة بالكامل.

إدارة الحكومة في غرة الأزمة كانت نموذجاً عالمياً يحتذى به أمام الدول الأخرى، وكان عنوان تلك المرحلة (الإنسان أغلى ما نملك)، إلا أن اليوم نشهد تخبطاً واضحاً وغير مدروس وأبرزها إخفاق الحكومة بتطبيق أمر الدفاع 11 الذي يلزم المواطنين بارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي وقواعد السلامة العامة.

الانفتاح الاقتصادي خيار محمود، وكان لا بد من تطبيقه أسوة بالدول الأخرى، في ظل إمكانيات الأردن المحدودة، ولكن دون التقاعس بتطبيق أمر الدفاع 11 والوقوع بالخطأ الكارثي على معبر جابر الذي كان مصدر تفشي الوباء.

الحكومة في ساعاتها الأخيرة تحاول تبرير الخطأ تحت ذريعة بأن "الأردن ليس بمعزل عن الدول الأخرى ولا بد من الدخول إلى المنطقة الحمراء"، دون أدنى شك بأن هذه العبارة منطقية وصحيحة ولكن غير المنطقي أن يسجل الأردن هذا التضاعف بالإصابات بشكل غير مسبوق والاعتراف بالعلن بأن هناك إمكانية تسجيل 3000 إصابة يومية.

*ماذا عن أمر الدفاع 11 ؟

لم تلتزم الحكومة بأمر الدفاع 11 سوى الفئة الأقل وكأنها غير قادرة على تطبيقه في ظل وجود العديد من التجمعات وأماكن الاكتظاظ التي نشهدها في مختلف المنشآت وخاصة حافلات النقل العام التي باتت مصدراً رئيساً لنقل العدوى، على الرغم من أن أمر الدفاع 11 لو طبق بالشكل المطلوب  لأسهم بتقليل الإصابات بشكل لا بأس به.

*النظام الصحي في ظل ارتفاع الحالات!

الحكومة وضعت شماعة العزل المنزلي لتأكد بأن النظام الصحي بخير، مع العلم بأن أعداد الإصابات تزداد يوماً بعد يوم، وتعطي مؤشراً واضحاً باحتمالية تسجيل أكثر من ثلاثة الاف إصابة بشكل يومي، مما يزيد عدد الحالات الخطرة التي بحاجة لدخول غرفة العناية المشددة، ومما يرفع وتيرة القلق بانهيار النظام الصحي كما حدث بالاقتصاد الأردني الذي دفع ثمنه المواطن البسيط.

وزير الصحة السابق د.غازي الزبن يؤكد لـ"جفرا نيوز" بأن الطاقة الاستيعابية لتحمل الحالات الحرجة يحددها قدرة النظام الصحي على تحمل استيعاب تلك الإصابات الممثلة بأعداد الأجهزة التنفسية والكوادر الصحية القادرة على التعامل مع فيروس كورونا.

ويعتبر الزبن وفق تقديراته الشخصية بأن الأردن يمتلك ما يقارب 1000 جهاز تنفس اصطناعي، ووزارة الصحة تتبع الدراسات الغربية التي أشارت بأن 20% من المرضى بحاجة لدخول المستشفى و5% منهم يخضعون للجهاز التنفسي، إلا أن الفروقات تكمن بأن معدل كبار السن في الأردن لا يتجاوز نسبة 3.7% بعكس دول الغرب التي يتراوح أعداد كبار السن بها بنسبة 30% مشدداً على ضرورة إجراء دراسات من قبل وزارة الصحة لمعرفة قدرة الأردن على استيعاب هذه الحالات.

وفي حال تسجيل الأردن 5000 إصابة يومياً، يوضح الزبن بأن النظام الصحي سينهار دون أدنى شك بحال تسجيل هذه الأرقام وفق ما أشارت إليه الدراسات العالمية؛ لطالما قدرته الاستيعابية لا تتجاوز الـ (1000) إصابة يومياً إلا أن انخفاض نسبة كبار السن في الأردن يعد العامل المطمئن بذلك.

يذكر أن الأردن سجل خلال الأسبوع الماضي 6445 إصابة محلية بكورونا و 33 وفاة وبحسب التقرير الأسبوعي حول وباء كورونا في الأردن، بأن حالات الشفاء بلغت 815 حالة.

كما أقرت الحكومة اعتماد العزل المنزلي للتعامل مع المصابين أو المشتبه بإصابتهم بالفيروس الأسبوع المقبل.وأصدرت أمر الدّفاع رقم 17 لسنة 2020، الذي تمّ بموجبه تعديل أمريّ الدفاع رقميّ (8) و(16) لتغليظ العقوبات على كلّ من يخالف الالتزامات أو التدابير المفروضة من الجهات المختصّة.