تذكروا مكرمة الجيش
جفرا نيوز- كتب سميح المعايطة
قائمة أولويات اي مواطن هي التعليم لأبنائه والصحة والسكن ،لأن هذه الاحتياجات هي التي تستنزف الدخل بل لا يكاد الدخل يعطي نسبة منها .
في الاردن كانت هناك خطوات كبرى لمساعدة أبناء الطبقة الوسطى والفقيرة على تحمل هذه المتطلبات، فكانت الخدمات الطبية الملكية وتأمين أبناء المؤسسة العسكرية وعائلاتهم وكل من يعولون من آباء وأمهات ، وهي فكرة مهمه لتغطية جانب مهم في الحياة ،وكان " كرت " الخدمة الصحية من أهم ما لدى الأسرة .
وفي القطاع المدني كان التأمين الصحي الذي توسع في مراحل لاحقة.
أما التعليم فقد كان قرار الحسين رحمه في بداية الثمانينات بما سمي المكرمة الملكية، ولم تكن منح بعثات فقط لكنها اعطت حقا وفرصة لأبناء العاملين والمتقاعدين العسكريين للحصول على تعليم جامعي ،ولم يعد لدى الآباء هموم عند نجاح ابناءهم في التوجيهي ،والتحدي أمام الطالب ان يحصل على معدل في التوجيهي أما التعليم المجاني مع راتب شهري فكان متاحا ،ثم كانت مكرمة أبناء المعلمين التي وسعت دائرة المستفيدين من التعليم المجاني.
وحتى السكن فقد كانت هناك مشاريع إسكان بأسعار معقولة من مؤسسة الإسكان وهناك قرص الإسكان العسكري ،وكان أبناء القرى مع اول راتب يبدأون التفكير ببناء غرفتين ومنافعها على سطح البيت او في أراضي القرى ، وكان هذا يوفر نسبة من السكن ،وكانت فكرة سكن كريم التي كانت فكرة إيجابية لكن تم هدرها وفقدت جوهرها .
كل ما سبق كان يعبر عن إدراك الأولويات الناس ومحاولة لحلها ،ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى إعادة النظر بمسار الدولة لنخرج مبادرات تعزز ما كان ،التأمين الصحي أصبح أقل كفاءة ، والتعليم الجامعي أصبح عبئا وبخاصة على من يذهبون إلى الجامعات الخاصة ،وموعد تسديد الرسوم يعني حالة استنفار عند الأهل ،وحتى قروض الإسكان المختلفة فقد أصبحت لا تكفي في ظل ارتفاع أسعار الشقق أو البناء .عندما جاءت مكرمة الجيش وفرت عبر أربعين عاما التعليم لعشرات او مئات الآلاف من أبناء الفقراء ومثلها مكرمة المعلمين ،وكذلك ما كان من مشاريع استراتيجية تعين الناس على الحياة ،واليوم كل ما مضى يتطلب ان نحافظ على ما كان لكن مع معالجة الثغرات ،فقد كانت خطوات كبرى لكنها تحتاج إلى توسيع نطاقها ،فالتعليم والصحة والسكن هي ما تستنزف رواتب الناس.