مواطن اردني يروي معاناته في مطار الملكة علياء .."العود ليس أحمد" !!

جفرا نيوز- رصد 

اشتكى احد المواطنين العائدين من تركيا  قبل ايام من وجود بعض المعيقات والاجراءات التي ساهمت في معاناة كبيرة له وللمسافرين ونشر عبر صفحته الشخصية "فيسبوك " ما يلي : لم تكن عودة ميمونة إلى الوطن أمس، فما شهدته وشاهدته في المطار حتى لو كان خطأ لن يتكرر، أو تم وصفه بأنه تصرف فردي فهو من الموبقات التي تدمر صورة الأردن، بل والصورة الإنسانية للبلاد التي حافظ عليها الهاشميون، وضحوا ومعهم النشامى لأجلها بالغالي والنفيس.

ما حدث أمس خلال الساعة الأولى من وصولي إلى مطار الملكة علياء سأسرده بأمانة، ودقة، ومسؤولية، وغايتي منه مصلحة الوطن، فقط وفقط، ولمن يعلق بكلام مسيء أو بعيد عن القصة سأضطر غير آسف لشطب التعليق، لأن صفحتي وسيلتي الوحيدة للتعبير، وليس لي غيرها منبرا، ولا أريد.

- دبلوماسي جاء لتسلم عمله في مكتب تابع للأمم المتحدة في عمان، يضع يديه على عورته ويرجو الشرطي أن يذهب إلى الحمام.

-الشرطي: ممنوع

يتجه إلى الطاقم الطبي الذي يجري فحص كورونا ويرجوه.
الجواب: ممنوع

تتكرر الحادثة مع أم ومعها فتاة صغيرة تريد ذات الحاجة، ومع رجل مسن يضع يده على موضع عملية جراحية ويستغيث والجواب المشترك من الطاقم الطبي بأنه ممنوع، ومن الطاقم الأمني بأنه ينفذ تعليمات.

كنت أستمع وأنا منشغل بأشياء في حقيبتي الصغيرة، ودم النخوة الأردنية يصعد تدريجيا إلى رأسي حتى لم يعد أمامي سوى الانفجار، وهو ما كان سيحدث مع أي شخص مطالب من قيادته أن يرفع رأسه لأنه أردني.

- كل ما أذكره وأنا في سورة الغضب، أنني تحدثت بأن التعليمات والقوانين لا يمكنها أن تمنع حاجة بيولوجية قسرية لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها إلى حين تسمح القوانين واللوائح بإطلاق العنان لها، بل إن المرء تتقلص لديه مدة السيطرة مع التقدم بالعمر، وتكلمت أيضا عن الكرامة الإنسانية، وأن السجون تحفظها وتوفر مثل هذه التسهيلات لنزلائها، والجزء الذي أثار ضحك المستمعين على غير إرادة مني أن سألت مجموعة الفاحصين وعددهم يزيد عن العشرة، الا تستطيعون حل هذه المعضلة فقالوا:
- نحن نفحص فقط، فقلت بذات جنون الدم الذي احترق في عروقي:
- إعملوا لهم فحص بول يا أخي.

خلفية التراجيديا هذه، أنه كان من ضمن ركاب هذه الرحلة نحو 15 شخصا، وأنا من ضمنهم، تأخرنا عن رحلة يوم الجمعة بسبب عدم وجود اختراع ال QR code، وقد قمنا بعمله عند بوابة الطائرة ولكن لم يسمح لنا بالصعود بحجة أن البوابة أغلقت.

- في رحلة الأحد كنا نتجه إلى بوابة الطائرة وكلنا فخر بحيازة هذا الوسام العظيم، QR code، أحسست بأنه صار لي وزن واعتبار، وأن المسار الكهربائي قد لا يحملني من شدة الخيلاء. صعدنا في الطائرة غصبا عن حلف الناتو، فالأتراك يحسدوننا بالتأكيد على هذه الانجازات، وبصراحة أكثر، ما كنت شايف حدا بعيني، رغم طبيعتي المتواضعة.

المهم أيها الشعب العظيم، دخلنا المطار، حاجز ملتوي ينظم العمل، رجال أمن، جيش أبيض كلهم مستعدون لاستقبالنا، إلى أن وصل أول راكب ممن كان يفترض قدومهم يوم الجمعة، فطلب منا جميعا الوقوف وحدنا وعدم تخطي الحاجز إلى منطقة الفحص، لماذا: ال QR code الذي كنا نرفع به ر ؤوسنا من إسطنبول إلى عمان غير معترف به من قبل السستم!!!! لماذا لأنه تاريخ الرحلة في هذا الكود مختلف، ما الحل.. الحل حتى تسمح إدارة الأزمات!!! أجوبة صارمة لا نقاش فيها رغم اللطف والأسى والأسف من قبلهم، هم فعلا آسفون على إرغامهم على هذا، وكان هناك ما هو أدهى وما هو أنكى.

أما الأدهى، فقد سألتهم لماذا يحدث هذا الامر ويتعطل قراءة الكود فقالوا: كان السستم في البداية يقرأ الكود بغض النظر عن اختلاف تاريخ الوصول، وتم تعديله لاحقا!!! يعني كان هذا ضمن خطة إصلاح الخلل!!!

أما الأنكى، هو عندما سألتهم لماذا لا يقبل الدفع النقدي عند الوصول، فقال لي أحد العاملين بأن عجوزا يناهز عمره الخامسة والسبعين وصل من تركيا إلى هنا، وتمت إعادته إلى اسطنبول رغم استعداده للدفع نقدا، وأرغم على العوده ليعمل ال QR code في تركيا، ولا أعتقد أن من مصلحة هذا الرجل اللطيف أن يكذب، ولا أظنه كاذبا.

خلال هذه المعمعة ناولني أحدهم هاتفه، لأسمع صوت شخص كان مهذبا، عرف على نفسه باسمه وبأنه من إدارة الأزمات، وطلب معرفة اسمي ففعلت، وقال يا أخي لا داعي للصراخ سنعمل على حل الموضوع.... الحل استغرق، ساعة شعرت بأنها شهر، ونسيت أن أسأل المزحومين كم سنة استغرقت هذه الساعة المرة لتمر.

كل مر سيمر.. ووصلنا إلى بر الحمّام.

أخيراً أقول: من لا يقدر قيمة الإنسان، يجب أن لا يتولى مسؤولية وضع تعليمات تخص البشر.

ودمتم

جواد العمري، أردن النخوة.