"ابو الكايد".. خزان ذكريات أهل عمان
جفرا نيوز- محمود كريشان
على بعد خطوات من الساحة الأمامية لمبنى للمسجد الحسيني الكبير، يظهر بائع الصحف الأعرق أحمد كايد المعروف بإسم "ابوالكايد"، يحمل في تقاسيم محياه الطيب حكاية الحبر والورق، ويشكل منذ عام 1950 مع صحفه التي عاش بها ومعها، جزءا من ذاكرة هذا المكان، وتكتشف أنه ليس بائع صحف عاديا، بل هو مثقف أيضا بطريقة خاصة، أكسبته قدرة كبيرة على النقاش في مواضيع وقضايا تستأثر بإهتمام الأردنيين.
ويروي "أبوالكايد"، الرجل السبعيني، أنه إشتغل بداية بمهن عدة، وأنه في سنوات عمله مرت بين يديه مئات الصحف التي صدرت ثم لفها النسيان، وعايش سطوع نجم صحف وأفول أخرى، وكان لبعضها وقع خاص في نفسه فإحتفظ بنسخ منها في منزله.
رغم عشقه هذه المهنة، فإنه لم يعلمها لأحد من أبنائه، لأنه يرصد بخبرته تراجع مكانتها، ويضيف بتذمر واضح، أنه من واقع "العزوف" الذي يهدد سوق القراءة بالأردن "لم يكن أكثر إغراء آنذاك من قارئ ينتظر صحيفة ليعرف الأخبار، لدرجة أننا كنا نخبئ الجرائد للزبائن، عكس ما يجري اليوم، إذ أصبح الإنترنت كفيلا بتوصيل المعلومات والأخبار، ورغم ذلك لايزال أهل عمان يقبلون على شراء الصحف الورقية كعرف وتقليد مهم في حياتهم اليومية".
Kreshan35@yahoo.com