جرش: جائحة كورونا توقف مشاريع توفر مئات فرص العمل
جفرا نيوز- تسببت جائحة كورونا بوقف مشاريع رأسمالية واستثمارية في محافظة جرش، كانت ستوفر مئات من فرص العمل للمتعطلين عن العمل، لاسيما وان ارقام البطالة بالمحافظة في تزايد.
وأكد مراقبون، أن وقف هذه المشاريع حرم محافظة جرش من الاستفادة منها وتوفير عوائد مالية لمؤسساتها وإنجاز الخدمات الفنية واللوجستية للمواطنين كمشاريع مسار وادي الذهب السياحي والتعبيد والصرف الصحي وصناعة الحاويات والإنارة وانشاء الأرصفة والجدران الاستنادية وهي من أهم الخدمات التي يحتاجها المواطنون قبيل حلول فصل الشتاء، الذي سيزيد الأوضاع سوءا ويزيد من تكلفة صيانة وترميم هذه المشاريع.
وقال رئيس مجلس محافظة جرش رائد العتوم، ان موازنة محافظة جرش كانت بداية العام تزيد على 16 مليون دينار، وبعد الجائحة انخفضت لتصل 6 ملايين دينار، وبعد تطور ظروف الوضع الوبائي انخفضت الى 3 ملايين دينار، تم تخصيصها لمشاريع غاية في الاهمية والتي لا يمكن تأجيلها، والخاصة ببعض القطاعات الحيوية، فيما تم استثناء العديد من القطاعات من موازنة هذا العام رغم اهمية مشاريعهم.
وأكد ان بعض المشاريع ضمن هذه الموازنة المحدودة جدا، تواجه صعوبات في صرف المبالغ المالية وتواجه اشكاليات في الميدان رغم قلة المخصصات وقد يتأخر إنجازها هذا العام نظرا لظروف الجائحة.
وأضاف العتوم، ان هذه المشاريع التي ألغيت على موازنة هذا العام كان من المفترض ان توفر فرص عمل على حساب المشاريع، وتحد من مشكلتي الفقر والبطالة، وكان من المفترض ان تقدم جمة من الخدمات الفنية واللوجستية والتنموية لأهالي المحافظة، لاسيما وان المواطنين يعانون من مشاكل كبيرة خاصة في قطاع المياه والطرق ومختلف القطاعات الحيوية.
وقال المواطن مخلد القادري، ان هذه المشاريع بمختلف أشكالها كانت توفر فرص عمل لأبناء جرش من عمال وفنيين وحرفيين وخريجي جامعات، وخاصة مشاريع العمل في ترميم وصيانة الآثار ومشاريع التنقيب التي كانت تحتاج إلى مئات من فرص العمل.
وأوضح أن مدينة جرش كانت تنتظر ومنذ عشرات السنين مشروع ربط مدينتها الأثرية بالحضرية ومشروع مسار وادي الذهب، الذي أوقف العمل فيهما خلال الجائحة والى اشعار آخر، لاسيما وأن المشاريع السياحية من أهم المشاريع التي يحتاجها الجرشيون والعاملون في القطاع السياحي ومدينتهم من أكبر المدن السياحية على مستوى العالم.
وقال الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، إن الجائحة أوقفت قطاع السياحة عن العمل بنسبة لا تقل عن 95 %، وهذا يعتبر ضربة قاسية للقطاع والعاملين فيه، مع أن مدينة جرش كانت تنتظر مشاريع حيوية على موازنة هذا العام، ومنها مسار وادي الذهب والذي يتم من خلاله إدخال الزوار إلى الوسط التجاري، بما يحقق نهضة اقتصادية للتجار والعاملين في القطاع السياحي، ويوفر فرص عمل للعديد من المتعطلين عن العمل من خلال مشاريع سياحية تخدم السياح.
وأضاف ان مدينة جرش كانت تستقبل سنويا العديد من بعثات التنقيب، التي توفر مئات من فرص عمل للجرشيين وتكشف كميات كبيرة ومهمة من القطع الأثرية التاريخية التي يقصدها الزوار من مختلف دول العالم، فضلا عن توقف العمل في مشروع المسارات السياحية، الذي كان يوفر كذلك فرص عمل لمؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والهيئات الشبابية والتطوعية.
وبين زريقات، أن ظروف الجائحة أجبرتهم كذلك على تخفيض موازنة العديد من مشاريع محافظة جرش المهمة في مختلف القطاعات، وهذا التخفيض يساهم في تأخير في تقديم خدمات حيوية ووقف فرص عمل موسمية ومؤقتة كانت تحل جزئيا من مشكلتي الفقر والبطالة في محافظة جرش.
إلى ذلك قال رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، إن الجائحة أوقفت جميع المشاريع الرأسمالية في بلدية جرش الكبرى، ومن اهم هذه المشاريع مشاريع التعبيد والأرصفة والإنارة ومشاريع الجدران الاستنادية رغم أهميتها وكانت توفر خدمات مهمة للمواطنين ومئات من فرص العمل، وخاصة المشاريع السياحية في المدينة والتي تتطلب أعمال الصيانة والترميم والتجهيز للوسط التجاري، لغاية ربط المدينة الأثرية بالحضرية ومشاريع التنقيب ومشاريع محال ومولات تجارية.
ويعتقد البنا، أن هذه المشاريع ستبقى متوقفة إلى إشعار آخر وإلى حين استقرار الوضع الوبائي في الممكلة، لاسيما وأن هذه المخصصات المالية تم تحويلها للرعاية الصحية والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين كأولوية مهمة.
وأوضح أن هذه الظروف وهذه الموازنة لهذا العام تعتبر استثنائية مقارنة بالسنوات الأخرى، نظرا لظروف الجائحة وقد تسببت في تعطل مشاريع واستثمارات، وزيادة الضرر في المشاريع التي كانت بحاجة إلى صيانة فقط.
من جانبه يرى رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة، أن مدينة جرش كانت تنتظر نهضة اقتصادية وسياحية قبل جائحة كورونا، من حيث المشاريع والأفواج السياحية والاستثمارات السياحية وأعمال النقيب والمسارات السياحية، وهذه المشاريع كانت ستوفر مئات من فرص العمل لأبناء المحافظة، فضلا عن تطور أنماط مختلفة من سياحة المغامرات والمسارات والسياحة المزرعية، وعمل مشاريع سياحية متعددة من شاليهات وفنادق وأكواخ سياحية كذلك، غير أن ظروف الجائحة والوضع الوبائي أجلا هذه المشاريع إلى إشعار آخر.
ويعتقد أن بعض المشاريع الفنية واللوجستية لا تحتمل التأخير والتأجيل، كأعمال التعبيد التي لا تقل قيمتها عن مليوني دينار في محافظة جرش، ومشاريع التنقيب والحفريات التي كانت تخرج أثمن القطع الاثرية والتاريخية والسياحية في كل موسم تنقيب.