جفرا نيوز - شفيق عبيدات
السلوك الاداري والترهل وعدم اللامبالاة والاعتداء على حقوق المواطنين في املاكهم العقارية هو اسلوب عمل ومنهج تتبعه دائرة الاثار العامة في تعاملها مع المواطنين الذين يتم حجز عقاراتهم واراضيهم التي تدعي هذه الدائرة انها اكتشفت اثارا مهمة فيها تعود الى القرن  ما قبل الميلاد ولحضارات عاش سكانها في تلك المنطقة.
فنحن لا نقول ان كل المكتشفات الاثرية لا قيمه لها, بل هنالك مكتشفات اثرية مهمة تم اكتشافها وهي نادرة في العالم وتستحق دائرة الاثار الشكر على تلك الاكتشافات لانها تضع الاردن في سجل تاريخي مميز, وتؤكد ان الاردن احتضن العديد من الحضارات على مر التاريخ.
فالمشكلة ليست باكتشاف الاثار المهمة, انما باجراءات دائرة الاثار منذ اللحظة الاولى او منذ بداية تاريخ الاكتشاف في املاك المواطنين وهذه الاجراءات العقيمة التي تنم عن اللامبالاة وعدم المسؤولية تجاه المواطنين الذين تم حجز جزء من اراضيهم... وظلوا ينتظرون سنوات طوال حتى تتفضل دائرة الاثار بالاستملاك الذي تحدد هذه الدوائر مساحة قطعة الارض التي من الممكن استملاكها من اجل حماية الاثار المكتشفة, وقد تطول مدة الاستملاك لعشرات السنين ويبقى المواطن وارضه وعقاره حبيس الاجراءات التي تدعي الاثار انها تطبق القانون.. هذا القانون الذي ابتلى اي مواطن اكتشفت في ارضه بعض الاثار التي لا ترقى الى مستوى اثار او التي لا قيمة لها اثريا او تاريخيا.
ان عشرات المواقع الاثرية المكتشفة مر عليها اكثر من عشر الى عشرين سنة, فعطلت مصالح المواطنين في ارضهم واملاكهم واوقفت الخدمات لمواطنين اصابتهم بلوى الاثار من بناء منزل لسكنهم وعائلاتهم ومن بعض المواطنين الذي بنوا منزلا لاسكان عائلتهم, منعتهم دائرة الاثارمن خلال تعميمها على البلديات والمياه والكهرباء تطلب من هذه المؤسسات عدم ايصال الخدمات للمواطنين بحجة ان هذه الاراضي محجوزة لدائرة الاثار.
والكارثة الاكبر ان دائرة الاثار كانت تعمم على البلديات وباقي مؤسسات الخدمات بعدم تنفيذ اية خدمات لقعطة ارض تم اكتشاف الاثار فيها من دون الحجز عليها منذ اكثر من عشر سنوات, وهذا التصرف اللااخلاقي يحرم المواطنين حقوقهم في العطل والضرر فيما لو تقدموا برفع دعوى الى القضاء للمطالبة ببدل العطل والضرر الذي لحق بهم وحرمهم من استخدام ارضهم في الزراعة او الاستفادة منها باي شكل من الاشكال.
واكبر مثال على هذا التصرف اللااخلاقي, وهذا السلوك اللاانساني من دائرة الاثار ما مررت به شخصيا ومع ابناء عمومتي, عندما ادعت دائرة الاثار انها اكتشفت اثارا في ارضنا في منطقة بني كنانة في محافظة اربد.... لا قيمة لها ابدا وهي عبارة عن ( معصرة عنب ) ادعت الدائرة انها مهمة على الرغم من ان بعض المختصين في الاثار افادوا ان هذا المكتشف ليس له اهمية وعممت الدائرة قبل اكثر من عشر سنوات على البلدية وباقي مؤسسات الخدمات مدعية ان هذه الاراضي محجوزة من قبل الدائرة.. وتبين ان ليس هنالك اي قرار حجز لهذه الارض....وهذا يعني اننا فقدنا حقوقنا في العطل والضرر منذ عشر سنوات, وادعت دائرة الاثار ايضا انها قررت حجز ( 5ر2 ) دونم, ولا تزال الاجراءات تراوح مكانها.
من هنا, نناشد المسؤولين ابتداء من رئيس الوزراء وحتى وزير السياحة والاثار انقاذ المواطنين من فساد هذه الدائرة ومن تغولها على المواطنين واملاكهم وحقوقهم.