معركة طويلة
جفرا نيوز- كتب رمضان الرواشدة
من يعتقد ان معركتنا مع وباء فيروس كورونا سهلة وقصيرة فهو مخطىء تماما ، اذ ان هذه المعركة في بداياتها وقد تطول كثيرا ويجب ان نعبرها بخطة مدروسة من قبل المؤسسات الصحية ومراكز اتخاذ القرار بعيدا عن القرارات المرتجلة والسريعة التي تحقق هدفا مرحليا او موسميا فقط دون النظر الى مدى تأثيرها الطويل.
ونحن هنا بحاجة الى رؤية مستنيرة من متخذ القرار تأخذ بالحسبان ان هناك موجة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة الى ان يجد العالم لقاحا فاعلا ومأمونا لهذا الفيروس وهو امر بعيد المنال ولن يكون قبل سنوات من تجربة اي لقاح حتى يتم التعرف على مخاطره على كبار السن والحوامل ومن لديهم امراضا مزمنة.
في المعلومات المنشورة حول العالم فإن اي لقاح لن يرى النور قبل منتصف السنة القادمة 2021 وبالتالي قامت الدول الغنية بحجز الجرعات اللازمة لشعوبها ولن تستطيع مصانع اللقاحات والادوية توفير كل احتياجات العالم قبل بداية العام 2022 وبالتالي وحتى يصل اللقاح لكل العالم علينا الانتظار منذ الآن وحتى سنتين تقريبا ويمكن عندها القول انه بحلول العام 2023 سيكون الناس بمنأى عن العدوى من فيروس كورونا. الرئيس الامريكي دونالد ترامب اكد ان المطعوم سيتوفر لكل الامريكيين بحلول منتصف العام القادم وهو بذلك يؤكد نظرية ان العالم لن يستطيع كله تجاوز الوباء قبل سنوات.
من ناحية اخرى يؤكد مسؤولون في صناعة الطيران والسياحة في العالم ان الحركة لن تعود لهذين القطاعين بصورتها الطبيعية قبل مرور سنتين منذ الآن وهذا يعني ان على الناس ان تعيش حياتها وتسافر في الحالات الاضطرارية فقط خوفا من انتقال العدوى لأن الطائرات حسب الخبراء بيئة خصبة لانتشار الفيروس.
بهذا المعنى انظر الى القرارات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة بالنسبة لاغلاق صالات المطاعم السياحية والشعبية والمقاهي لمدة اسبوعين وفي نفس الوقت ترك المجال للناس للتحرك حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وهو امر متناقض تماما.
علينا ان نعيد النظر في قراراتنا وفقا لما يتم طرحه عالميا فلم يعد الاغلاق والحظر الشامل او الجزئي مفيدا لاحتواء العدوى بل الاجراءات الصحية والاجتماعية والنظافة وغيرها من اجراءات وتعويدد الناس على التعامل مع الوباء وعدم الخوف او القلق مما سيحدث ما دام الأمر تحت السيطرة وما دامت المؤسسات الصحية قادرة على التعامل مع ارتفاع الحالات . وبهذه المناسبة انصح الحكومة بعمل مستشفيات ميدانية بالتعاون مع الخدمات الطبية في الجيس في كل محافظة لعزل الحالات المتصاعدة من المصابين وتفريغ المستشفيات للحالات الصعبة والامراض الاخرى وحماية الكوادر الصحية باعتبارهم خط الدفاع الاول.
على الحكومة ان تعيد النظر بكل قراراتها المؤثرة على الاقتصاد والابتعاد عن قرارات الاغلاقات والحظر وان تستعين بالخبراء في كل قطاع وسماع رأيهم وووضع استراتيجية للتعامل على ان الوباء سيستمر لسنوات وعلينا التكيف معه.