كلام عن الملكة
جفرا نيوز - خاص - كتبت – أم علي
ماذا تفعل الملكة الان ؟ هي في منزلها مثل كل أم أردنية , تقرأ الإرشادات حول كورونا , وتقيس حرارة الأبناء الأمراء , وتتابع مثلنا المؤتمر الصحفي الذي تعرضه محطة المملكة , وتعد الشاي والحليب والطعام ..وتقلق , وتخاف ..وتمتلك الأمل بمستقبل أفضل , وتتمنى أن تصحو يوما على صباح خال من الكورونا تماما ...
لا تعتقدوا أبدا , أن هذا المقال مدح أو.. أو تودد , لابل هو أسئلة مشروعة في حق سيدة , هي زوجة الملك وأم ولي العهد ....وملكة .
السؤال الأول هو ...في أزمة المعلمين أخذت البلد لعام كامل من القلق أو أقل بكثير , من الصدام والتحريض , وشطب كل وجهة نظر مضادة ...ثم بفعل قادر انتهت القضية وطوي الملف , والذين أخذوا البلد لهذا القلق انسحبوا من المشهد ...وكانوا يقولون لنا أن الدنيا لو ارتدت عليهم , لن نتراجع ..وكل ما ارتد عليهم باب السجن فقط ..هل اختصر كل هذا النضال وهذا الجهاد الباسل في باب سجن ...لم تقدم إجابات للأسف , لا من المناصرين الذين أشبعوا الفيس بوك ..تأييدا , ولا من الذين خرجوا في الشوارع وأعادوا زمن (لخ فاليسا) ..ولا من الذين اعتبروا الأردن على بوابة تحرر وفجر جديد ..
زج اسم الملكة , وزجت المؤسسات التي تحمل اسمها ...والبعض طل من إطار الدستور والبعض طل من إطار القانون , والبعض أشار لأدوار خفية , والبعض الاخر أكد أن الملايين تذهب لمؤسسات الملكة ....وتبين في النهاية أن القصة هي صراع بين تنظيم ودولة ...لكن أحدا لم يخرج للان , كي يقول ولو كلمة واحدة وهي : أننا ظلمنا سيدة كان يجب أن لايزج اسمها في المشهد , لم يعترف أحد بأن القصة سياسية , ولم يقل أحد أن التلفيق كان سيد الموقف ...دفعت الملكة الضريبة , واكتفت بمقال واحد للدفاع عن نفسها ...لنعترف أنهم شيطنوا المشهد ...إلى الدرجة التي انسحبوا منه ببراءة , وتركوا الناس في قلق ..دون أن تفهم ما دار تحت الطاولة وليس فوقها .
الان التعليم يعاني , وتبين لنا في زمن كورونا أن التعليم الإلكتروني هو المخرج , وهذا الأمر كان في صلب توجهات ورؤية الملكة رانيا, فهي أول من انتبه لهذه القصة ... ونبه لها وأنتج المبادرة تلو المبادرة, لكن للأسف لم يتحدث أحد ..لم يقم أحد بمراجعة الأهداف والمباديء والأسس التي قامت عليها تلك المبادرات التي تهتم بالتعليم الالكتروني ...الكل الان تنصل، وللعلم ما تقدمه وزارة التربية من منصات وبرامج للتعليم الإلكتروني , كلها ارتكز على نهج اداخال التكنلوجيا في التعليم, واستطاعت وزارة التربية ان تبني قاعدة معلوماتية ولوجستية ..للتعليم الإلكتروني ... الذي كان قبل زمن ليس ببعيد محارب اجتماعيا وفكريا.
لم تخرج الملكة كي تنبه الناس للقصة , ولم يطل مكتبها متباهيا بما قدمت جلالتها في مجال التعليم الالكتروني هي صمتت ....وربما تركت للتاريخ حق الإنصاف , وهنا نسأل ...لماذا نجيد الرجم فقط , ونغض البصر عن كل حالة جميلة ونبيلة في مجتمعاتنا ...
أولادنا الان في ظل الوضع الوبائي , أجزم أن عطلتهم ستطول ...ولكن في النهاية ثمة بديل موجود في مؤسسات الدولة , وهذا البديل لم ينتج في إطار البيروقراط , وإنما أنتج من مبادرة تبنتها الملكة ... في حين أن وزراء التربية في الأردن , كانوا منشغلين في المتنبي والتلقين وزمن الخيل ..ونظروا للتعليم الإلكتروني , على أنه ترف غربي ..ولكن كورونا أكدت أنهم هم الذين كانوا ترفا في الدولة , وهذا النمط كان ضرورة ...
هل سأل أحد أيضا عن مؤسسة نهر الأردن , هي مؤسسة أنتجت مجموعة من المشاريع لتمكين النساء في المجتمع , وهي مؤسسة جوبهت بذات الهجوم الذي تعرض له مبادرات جلالة الملكة...وسؤالي هل أغلق مشروع من مشاريع هذه المؤسسة في زمن كورونا ..كان هدف هذه المؤسسة هو خلق فرص عمل للناس , وتخليصهم من أعباء البيروقراط وظلم القطاع الخاص ...في زمن كورونا مشاريع هذه المؤسسة مازالت تعمل والمستفيدون منها ...لم يحتاجوا البيروقراط الرسمي ولاصندوق همة وطن , مازالت تدر عليهم مايستر الحال ويغني عن الحاجة ....
يقيني ان كل المشاريع التي أنتجتها الملكة نجحت في زمن كورونا لكن أحدا لم يقدم كلمة في حق الملكة ....
في الأردن بعد كل مرحلة تطوى نحتاج لجردة حساب , حتى لا تتعفن الذاكرة ...فالملكة هي قبل هذا الموقع وبعده , هي أم ومربية ...ومثل كل الأمهات في قلبها القلق والخوف والأمل ..هي لاتمشي حاملة درعا , ولا تسن القوانين وتطبقها على الناس , ولاتملك محكمة ..تقرر فيها من الجاني ومن الضحية ...ولكننا قبل عام نصبنا من أنفسنا محكمة وقررنا أننا الضحية ..وأنتجنا القانون وقدمنا الإدانة ...وقلنا أن للشعوب ترسا من حديد , ولم نعرف في لحظة أن الشعوب اختطفت عاطفتها وجيرت ولعب بها ...
الملكة الان غائبة عن الساحة , لم أشاهدها منذ أشهر على التلفاز ...وأظنها مثلنا ..تراقب كل شيء , وتقرأ كل شيء وتشاهد الإعلام ..وتركض على الأخبار التي تؤكد انتاج اللقاح ...وتهاتف الوالد والوالدة كل يوم , وتهاتف الصديقات ..وتستمتع لمشاكل الناس...
ولم تطلب من أحد أن يعترف على الأقل بدور مؤسسة نهر الأردن او المبادرات التي اسستها الملكة لتكون رديفا للجهود الوطنية وليس بديلا عنها ,هي فقط ظلمت وطوت الصفحة , وتركت للتاريخ أن يقول كلمته ...