مالك حداد لا تهزّه كورونا

جفرا نيوز - بقلم :ابراهيم عبدالمجيد القيسي.

لأنه نموذج، لا تملك إلا أن تحترمه في الحياة العامة والخاصة، وقد شاء القدر أن ترتفع حرارة مالك حداد..

قبل أن أحدثكم عن ارتفاع حرارة مالك حداد، أريد القول بأن هذا الرجل هو وزير نقل سابق، ومدير عام حالي "لشركة جت السياحية"، ونعلم بأن هذه الشركة إن لم تكن أقدم فهي من أقدم شركات النقل السياحي داخل الأردن وبينه وبين بعض الدول الشقيقة، وقد التقيت معه أكثر من مرة وقت الإغلاق الجزئي، وتوقف وسائط النقل العام عن الحركة، وتحدثنا عن بعض إجراءات الشركة وموقفها من العمال ورواتبهم والتحديات والصعوبات المالية التي تواجه كل الاستثمارات، وأثرها على الموظفين، وكتبت آنذاك عن تميّز موقف إدارة الشركة مع موظفيها مقارنة بالعديد من الشركات المعروفة في المجال وغيره، وكان موقف الإدارة متماه جدا مع الناس ومنحازا الى الموظفين، وأن الشركة أصلا كانت تدّخر جزءا من المال لأغراض طارئة، وهو ما كانت تلجأ إليه لدفع رواتب أكثر من 600 موظف (لا أتذكر الرقم الفعلي للموظفين وأعتقد بأنه أكثر من هذا الرقم بكثير)..
وحين كنت أزور مالك في مكتبه، كنت ألاحظ حرفية الالتزام بمتطلبات الصحة والسلامة التي حددها البروتوكول الصحي، ومع ذلك أصيب مالك بكورونا شافاه الله وعافاه.

يقول مالك حداد: (عند شعوري بارتفاع حرارتي، توجهت على الفور مع مرافقي "السائق" إلى المركز العربي، وأجريت إختبار الكورونا لي وللسائق، وعدت الى المنزل وحجرت على نفسي بانتظار النتيجة، وكذلك فعل السائق، وبعد أيام ظهرت النتيجة فإذا بها إيجابية بالنسبة لي بينما هي سلبية بالنسبة لمرافقي.).. وهنا استنتاج متكرر عن إصابة شخص بالفيروس بينما لا يصاب من يحتك به طوال الوقت ويشاركه بعض الأدوات..
 انا ارتفعت حرارتي أكثر من مرة منذ بداية العام، و"فلوزت" كمان، وعلى الرغم من التزامي بالبروتوكول إلا أنني لم أتصرف كمالك حداد، يعني لو كنت مصابا بكورونا لعطبت كل من حولي، بينما مالك حداد "حرفي جدا بالالتزام"..وليس فقط بموضوع كورونا.

مالك لا تظهر عليه أعراض الكورونا، وبعد أن تأكّد من إصابته بالفيروس، ذهب الى مستشفى الأمير حمزة ليحجر على نفسه حسب الإجراءات الأردنية المعروفة، وهو ما زال سليما ولا يعاني من أعراض، ويلتزم بكل التعليمات، ويتناول "الفيتامينات" التي يصرفها لهم المستشفى بواقع مرتين يوميا، ويجري الفريق الطبي عدة اختباراتيومية لقياس الحرارة  له وللجميع، ولا علاج معينا يتم صرفه له، وطعامه وشرابه هو ما يقدمه له المستشفى.

رجل أعمال كمالك حداد؛ يمكنه تجهيز ظروف الحجر في منزله المكون من 3 طوابق، وأكثر مما يوفره له أي مستشفى، ولو كان البروتوكول يسمح له بحجر نفسه في بيته لفعل وبدقة ربما تفوق دقة الاجراءات بمستشفى حمزة، لكن الرجل ملتزم كما قلنا، ولو كان هناك حاجة لأن يحجر المصابون على انفسهم في منازلهم بالتزام كامل، لكان مالك حداد أول من يفعل، لكنه ربما لن يفعلها، لأنه شخص ملتزم كما قلنا، إلا إن شعر بأن مصابا غيره يحتاج الى سرير الحجر في المستشفى، عندئذ سيفعل ويتنازل عن هذا الحق لمن هو أكثر حاجة..
 إن مالك يدير الشركة من داخل الحجر، بشكل طبيعي، وفي حال توقيعه لأوراق يتولى الفريق الطبي إجراءات التعقيم، والشغل ماشي.

مالك حداد يقدم لنا درسا ومعلومة وفكرة كاملة عن التعامل مع كورونا بمسؤولية وبلا تعقيدات، وهذه تجربة تستحق التوقف عندها لأن فيها الكثير من الدروس الجميلة..

قصة مالك مع كورونا تجعلنا نسأل: لماذا لا نتعامل جميعا مع كورونا كما يتعامل مالك؟!..الالتزام والوعي هما كل الإجابة.