أمين عام التربية يرثي الباشا خالد العجارمة
جفرا نيوز - رثى الامين العام لوزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية د.نواف العجارمة , القامة العشائرية والوطنية الكبيرة الباشا خالد عبد النبي المطر العجارمة (ابو المأمون) لرحمه الله, جاء فيه:
في الرّثاءِ يحشدُ النّاسُ الخصالَ وَالمزايا، ورثاؤُكَ ضاقَتْ عنْهُ السّطورُ.
يا فقيدَ الوطنِ، يرثيكَ كلُّ ما فيهِ؛ ترثيكَ أمجادٌ بنَيْتَها بصلابتِكَ وَاجتهادِكَ، وَصعابٌ ذلَّلْتَها بِصبرِكَ وَتَصبُّرِكَ، وَأجيالٌ أعددْتَها بإيمانِكَ وَبمبادئِكَ؛ كيْ تحملَ بعدَكَ لواءَ الحياةِ، كلِّ الحياةِ.
سيّدٌ منْ ساداتِ الرّعيلِ الأوّلِ الباني، وَسيدٌ منْ ساداتِ الجيلِ المُعزِّزِ، ما احتاجَكَ الوطنُ يومًا، إلّا كنتَ في طليعةِ المُلبّينَ، ما ترددْتَ قدرَ ما يتردّدُ نفسُ في صدرِكَ ما بينَ شهيقٍ وزفيرٍ، مُضحّيًا بِالنّفسِ وَبالنّفيسِ.
رفيقُ الحسينِ طيّبَ اللّٰهُ ثراهُ وَثراكَ، وَرفيقُ السّلاحِ لِشهداءَ سبقوكَ، قاسمْتَهم حلاوةَ الذّودِ عنِ الحمى، وتسييجِهِ بِالمهجِ الغاليةِ وبسوادِ العيونِ.
القاماتُ يا سيّدي لا تموتُ، فهيَ كَقممِ الجبالِ الرّاسخاتِ، تبقى على مَرِّ الزّمانِ وَمُرِّهِ مناراتٍ هاديةً، وَقدواتٍ ثمينةً، َوملاجئَ آمنةً إذْ يعزُّ الأمنُ والأمانُ.
على خطاكَ الشّريفةِ تسيرُ أجيالٌ حَظِيَتْ بِالتّأدُّبِ على يديْكَ الطّاهرتيْنِ، وَاتّخذَتْ مِنْ سيرتِكَ العطرةِ منهجًا وسراجًا.
خسارتُنا بفقدِكَ لا يُعوِّضُها إلّا هممٌ جديدةٌ متّقدةٌ برؤاكَ الخالدةِ، تتعاضدُ كي ترأبَ فجوةَ فَقْدِنا لِشخصِكَ المَهيبِ.
آلَمَنا رحيلُكَ، وَتركَ في قلوبِنا غُصّةً ليسَتْ تزولُ؛ فَمكانُكَ جدُّ عظيمٌ، وَمكانتُكَ متراميَةُ الأطرافِ، يصعبُ ملؤها، وَيصعبُ تَركُها خاويةً برحيلِكَ.
هذا أنا، وَمعي لفيفٌ منْ أبنائِكَ وَرفاقِكَ على امتدادِ عينيك الحازمتيْنِ، أقفُ مسلِّمًا على روحِكِ الطّاهرةِ، وَمسلِّمًا بِالقضاءِ الّذي قهَرَنا بِغيابِكَ.
نَمْ قريرَ العينِ في كنفِ رحمٰنٍ رحيمٍ؛ فَأرضٌ أنجبَتْكَ أرضٌ ولودٌ، لنْ تتوقّفَ عنْ إنجابِ القاماتِ، الّتي لمْ تَحنِ هاماتِها يومًا، إلّا رضًا بِالقضاءِ وتسليمًا بمشيئةِ ربِّ العالمينَ.
عظّمَ اللّٰهُ أجرَنا فيكَ، وَأعانَنا على احتسابِكَ لوجهِهِ الكريمِ، في زمرةِ الرّجالِ الرِّجالِ، الّذينَ يعزُّ لهم البديلُ، ولا نقولُ فيكَ إلّا ما يُرضي ربَّنا: إنّا لِلّٰهِ وإنّا إليهِ راجعونَ، ولا حولَ وَلا قوّةَ إلّا بِاللّٰهِ العليِّ العظيمِ.