التعليم في المدارس في مهب الريح، الوزارة تتعنت بقرارها والأنظار ترنو للجامعات
جفرا نيوز – فرح سمحان
مخاوف وتكهنات وتوقعات ومناشدات تطالب بالعودة للإغلاقات والحظر وأخرى ترى بأن هناك امكانية في الاستمرار بالعمل والوضع الحالي مع اغلاق لبعض القطاعات التي يمكن أن تديم عملها عن بعد ومنها قطاع التعليم في المدارس والجامعات.
ما قبل عودة المدارس "أصرت" وزارة التربية والتعليم على ادامة التعليم في المدارس وفق برتوكول متبع في كل المديريات وفي جميع محافظات المملكة ، وبالرغم من مخاوف الأهالي والطلبة الا أن ما ادرجته الوزارة من اجراءات وقائية والدوام تبعاً لنظام الفردي والزوجي بث الطمأنينة والراحة في نفوسهم ، لكن الخوف من حدوث اصابات في المدارس ما بين طلبة أو حتى معلمين بقي قائماً حتى تحقق.
ما زال التعنت في بقاء التعليم في المدارس قائماً... في ظل الموجة الجديد من كورونا ؟
واليوم بعد مرور ما يقارب الأسبوعين على دوام الطلبة في المدارس ، وتسجيل إصابات في 113 مدرسة وفق تصريح وزير التربية ما بين معلمين وطلبة ليتحول التعليم فيها عن بعد، لا يمكن الحكم على فشل أو نجاح الوزارة لكن لما تعنتت بالعودة للغرف الصفية طالما أن التعليم عن بعد أمر ممكن !؟ سؤال راود الكثيرين وجعل من نسبة التوقع بالتحول الكامل الى التعلم عن بعد تفوق إجراءات الوزارة التي تحاول "لملمة" الوضع وكأن الوباء شيء ملموس والاصابة فيه محصورة ببيئة أو منطقة معينة.
تساؤلات واستفسارات ... هل من مجيب ؟
بالاطلاع على واقع الحال سنجد بأن خوف الأهالي على أولادهم والقناعة لديهم بأنه يمكن ادامة واستمرارية التعليم عن بعد ، والتساؤل الأكبر تمثل في أن دوام الطلبة يكون يومين أو ثلاثة أيام وفق البروتكول المتبع حاليا ، ويمتد دوامهم لثلاث ساعات ، اذن ما الذي سيدرسه الطلبة في ثلاث ساعات وخلال يومين فقط، وفق تصور الأهالي ، علما بأن عددا كبيرا منهم لم يدمج مابين التعليم عن بعد والمباشر، تلك الطريقة التي لجأت لها الوزارة كوسائل متاحة نظريا لكن عمليا لم تطبق بعد بالشكل المطلوب
المدارس الخاصة وفوارق بسيطة
لاشك في أن عددا كبيرا من طلبة المدارس الخاصة توجه للتعليم في القطاع العام نظراً لما شهده قطاع المدارس الخاصة من مشكلات في الآونة الأخيرة أغلبها كانت مادية وكشفت بعض مواطن الضعف فيه ، لكن وجود عدد من طلبة هذه المدارس قد يكون سبباً في بث الخوف ، نظراً لأن طالب المدرسة الخاصة يختلف عن اقارنه في المدارس الحكومية نظراً لأنه مخالط لعدد من الطلبة في أكثر من مكان على عكس الطالب الذي يدرس مع طلبة جميعهم من المنطقة ذاتها ، الأمر الذي تغيبت الوزارة عن الالتفات له.
الجامعات اختلاط من شتى المنابت ... وأعتاب موجة طلابية جديدة من الاصابات
أصبحنا على مشارف بدء الدراسة في الجامعات ... لن نفسر الخوف من تسجيل اصابات حتمية بأنه تشاؤم ، لكن لا محال من ذلك فالجامعات تؤمم بين أسوارها طلبة من مناطق مختلفة في جميع محافظات المملكة، فطالب من الشمال سيدرس في الجنوب والعكس ولا يمكن أغفال أن السيطرة على انتشار الوباء في الجامعات أصعب بكثير من بيئة المدرسة نظراً للأعداد الكبيرة فيها، من جانب آخر الاعتماد والمراهنة على الوعي لم يعد كافياً مالم يكن عن قناعة تامة بغض النظر عن الفئة العمرية وغيرها من الإعتبارات فيما لو افترضنا أن وعي الطالب الجامعي أكبر من طالب المدرسة
نواحي اقتصادية تسيطر على المشهد وتثير القلق !!
باتت المخاوف والتساؤلات كبيرة عن مصير الأقساط الجامعية التي سيدفعها الطالب مع توقعات بالتحول للتعلم عن بعد في ظل ازدياد حالات الاصابة ، هل ستؤمن الجامعة بنية تحتية وانترنت مجاني وتعليم جامعي شبيه بالتعليم المباشر، طلبة التخصصات العلمية ومن يتطلب وجودهم داخل الأسوار الجامعية ما الآلية التي سيتم اتباعها بشأنهم ، ناهيك عن ما تكبده أهالي طلبة المدارس من تجهيزات مدرسية لأولادهم في ظل صعوبة المشهد الاقتصادي وانتهى المطاف بالتحول للخيار الذي كان متاحاً منذ البداية وهو التعلم عن بعد.