جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

..................

اتصل معي وأخبرني ان امه كانت بالمستشفى تحتاج لدخول العناية المركزه ويحتاج الى وساطتي لإدخالها ، عندها اتصلت مع الدكتور المناوب واكد لي ذلك أيضا ، ولكن لا يوجد اسرّة فارغة بالمستشفى ولا حتى بالمستشفيات الأخرى، وسألت الطبيب مرة اخرى حيث أكد لي ان الاسّرة كلها مشغولة ويوجد مثلها عشرات الحالات التي تحتاج الى دخولات بالعناية المركزة .

قلت للطبيب مستفسرا عن المباني الجديدة التي قد تم انشاءها ، قال لي يوجد نقص في الكوادر طبية من ممرضين وأطباء، كما انه يوجد نقص في بعض من الاجهزة الطبية وحتى أن بعض من الموجودة لم تفعل لغاية الآن في المباني التي تم افتتاحها .

قلت له والإفتتاح الذي قد تم بحضور جلالة الملك والملكة والزيطة والزنمبليطة منذ شهران ، قال لي ان ديوان الخدمة المدنية لا زال يماطل ولم يعلن او يعين . 

في حين أننا نسمع عن إجراء تعيينات حكومية سريعة وفورية من خلال عقود شراء الخدمات في شتى مؤسسات الدولة وبرواتب عالية جدا تعادل رواتب الأطباء المستشارين الذي وصلوا لمراتب الدرجات العليا بالخاصة .

قلت له قد يكون السبب في نقص الكوادر هو عدم وجود أعداد من هذه الكوادر الطبية التي تحتاج للعمل ، قال لي( والحرقة في معدته قد سدت شرايين رئيسية لقلبه وبلع ريقه وهو مصفرا ) بالعكس يوجد لدينا بطالة عاليه في هذين التخصصين والمتقدمين للتعيين اعدادهم كبيرة جدا ، قلت له كم تحتاج من الأطباء والممرضين للمباني الجديدة ، اخبرني بأنه يحتاج الى مائة طبيب وثلاثمائة ممرض ويوجد في ديوان الخدمة المدنية ثمانمائة طبيب وأكثر من الف ممرض تقدموا للديوان يطلبون العمل .

قلت له وما المشكلة اذا ، قال لي البيروقراطية في التعيينات يا صديقي من خلال الديوان في القطاع الصحي سوف تدمر القطاع ، لأن موظفين الديوان يتعاملون مع هذا القطاع كأي قطاع حكومي آخر وهذه تعتبر قمة المأساة فلا يجوز معاملة القطاع الصحي ونقصه مثل قطاع الانشاءات او القطاعات الأخرى .

واستطرد قائلا :

القطاع الصحي ونقص كوادره ومستلزماته يعني فقدان الأرواح او اعاقتها او انتشار الأوبئة او عدم معالجة المرضى وزيادة الألام وهذا يعني أيضا فقدان الأرواح الذي يؤدي الى فقدان الولاء والانتماء للدولة والوطن .

قلت له وما الحل إذن !!صفن وسرح ووضع يده على وجهه ثم قال لي: الحل هو أن اقدم استقالتي مرة أخرى لانني قد قدمتها سابقا ووعدوني بحل المشكلة ثم كتبت وخاطبت وشرحت ولكن لا حياة لمن تنادي .

عندها سمعت الصراخ والبكاء للذي احضر والدته والتي فارقت الحياة متألمة بجراحها على وطن لم يستطيع ان ينقذ مريضة كانت داخل المستشفى وبين ايدي الأطباء.

تذكرت افتتاح المبنى والشرح والزغاريت والتصفيق الذي رافق افتتاحة ، فتمنيت أنهم عينوا بالمبالغ التي صرفوها على انشاء هذه المباني كوادر طبية واوجدوا لهم خيٍم وبيوت شعر في الساحات العامة لعل وعسى كان بالإمكان انقاذ روح هذه السيدة ومثلها كثير من ارواح أبناء هذا الشعب .