فيروس كورونا : هل بدأ الأردن بالتعايش مع الوباء؟
جفرا نيوز – يبدو أن التعايش مع "كورونا” أصبح حتميا في الأردن، جراء ارتفاع معدلات الإصابات بالفيروس، فضلا عن توقعات ببقائه لأكثر من عامين، وفقا لدراسات منظمة الصحة العالمية كما أكد لـ”الغد”، مسؤول ملف كورونا في وزارة الصحة، عدنان اسحق، وذلك يعني أن المملكة أمام جولة جديدة بمعركته مع الفيروس، تتطلب التوازن بدقة بين القرارات المتعلقة بمكافحته، والقرارات الأخرى المتعلقة بالبعد الاقتصادي.
وقال اسحق، إن إجراءات جديدة ستبدأ وزارة الصحة بتنفيذها، خاصة بعد فتح المطارات والمعابر الحدودية، وتوقع زيادة معدل الإصابات وارتفاعها، من بينها الحجر المنزلي مثلما هو معمول به في مختلف دول العالم.
ولفت إلى أن الوزارة ستشدد الإجراءات الوقائية على الحدود والمعابر الجوية لمنع انتشار الفيروس، وفق البروتوكول المعتمد من قبل اللجنة الوطنية للأوبئة والحكومة.
وأضاف اسحق، أن مستشفيات الوزارة لن تستقبل مستقبلا، إلا الحالات المتوسطة والشديدة بقدرة استيعاب تبلغ 900 إصابة.
وقال، "لا عودة للحظر الشامل أيام الجمع، ولا تعليق لأنشطة اقتصادية أو إجراءات حظر لمنشآت اقتصادية، حيث تتبع الحكومة سياسة جديدة للتعامل مع الفيروس من شأنها الموازنة بين مكافحة الفيروس، وتنشيط الاقتصاد الذي تأثر بشكل كبير من تداعيات كورونا”.
وأكد اسحق، أن "وزارة الصحة فرغت أكثر من 170 فرقة تقصي وبائي تجري يوميا آلاف الفحوصات لمشتبه بإصابتهم أو مخالطين لحالات مؤكدة وفق بروتوكول التعامل مع كورونا الذي أقرته الحكومة ويتم التعامل وفقه”.
وحول سياسة العزل، أكد مصدر وبائي أن وزارة الصحة واللجان التي تعمل تحت مظلتها، ستعمل على العزل الذكي للمناطق والأماكن التي تكتشف فيها حالات إصابة، ولن يتم اللجوء إلى عزل المدن أو تقطيع أوصالها أو عزلها عن بعضها، فضلا عن تشديد إجراءات الرقابة والوقاية في مختلف مناطق المملكة.
واعتبر أن الرهان بالدرجة الأولى على الفرد الذي يمكنه أن يحد من انتشار الإصابات باتباع الإجراءات الوقائية السليمة والتباعد الاجتماعي والامتناع عن المشاركة في التجمعات التي تسهل نقل العدوى.
وأشار المصدر الوبائي، إلى أن الحكومة مستمرة في ملفات التعليم المدرسي والجامعي والانتخابات البرلمانية ولاحقا ملفات انتخابات النقابات المهنية المتوقع إجراؤها في آذار (مارس) المقبل، فضلا عن التوسع في الأنشطة الاقتصادية والحد من ساعات الحظر لصالح توسيع الأنشطة الاقتصادية.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر مطلع في وزارة الصحة، عن أن الوزارة ستبدأ منذ اليوم بتعزيز الكوادر الطبية والتمريضية في مستشفى البشير الحكومي لتعويض النقص الحاصل بعد توقف مستشفى الأمير حمزة الحكومي عن استقبال الحالات، بالإضافة لوجود ضغط الكبير على مستشفى البشير، حيث ستجرى اليوم مئات المقابلات لغايات التعيين، فضلا عن اعتماد الوزارة لـ21 مختبرا من القطاع الخاص لإجراء فحوصات فيروس كورونا بمبلغ يصل إلى 45 دينارا للفحص الواحد، وإصدار شهادة خلو من الفيروس.
ولفت إلى أن الوزارة، ستعزز كذلك المستشفيات لاستقبال المرضى، حيث سيصار إلى افتتاح مستشفى الجراحة بالبشير ومستشفى أمراض الدم، إضافة إلى تعزيز قدرات الوزارة بأطباء اختصاص عن طريق شراء الخدمات وتمكين مستشفيات الوزارة من أجهزة التنفس الاصطناعي وغرف العمليات والعناية الحثيثة.
مصدر حكومي، قال من جهته، لـ”الغد”، إن فرق الرقابة ستكثف في أماكن التجمعات والمولات، وأماكن العبادة وغيرها لضبط وتحقيق إجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية من الفيروس.
وأشار إلى أن الحكومة قد توقف استقبال الرحلات الجوية للأردنيين القادمين من الخارج في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، بعد توقع قدوم نحو 9 آلاف مسافر قادم من الخارج.
وقال المصدر ذاته، إنه ولاستكمال أماكن الحجر، لن يصار إلى استقبال أي حالات جديدة حتى تنهي عمليات حجر القادمين.
محمود الطراونة - الغد