خبراء ينتقدون عبر "جفرا" قرارات الحظر الشامل في العاصمة والزرقاء ويدعون لحلول بديلة مع وصول الخسائر لملايين

جفرا نيوز - دانا الأخضر
أثارت القرارات الحكومية بإعادة فرض حظر التجول الشامل على العاصمة عمان ومحافظة الزرقاء وللأسبوع الثاني على التوالي، انتقادات ونقاش بين القطاعات الإقتصادية، خاصة أن مثل هذه القرارات تحمل نتائج وخسائر إقتصادية كبيرة للقطاعات التجارية والصناعية.
  بينما تؤكد وجهات نظر أخرى أن قرارات الحظر على مناطق انتشار الفايروس تحمل جوانب إيجابية كإعطاء حرية التحرك لِـ لجان فرق التقصي الوبائي في المناطق وتساهم في تقليل الإختلاط للحد من انتشار فايروس كورونا.
"جفرا " تابعت الموضوع من وجهة النظرالإقتصادية، حيث كشف الخبير الإقتصادي حسام عايش عن الخسائر الكبيرة المتعلقة بالنشاط الاقتصادي المحلي والعالمي والذي يقدر بـ(12 تريليون) دولارًا عالميًا لهذا العام وحتى نهاية العام القادم، موضحًا أن الدعم الذي قدمته البنوك المركزية يتجاوز (18 تريليون) دولار عالميًا.
وأوضح عايش في حديثه لـ"جفرا" إن الخسائر تتضمن الصادرات الأردنية والعاملين وارتفاع أسعار السلع أو عدم وجودها بالأسواق، مُضيفًا إلى ذلك توقف مصادر دخل الأفراد وتوقف الأعمال اليومية للعاملين بالقطاع غير الرسمي والخسائر المرتبطة بالإستثمار وتوقف كافة المشاريع مما أسهم إلى تحولها إلى كلف إضافية وعبء كبير جراء الحظر الذي تم تطبيقه في كافة أنحاء المملكة والعالم.
وأشار إلى الخسائر الكبيرة والمباشرة على أهم مورد مالي من ناحية الإيرادات وهو قطاع السياحة الذي توقف بشكلٍ كامل بأول مراحل الإغلاق إلا أن إعادة تنشيط السياحة الداخلية أعادت إنعاشه بنسبة بسيطة جدًا.
ونوّه إلى عدة طرق لإعادة إحياء الإقتصاد من خلال تغيير الموازنة العامة لمواجهة فيروس كورونا والتركيزعلى الإنفاق لدعم القطاع الصحي ودعم الإستثمار والأمن الرقمي والتكنولوجي وتغيير بعض السياسات المتبعة، منوهًأ أنه من المستحيل أن يعود الإقتصاد على ما كان عليه وهذا يعني أن إعادة التوازن يحتاج إلى أنظمة وقوانين.
وتابع: إحياء وإنعاش الوضع الإقتصادي ومواجهة فيروس كورونا يتم من خلال التركيز على إجراءات الوقاية والسلامة العامة والمتطلبات الصحية كارتداء الكمامات بشكل دائم ومحاصرة بؤر الوباء، مشيرًا إلى ضرورة إعادة فتح المطارات لإعادة الدورة الحياتية لطبيعتها، مشيرًا إلى أن الإغلاق على مناطق الوباء يكون بشكلٍ جزئي وزيادة أعداد الفحص اليومي للمواطنين.
وفي السياق ذاته انتقد المستشار الإقتصادي في الديوان الملكي سابقًا محمد الرواشدة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ،أن قرارات الحظر الشامل يوم الجمعة في محافظة الزرقاء والعاصمة عمان و القيود التي فرضتها الحكومة بإغلاق المحال التجارية الساعة 10 مساءً والتي تسبب خسائر بحوالي 3.5 مليون يوميًا على حد تعبيره.
"كما أشار الرواشدة إلى إرتفاع نسب البطالة بين الشباب وضرورة معالجتها، داعيًا الرزاز إلى دعم التجار والصناعيين من ذوي رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة إلى ضرورة حل مشكلة المتعثرين.
  وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي السنوي للإقتصاد الوطني حوالي 31 مليار دينار، أي أن الإقتصاد ينتج كل يوم حوالي 86 مليون دينار وهذا الرقم قريب جدًا من حديث وزير المالية العسعس عندما قال أن الإقتصاد يخسر كل يوم حوالي 100 مليون دينار بسبب الإغلاق.
وبالتالي فنحن متفقين كما العالم متفق اليوم أننا لسنا مع الإغلاق ولا لساعة واحدة ولذلك فإنني أدعو دولة الرئيس صاحب الولاية العامة الى اتخاذ القرارات التالية ليس للنهوض بالاقتصاد بل من اجل صمود الاقتصاد الوطني
وقدّم الرواشدة مجموعة من الاقتراحات أوضح فيها:
"أولا : إلغاء حظر يوم الجمعة إلغاء كاملا لتعود الحياة كما كانت عليه ، فبقاء الحظر ليوم الجمعة يعني إلغاء المستهلكين لإنفاقهم ويعني أيضا إلغاء المنتجين لإنتاجهم وبخاصة قطاع الخدمات وتقدر خسارة الاقتصاد جراء حظر كل جمعة بحوالي 50 مليون دينار على اعتبار ان ليس كل القطاعات تعمل بهذا اليوم وليس الحظر بكل محافظات المملكة وهذا قريب مما أشار اليه الإعلامي المخضرم بسام بدارين بمقالته المسماة "حظر الجمعة السوداء" في الاردن فاضح ومعيب.
ثانيا: عودة الحياة طبيعية في الأيام العادية وإلغاء القيود على المواطنين بمعنى ان تعود الحياة طبيعية ليلًا فخسارة الاقتصاد نتيجة الإغلاق الساعة العاشرة مساءً حوالي 3.5 مليون دينار في كل يوم.
ثالثًا : إطلاق صندوق تمويلي جديد لا يقل عن 500 مليون دينار لدعم التجار والصناعيين من ذوي رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة وليس كما حدث بالصندوق التمويلي السابق الذي ذهبت أمواله لكبار التجار والصناعيين والمتنفذين، فالسيولة مشكلة الجميع اليوم ولابد من الإسراع اليوم قبل الغد لإطلاق مثل هذا الصندوق.
ثالثًا: إهمال موضوع المتعثرين ليس حكيما يا دولة الرئيس فاني ارجوك ان تجلس على الطاولة مع تلك الفئة التي تستجدي حكومتك من عامين ، فئة طحنت وهرست وتم رميها في السجون او تشريدها خارج الوطن ولتفكر بإعطائهم مهلة زمنية لتصويب اوضاعهم ، مهلة للعيش بدلا من الموت
وأضاف الشباب يعاني الويل أكثر من 390 الف شاب وشابة ينتظرون بديوان الخدمة المدنية منذ سنوات طويلة دون جدوى وهنالك مثلهم على الأقل من خارج ديوان الخدمة يبحثون عن عمل ولا يجدوه ، وهنالك من سيتم طرده والاستغناء عن خدماته قريبا بسبب معاناة اقتصادنا اليوم وأرقام البطالة ستجدها نهاية هذا العام ترتفع من 20 % الى ما يفوق ال 30%.
وحول الخطر الشامل اكد رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق على وجوب اعادة ضبط " البوصلة " وانهاء حالة التخبط والتضارب والتشتت واللا إقناع والانفراد في اتخاذ بعض القرارات والتي كان اخرها قرار الحظر الشامل للجمعة الثانية على التوالي للعاصمة عمان ومدينة الزرقاء بدون اي مبرر علمي او منطقي اضافة الى ما جرى في ملف العودة الى المدارس وفتح المطار
وأضاف الحاج توفيق ان فقدان الثقة او تراجعها سيكلفنا الكثير ...بحكم ان هذه معركة نحتاج للانتصار بها الى التكاتف والتعاون والتعاضد والتلاحم وتشابك الايدي والتضحية ، واساس كل ذلك هو الثقة واحترام كل طرف لوجود الطرف الاخر والصدق في القول والفعل"
وتعليقا على ذلك، اثنى مديرعام المؤسسة العامة للغذاء والدواء السابق، رئيس مجلس ادلر شركة الاسواق الحرة د. هايل عبيدات على حديث الحاج توفيق ليؤكد عودة ملامح التخبط واستكمال المسار الثالث بالتفكيك وغياب استراتيجية الحفاظ على الانجاز والبناء عليه والذي يلحق اضرارا فادحه لكافة القطاعات المنتجه..... وعليه يبقى فقط الخطط الجماعيه والتشاركيه هي الطريق الصبح والاسلم وليس الراي الفردي"