"الكمامات" اداة قادمة للترويج الانتخابي
جفرا نيوز- هل ستشهد الانتخابات النيابية المقبلة، دخول (الكمامة) كأداة جديدة للترويج للمرشحين الى جانب المنشورات واليافطات التي اعتادوا على تعليقها بالشوارع، ضمن الدعاية الانتخابية للمرشح الى مجلس النواب.
يرى كثيرون أن هذه الانتخابات ستختلف عن سابقاتها لأنها تجري ضمن ظروف صحية غير اعتيادية فرضتها جائحة «كورونا».. ويتساءل بعضهم عما إذا سيطبع مرشحون أسماءهم وصورهم على الكمامات والقفازات كما كانت تُطبع على القمصان والقبعات؟!.
ورصد مراقبون ومتابعون لوسائل التواصل الاجتماعي منشورات تتندر بنشر صور تظهر نماذج الأزياء الرجالية والنسائية مع كمامات تتوافق وتلك الأزياء، وتكملها من حيث اللون والتصميم، فهل تصبح هذه (الدعابات) حقيقة قريبا!؟
تقول أستاذة علم الاجتماع الدكتورة فاطمة العقاربة أن «ارتداء الكمامة يتماشى مع استغلالها الواضح لأجل الدعم الانتخابي، حيث بات واضحاً، أن وضع الشعارات الانتخابية وصور المرشحين على الكمامة، رسالة منهم للناخبين بأنهم أصحاب دعوة للقضاء على (كورونا) وهذا أمر يعتبر شكلياً، لأن مجرد التجمعات وعدم الالتزام بالإجراءات سيدحض رسالتهم».
والمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يرى أن العديد من المصممين بدأوا بعمل (كمامات) في إطار التوعية حول أهمية اعتماد هذا «الإكسسوار» الوقائي من جهة، وتعريف الناس على عملها من جهة أخرى.
وبدأ العمل على (كمامات) بتصاميم مختلفة، بداية لم تكن تجارية، وأصبحت الآن تروج بمختلف أشكالها (المزركشة–المطرزة) ووصل الأمر ببعضهم ارتداء (كمامات) من الذهب، أو غيرها من المواد الثمينة.
وصمم البعض الآخر كمامات صديقة للبيئة، بهدف حماية الإنسان والبيئة في آن واحد، وابتكر باحثون أول قناع صديق للبيئة للوقاية من «كورونا» يخلو تماما من البلاستيك.
ويقول الخريج الجامعي حديثا في هندسة العمارة زيد الذيب، الذي أنشأ شركة تنتج الكمامات، أن فكرة إنشاء شركة متخصصة بتصميم وصناعة الكمامات جاءت بعد فك الحظر، واطلاعهم على كيفية صناعة الكمامة الطبية إلا أنهم فوجئوا بحجم الإقبال الكبير على منتجهم.
وتمنت العقاربة أن «لا تؤخذ الأمور بمجرى استغلال الكمامة ونشر فتيل الكراهية والتنمر والفتنة من خلال استغلال الألوان او الشعارات».
وتقول ان «المرشح يتفوق على منافسهِ بإظهار المبادئ والأخلاق والشفافية والمصداقية بأن يكون نائبا للوطن والمواطن، دون مزاودة ودون إظهار أي اساءة لمنافس أو شريحة مجتمعية».
وتأمل أن «يكون المرشحون أصحاب رسالات واضحة شفافة صادقة لخدمة الوطن والمواطن ليكون نائبا مع الوطن وليس عليهِ.. ومع المواطن وليس ضده».
وتعتقد العقاربة أن «استغلال الوباء من خلال استعمال الكمامة كأداة لنشر الرسائل الانتخابية مع المنشورات واليافطات هو «استغلال للجهود الطبية والإنسانية التي كافحت وتكافح منذ بدء الجائحة.. وهذا أمر مخجل بنظرها».
وأوضح الذيب أن «سوق المنافسة على إنتاج الكمامات اتسع في فترة قصيرة، وهناك أشخاص يحبون أن يقتنوا العديد منها. ولا يستبعد أن يلجأ مرشحون كثر إلى استخدامها بالدعاية الانتخابية».
وعالميا بدأت العديد من الشركات بانتاج كميات كبيرة من الكمامات التي تحمل شعارها، لأهداف طبية لحماية الناس من الوباء، كما أنها وسيلة لترويج منتجاتها عبر هذه «الكمامة» التي أصبح ارتداؤها ضرورة للحماية من الوباء.