كيف تقيس “الأرصاد الجوية” درجات الحرارة العظمى والصغرى ؟
جفرا نيوز- يولي الناس أهمية كبيرة للنشرة الجوية، والتي من خلالها، يخططون لمسار يومهم، ومعرفة ما إذا كان الطقس مناسبا لأنشطتهم سواء كان رحلات أو سفر أو ممارسة رياضات في الهواء الطلق.
وبناء على ذلك، فإن النشرة الجوية، تقدم درجات حرارة "عظمى وصغرى”، يجهل كثيرون كيف تقوم دوائر الرصد الجوي بقياسهما.
وفي هذا الجانب، يوضح رئيس قسم الرصد الجوي في دائرة الأرصاد الجوية، عصام الملكاوي، آلية قياس هاتين الدرجتين من خلال أدوات خاصة.
وقال الملكاوي، إن "هاتين ا
لدرجتين، هما الدرجتان اللتان يتم اعتمادهما للجمهور، حيث تقاس درجة الحرارة العظمى من خلال ميزان الحرارة الزئبقي وتكون بعد نهاية ذروة اليوم ويتم رصدها مابين ساعات الظهيرة إلى الخامسة أو السادسة مساءً ويتم أخذها وتسجيلها ومن ثم تشفيرها ويتم الإعلان عنها عند الساعة التاسعة مساء في التوقيت الصيفي”.
ويضيف: "أما الصغرى فتكون من خلال ميزان كحولي، إذ تواصل دائرة الأرصاد الجوية قياس درجات الحرارة الصغرى الليل كاملاً وآخر قراءة يتم اعتمادها بداية شروق الشمس وذلك لأن درجات لحرارة تبدأ بالارتفاع”، موضحا أن "كلتا درجات الحرارة الصغرى والعظمى تقاس بالظل”.
وأشار إلى أن "المعايير المعتمدة في قياس درجات الحرارة بقانون الأرصاد الجوية العالمي، بضرورة وجود ميزان الحرارة داخل صندوق خشبي وأن يكون مطلياً باللون الأبيض لعكس أشعة الشمس وأن يكون جيد التهوية داخلياً، وذلك من خلال وجود فتحات تهوية خارجية مصممة لعزل الهواء المباشر، لأن ما يتم قياس حرارته هو الهواء الساخن المحيط بالصندوق”.
وتابع: "الارتفاع المعتمد لجميع أماكن الرصد الجوي في المملكة هو متران عن سطح الأرض، حيث أن القراءة تكون صحيحة قانونيا وذلك على ارتفاع 1.2 – 2 متر فوق سطح الأرض”.
وعن مقدار الخطأ في قياس درجة الحرارة، يقول الملكاوي إنه "في الغالب تكون صفراً، يرجع ذلك إلى الاعتماد على موازين الحرارة الطبيعية”.
وأشار إلى أن "ميزان الحرارة الزئبقي والكحولي لا يحتمل الخطأ على غرار الطريقة الأوتوماتيكية. هنالك قسم للصيانة والمعايرة تابع لدائرة الأرصاد الجوية الذي يقوم بفحص الموازين بشكل دوري وفي حال اكتشاف أي عطل في أحدهما تتم معايرة الميزان المعطل أو تغييره بشكل كامل، فاذا كانت القراءة تحتمل الخطأ فهي لا تتجاوز 0.1 % .”.
أما بالنسبة للمناطق المعتمدة لقياس الحرارة في المملكة، بين الملكاوي أنها "تغطي معظم أجزاء المملكة، من جبال وأودية وسهول من خلال نقاط تابعة لدائرة الأرصاد الجوية مثل: (العقبة، معان، الأغوار، الصفاوي، الرويشد، والأزرق (…)، إذ إن كل منطقة لها مركز للأرصاد يمثلها على سبيل المثال منطقة جبلية يوجد محطة في عجلون في راس منيف، منطقة سهلية مثل مناطق في عمان ومناطق في الباقورة، بالاضافة إلى مناطق الأغوار مثل ديرعلا والغور الصافي، والمناطق القريبة من الشاطئ كالعقبة والبحر الميت إذ يوجد فيها محطة أوتوماتيكية وذلك لأخذ كل أنواع المناخ .”
وأكد أن "من يقوم بعملية قياس درجات الحرارة هم راصدون جويون مؤهلون وأكفاء لأداء المهنة بحرفية، يخضعون لدورة رصد جوي على مدة 6 أشهر في مركز تدريب الأرصاد الجوية التابع لنفس دائرة الأرصاد الجوية وإتمام الدورة بالتدريب العملي للتأكد من كفاءتهم ومباشرة العمل”.
وحول اختلاف درجات الحرارة المعتمدة من قبل دائرة الأرصاد الجوية عن الدرجات المقروءة في المركبات و الشوارع، بين الملكاوي أن "جهاز القياس الخشبي المعتمد ارتفاعه مترين عن سطح الأرض بينما جهاز قياس درجات الحرارة المرفق بالمركبة قريب من مستوى سطح الأرض لذلك فإن قراءته تكون غير دقيقة وأيضاً اختلاف المادة التي يطلى بها جهاز قياس الحرارة تختلف عن تلك التي في الصندوق”.
يشار إلى أن المملكة، تتأثر منذ يوم السبت الماضي بموجة حارة هي الأطول أمدا منذ أكثر من 100 عام، والثالثة منذ بدء فصل الصيف الحالي.
إلى ذلك، قال مدير ادارة الارصاد الجوية في وزارة النقل رائد رافد آل خطاب إن الكتلة الهوائية الحارة والجافة والتي تعمق تأثيرها يومي الأحد والإثنين وأدت إلى تجاوز درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية، في أغلب المحطات التابعة لإدارة الأرصاد الجوية، ستخف حدتها قليلا اليوم الأربعاء، مع بقاء الأجواء حارة في معظم المناطق وحارة جداً في الأغوار والعقبة ومناطق البادية.
واضاف آل خطاب بانه من المتوقع ان تعاود الكتلة الهوائية الحارة والجافة تعمقها اعتباراً من يوم غد الخميس لتعود الاجواء حارة جداً في اغلب المناطق كما وتشير التحليلات الى استمرارية هذه الموجة الحارة حتى منتصف الاسبوع القادم .
وحسب السجلات المناخية المتوفرة في ادارة الارصاد الجوية فان هذه الموجة الحارة تعتبر هي اطول موجة حر منذ عام 1922 اي ما يقارب 100 عام .
ودعت إدارة الأرصاد الجوية من الإخوة المواطنين بمتابعة النشرات الجوية والتحديثات، والأخذ بالتحذيرات وتعليمات السلامة العامة على محمل الجد.