حربٌ اعلاميةٌ ليست حربنا !!
جفرا نيوز- كتب: محمد داودية ثمة حرب اعلامية مستعرة، تمنينا انها لم تستعر، لا بل تمنينا لو أنّ اسبابها لم تقع. أمّا وقد تخلّقت اسبابُها واصبحت واقعا مؤلما، مليئا بالردح والتطاول على الزعماء والقادة العرب، واصبحت مجالا للكسب والهبش، فلا نقول الا ما يقول اخوتنا في الخليج العربي: «الله يهداكم». طبيعي ان يختلف الساسةُ وان تتقاطع السياساتُ والمصالح، خاصة في عالمنا العربي. وفي الوقت الذي كان قادة العالم المتقدم يرفعون ويطبقون شعار «صفر اعداء»، كانت الخصومةُ واختلاق العداوات، هي القاعدة التي طبقها معظم الساسة العرب خلال السبعين عاما الماضية !! تخللتها فتراتُ «هدنة» واستراحةُ محارب !! ظلت بلادنا الجميلة في كامل اخلاقها، في منأى مطلق عن المهاترات والحملات الإعلامية المتبادلة، انطلاقا من مناقبها القومية الفعلية، لا الشعاراتية، التي تعمل بجد وجهد، من اجل رأب الصدوع والفتوق العربية، وما اكثرها. ويعرف الناسُ كافة، وهم يقرأون لهذا الكاتب او ذاك الفنان، في إعلام أية دولة يعمل، وفي أية دولة يقيم. ويعرف الناسُ ان الكُتّاب، مثل كل البشر، ينحازون لمصالحهم. فلا يُعقلُ ان يكتب الكاتبُ ضد دولة يعمل في إعلامها ويشرب من بئرها. وقد عرفنا كتابا وصحافيين أردنيين وعربا انتهازيين، انقلبوا على ما كتبوا مطبلين له، فور ان انقطع الحبل المالي، العلني او السرّي !! وسنظل نتمنى على ابنائنا الكتاب والصحافيين والإعلاميين والفنانين الذين يعملون في اعلام دولة عربية، مشتبكة اعلاميا في حرب ضروس مع اعلام دولة عربية اخرى، ان يظلوا «محضر خير» وان لا «يوزوا» تحت النار مزيدا من حطب الكراهية والشقاق. اما الذين يكتبون في اعلام وصحف دول عربية وغير عربية من عَمّان، فعليهم ان يتجنبوا الإضرار بمصالح الأردن العليا وعلاقاته السياسية والاقتصادية والقومية، التي هي اعلى و أولى من مصالحهم الشخصية. هؤلاء الذين لا يتدخل احد في رأيهم وموقفهم السياسي من احداث المنطقة، لا يمكنهم استرضاء مشغّليهم، وخداعنا بالتلطّي خلف حرية التعبير والكلام ومقاومة التطبيع والاستسلام. قال نصر بن سيّار: وإنّ الحربَ مبدؤها كلامُ.