لماذا أنتخب ! ولماذا ارسل ابني للمدرسة!
جفرا نيوز - بقلم - الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
..............
في ظل انتشار بؤر وباء الكورونا بالأردن وتزايد اعدادها ، وتخلينا عن المرضى الآخرين الذين صارت مراجعاتهم للمستشفيات تحدث لهم رعبا وخوفا بعد ان كانت مدعاة للطمأنينة والشفاء والعافية .
كلنا قد شاهدنا وتأكدنا بالسنوات الأخيرة ان هناك حالة عدم رضى على مجلس النواب الثامن عشر والذي قبله ، لا بل صار هناك سخطا عليه وكأنه مجلسا للفتنة وحلبة للمصارعة ، لقد شاهدنا كلنا الأزمات التي قد مرت على هذا الوطن وكانت مواقفهم منها سلبية جدا جدا .
ولا يجب علينا أن ننسى ان الشعب الأردني قد وصل الى مراحل يائسة وبائسة حتى صار يشعر فيها بالإشمئزاز واليأس من هذا المجلس وأعضاءه ، لدرجة أننا صرنا في حالة إستفراغ وتقيُئ عند ذكر مواقفهم ودورهم في التفاعل مع ازمات الوطن والمواطن .
ومن هذه الأزمات لا نريد ننسى قضايا الفساد للحيتان والبيوعات للمقدرات والثروات الوطنية او الإتفاقيات النتنة و المجحفة بحق الوطن والمواطن مثل اتفاقيات الغاز او التعليم أو اتفاقيات تغول لبعض الاكاديميات الخاصة او سيطرت شركات اطعام على معظم مؤسسات الدولة وهي التي لا تطعم ولا تسمن من جوع ولكن صفر عدادها يبدأ بالملايين .
لماذا انتخب نائبا لمجلس وقد وصل الأمر بالشعب الاردني ان يتظاهر لأيام وأيام امامه في حر الصيف وبرد الشتاء ولم يكن اعضاءه يخرجون علينا ليعرفوا حاجاتنا ، وحتى لو أنهم خرجوا والتقوا بنا فان دورهم كان مقتصرا على الكذب و التخدير والتسكين وحقيقة الأمر أنهم كانوا ينفذون تعليمات وأوامر العرفاء والرقباء من الجهات التي قد عينتهم .
أيعقل ان أنتخب نائبا لمجلس نواب لم يستطيع ان يحاسب من تسبب بوفاة اطفالنا في البحر الميت او يحمي تُجًارنا من امطار الشتاء ، أو انه لم يستطيع ان يمنع مكافئة هؤلاءالمتسببين من تعيينهم سفراء في طوكيوا وعواصم اخرى ، بعد ان كان مفترضا بهم ان يحبسوا في سجني سواقة او الجويدة .
لماذا انتخب نائبا لم يمنع التغول على دعم الخبز او يمنع اتفاقية الغاز او يمنع تسليم مجرمين صهاينة قتلوا اردنيين اثناء زياراتهم لأهاليهم بفلسطين او اردنيين كانوا يجاورون ويتمشون في شارع تقع فيه خمارة الصهاينة في عمان ، لماذا انتخب نائبا لم يمنع قانونا للضريبة كان معلوما أنه سيدمر الإقتصاد الأردني ويساهم في تغول البنك الدولي على جيوب الشعب ، لماذا انتخب نائبا كان قد اغتصب ارضا لمواطنا أو ارضا تملكها الدولة أو وظيفة مستحقة لمواطن أو ووظيفة عليا تنافس عليها المتنافسون ونجح بها فقط شقيق او ابن قرابة النائب الذي لم يتقدم بطلب التعين أصلا ، لماذا انتخب نائبا صوت بالثقة لحكومة تنكرت احدى أفراد عائلة رأسها لاردنيتها وولائها وانتمائها للوطن ، او لحكومة منحت حقائب وزارية وسفارات لعائلة كاملة بأصهارها .
لماذا انتخب مجلسا كان اغلبيته قطعان من طيور النعام او الدجاج يخبؤون رؤوسهم عن النوائب ولا هم يعرفون ان كانوا طيورا تطير او حيوانات تسير ، ترهبهم قطة او نحلة وتشتتهم الى كل دخلة و زقة.
لماذا انتخب وكل الذين قد خرجنا سابقا لنتظاهر ضدهم بالشوارع مطالبين جلالة الملك بحلهم وانهائهم ، قد عادوا ليترشحوا مرة اخرى وهم الذين قد تعينوا تعيينا وليس انتخابا حسب تصريح رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، لماذا انتخبهم وهم سيعودون أنفسهم لأنهم صدقوا من عينهم ونفذوا تعليمات العريف والرقيب الذي كان وسيطا بينهم .
اما بخصوص المدارس وارسال ولدي للمدرسة فإنني أيضأ أتساءل لماذا ارسله لمدرسة قد يتعرض فيها الى وباء الكورونا ، لماذا ارسله لمدرسة مديرها ومعلمينها وموظفينها مرعوبين من عطسة طفل او سيولة نقطة ماء من أنفه او ارتفاع بسيط على حرارته ..
لماذا ارسل ابني للمدرسة وهو الذي لن يلعب ولن يتفاعل ولن يتعلم إلا الخوف من المرض او من حامله او من المساهمة في انتشاره .
لماذا ارسل ابني للمدرسة وماذا قد يُحَصل من ننائج وعلامات ، وهل اذا حصل على معدلات عالية وكاملة (100%) فهل سيدخل الجامعة وهل ساستطيع ان اوفر له مصروفه اليومي وتكاليف دراسته ، وهل اذا وفرتها ودخل الجامعة ثم تخرج منها فهل سيعمل بشهادته او هل سيحصل على وظيفة تكفية ثمن سيجارته في ظل حكومة باعت الأخضر واليابس واعتمدت التعيينات فقط لأبناء الجونيات واصهارهم بعقود شراء خاصة ورواتب خيالية مجزية ثم اغلقت باب التعيين بديوان الخدمة المدنية والمنافسة الشريفة وتغولت على اموال الشعب في الضمان الإجتماعي .
بعد كل ما ذكرت هل سأنتخب مرشحا لأكون أهبلا او ارسل ابني للمدرسة لأكون احمقا ..
لا والله انها خيارت التهلكة في وطن دكت أركانه بمطرقة ، وضربت اعمدته بالمهدة حتى أنه لم يبقى فيها عامودا إلا وقد تصدع وصار ايلا للسقوط أو قد سقط فعلا وتهشما .