عاشوراء: انتصارُ الدم على السيف !

جفرا نيوز- كتب: محمد داودية حلت علينا يوم امس الاول، بركة عاشوراء التي تتجدد في العاشر من محرم كل عام. عاشوراء مناسبة فريدة تتوحد عليها مذاهب الأمة كلها. فالشهيد الحسين بن علي بن ابي طالب الهاشمي القرشي، هو سبط رسولنا الحبيب و رابع أصحاب الكساء. نفرح ونحتفل كل عام في الأردن السُّني الهاشمي، بذكرى عاشوراء، التي يضوع علينا عطرها منذ 1381 عاما. لقد ظل احتفالنا بذكرى عاشوراء، مبجلا محفوفا بالمهابة بعيدا عن الأسطرة والخرافات والشعوذة واللطم والدم. وعيتُ على العالم واهلُنا في الطفيلة ومعان والمفرق ومدن الأردن كافة، يحتفلون بعاشوراء كأحد أعياد الفرح الدينية المستقرة. كان اهل حارة المعانية في المفرق، يصومون عاشوراء. ويطهون كمية كبيرة من الطعام، نقوم نحن الصبية بتبادل توزيعها على كل بيوت الحارة، بهمة وبهجة وحماسة. وحينما أقرأ كتاب مقاتل الطالبيين الذي وضعه السّني ابو الفرج الأصفهاني، تنسكب دموعي حزنا على مقتل الحسين بن علي بن أبى طالب في معركة «الطف» قرب كربلاء عام 61 للهجرية. فقد اغتيل سيدُ شباب أهل الجنة وسبعون من أهل بيته المطهرون الأبرياء، بوحشية وهمجية. يجتمع السّنة والشيعة على محبة الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب. ويشاطرهم احترامه وتقديره، كل بني البشر من كل الأديان والملل والنحل، الذين يرفضون الظلم والخذلان ويمجدون البطولة والمقاومة والشهادة. خاض الشهيد الحسين معركة مجيدة كاملة الاختلال، فسطر خلودا وقدوة، وأسطورة انتصار الدم على السيف. يوحدنا الحسين سبط حبيبنا رسول الله، ابن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت رسول الله، سيدة نساء الجنة. حينما لاقى الحسينُ الشاعرَ الفرزدق وهو في الطريق الى العراق، سأله عن أحوال الناس. قال الفرزدق: «قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية» !! وقال سلمان الفارسي: سمعتُ رسول الله يقول «الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحبني، ومن أحبني أحبه اللهُ، وَمن أحبه الله أدخله الجنة». الشهيد الحسين، هو احد اهم رموز الثبات على المبدأ والاستعداد الذي لا مثيل له، للشهادة في سبيله.