ماذا نتأمل من مجلس النواب التاسع عشر؟

جفرا نيوز - المحامي د . مهند صالح الطراونة - جامعة العقبة للتكنولوجيا

من عادتي ان لا أكترث بالماضي كثيرا وانظر لجزء الكأس المليء هذا ليس سؤال بقدر ماهو رؤيا أو تطلع من أجل النهوض نحو حياة فضلى لجميع الاردنيين.

بإختصار أيها الأحبة لن يساعدنا غيرنا على النهوض ولن يأتي شخص أو دولة او مؤسسة لسداد مديونيتنا أو تطوير تعليمنا أو الاعتناء بصحتنا وإقتصادنا ... لسواد عيوننا أو لمجرد انسانيتهم ففي مجال العلاقات الدولية التي لمسناها وندرسها لطلبتنا المصالح تتقاطع وأينما تكون المصلحة يكون التوجه .

ولا يخفى على أي اردني ان ثقة الشارع الاردني بمؤسسة البرلمان أصبحت متدنية جدا ولا يخفى على المتابع أيضا أنه لولا والمناطقية والفتنة الأردنية والعشائرية لكانت نسبة المشاركة بالاقتراع لاتتجاوز ال ٢٠ % في أحسن حالاتها .

أمام هذه المعطيات نحن أمام حالة تحتاج التوقف والدراسة ونحن أمام مرحلة لابد فيها من متابعة انعكاسات عمل مجلسنا القادم وعن علاقته بالحكومة القادمة العلاقة التي نتمناها وعن خططه خيال الملف الاقتصادي الصعب جدا .

أنبرت الألسن ونحن نقول أننا بحاجة لنائب يجعل همه الوطن وليس نائب همه كسر القانون ولي ذراع النص لخدمة شخص يريد كسر القانون أو تحقيق مكاسب شخصية ؛ بحاجة لنائب يطالب مثلا بتخفيض أسعار المياه والكهربا لا نائب يتوسط لمن يسرق الماء والكهرباء ..
هناك الكثير من الملفات العالقة والساخنة التي كبر حجمها وتضخمت وادت لعرقلة التقدم بل واساءت للدولة بسبب تراكمات كثيرة تتعلق بالواسطة والمحسوبية وتتعلق بالنظر للوظيفة العامة على أنها تشريف وتكسب وأن كل مسؤول ياتي يأتي بشلته واصهاره واصدقائه .

وحتى نكون صريحين إن مشكلتنا الحقيقية الان مع القانون إما لضعف نصوصه أو عدم ملاءمتها مع الواقع أو مخالفة الإدارة لنصوصه صراحة او مخالفتها لتفسيرة عامدة متعمدة مع وتردي للأخلاق لبعض من يتحمل المسؤولية .

مشكلتنا الحقيقية أننا نبيع قيم المواطنة ونسرق الوطن وهنا لا أعمم لكن لا أنكر تجذر هذه الحالة وصيرورتها واقع مفروض .

عندما يكون هناك شخص مستأمن في مؤسسة وطنية مهمة وبعد تركه لعمله بأسبوع أو اسبوعين تظهر ملفات رائحتها نتنة تتعلق بالتكسب ، وبالمقابل كان بابه مغلق بوجه الفقير والضعيف هنا تبرز عدة تساؤلات تتعلق بالرقابة والمحاسبة .

لا ننكر أننا في الاردن أمام تحديات خارجية كبيرة لكن بالمقابل التحديات الداخلية أكبر وعلى مجلس النواب رفع شعار واحد يتعلق بوجوب حماية كيان الدولة من الداخل فلم يعد النائب قادر على توظيف واحد او كثر ولم يعد النائب أمام شح الامكانات قادر على مد شارع أو انارة منزل لكنه بكل تأكيد قادر في أن يتوجه للعمل العام وخدمة الوطن
هي دعوة للمرشحين للمجلس التاسع عشر بأن ياخذوا دورهم الوطني لرفع الاداء العام في كافة القطاعات ومحاربة الفساد المالي و الاداري والتشريعي والمحافظة على الوحدة الوطنية .

نحن بحاجة لمجلس نواب ينتفض على نفسه ويتحول من ديكور الى فاعل رئيس في كافة قضايا الوطن عندها تستقيم الامور .

Tarawneh.mohannad@yahoo.com