بُوركَ الدّمُ يا كرك !
جفرا نيوز- كتب: محمد داودية
الأحد في سيرته الذاتية العطِرة «ليس سهلا أن تكون ملكا»، وصف الملك الحسين اغتيال هزاع المجالي بأنه « اسوأ اعتداء في تاريخ الأردن». (صفحة 183).
في مثل يوم أمس من سنة 1960 اغتيل هزاع المجالي رئيس الوزراء بمتفجرات زرعت في مكتبه. كان عملا ارهابيا خسيسا، وصفته اذاعة صوت العرب بأنه «عمل بطولي» ومتوعدة بالمزيد من الاغتيالات !!
يقول الملك الحسين «كان هزاع المجالي رجلا عظيم الشجاعة، يؤمن بالحرية، و كان أحد اكثر الشخصيات شعبية في البلاد».
زرع العملاء شحنتي متفجرات. انفجرت الأولى على الساعة العاشرة والنصف فدمرت نصف مبنى الرئاسة واودت بحياة هزاع المجالي. وانفجرت الثانية بعدها بأقل من 40 دقيقة، فتسببت في وقوع خسائر في الأرواح، زادت على ضحايا الانفجار الأول.
قطع الفريق حابس المجالي قائد الجيش الطريق على سيارة الملك الذي كان متوجها الى موقع الانفجار، حائلا دون وقوع كارثة اخرى تتمثل في اغتيال الملك بالشحنة المتفجرة الثانية.
يقول الملك في الصفحة 186: «لقد خسرنا رئيسَ وزراءٍ عظيما، لقد نالوا من هزاع، ضربونا بقسوة اكثر من أي وقت آخر، لكنهم لن ينالوا من الأردن».
ويضيف: «بينت التحقيقات ان اثنين من موظفي مكتب رئيس الوزراء قد عبرا الحدود الى سوريا، عندها تأكدت مما كنت اشك فيه».
جرح في التفجيرين الإرهابيين 41 مواطنا. واستشهد 11 هم:
هزاع المجالي، زهاء الدين الحمود وكيل وزارة الخارجية، عاصم التاجي مدير السياحة، جمال عطوي المجالي شيخ مشايخ الكرك، جميل خليل المصاروة، احمد محي الدين الصيرفي، احمد حسن الرواشدة، مصطفى كايد الأحمد، ممدوح سعيد اسحاقات المرافق العسكري للرئيس، الفتي صالح عارف اسماعيل.
في رثاء استاذه ومعلمه هزاع، تنبأ وصفي باستشهاده قائلا: «المعركة ضد التهريج والتزوير لا بد لها ضحايا. من ضحاياها هزاع، وبجوز أنا أكون ضحية. المؤامرة التي قتلت هزاع ما أضعفتنا. وإللي بدها تقتلني ما بتضعفناش».
يرحم الله الشهداء الذين حملوا الأردن العظيم و حموه، ليظل رمح الأمة الذي لا ينكسر.