ابو بيدر يكتب : ما الذي ابكاك يا اختاه؟
جفرا نيوز - كتب - جهاد ابو بيدر
ما الذي ابكاك يا اختاه؟ .. وانت حتى لا تعرفينه.. ولم تلتق به.. ولا تعرفي اسمه.. لا هو قريب ولا هو جار ولا هو شقيق الصديقة ولا ابن عمها.. ما الذي جعلك تنزفين الدمع من المقلتين وكأنه اخاكي او والدك.. اراهن انك لم تكوني قد ولدتي يوم استشهد قبل ٥٣ عام او كنت ما زلتي تلعبين في ازقة القرية غير ابهه بصوت الرصاص.. يمكن ان يكون قد رأك تلعبين هناك في الازقة وشاهد "حرامي العصر" يحاول سرقة لهوك وضحكتك وابتسامتك فقرر ان يحافظ على هذه الابتسامة ولو كان الثمن دمه.. هو الاردني يا اختاه والذي تجدين له في كل ارض مأثرة.. دمه في فلسطين والعراق وسوريا.. تجدينه يبني في الخليج َوفي مغرب العرب ومشرقهم.. هو الاردني يطوف العالم المتعب ماسحا دمعة هذا ومعالج جرح ذاك حتى لو كان على حساب راحته وبعيدا عن ابنائه.. هو الاردني الذي بكيته انتي حينما تم نقل رفاته تحت اسم الجندي الاردني المجهول الذي استشهد في ١٩٦٧ ليروي بدمه تراب فلسطين.. هو مجهول بالاسم ولكنه عظيم بالتضحية.. اعرف انك تبكيه يا اختاه من كل قلبك لكنه لم يستشهد غريبا ولم يدفن غريبا.. كانت كل فلسطين معه وكل اهل فلسطين اهله كان اباك واخاك ولذلك بكيته وبكته فلسطين بكل حرقة.. هو الاردني لن تثنيه عن التضحية اية قوة في الارض ما دام الامر يتعلق بمن ينطق لغة الضاد.. هذه هويتنا وهذا ديدننا على مر التاريخ ولن تهزنا العواصف ولن ترهبنا المواقف.. دائما سيكون منا اول الشهداء وسيكون منا اخر من يقاتل ويموت