بلاد الشام الأعظم !!

 جفرا نيوز- كتب: محمد داودية انهضي يا بلاد الشام العظيمة، انهضي أيتها الأمة السورية الجبارة، هلموا إلى مملكة فيصل السورية وكبرياء ميسلون وبيارق يوسف العظمة. صلّوا على الارض التي اصابها الهطلُ الرفيقُ للتو، فانها تضوع برائحتها الخلابة التي تمنحها لمكتملي الانسجام والفطرة والطهر والشغف. هذا التعلق بالارض والتملق لكسب ودها ورضاها وعطائها، هو حصري بمن ما يزال يتصل بها بذلك الحبل السُّري غير القابل للقطع. الذين يعرفون مكابدة الحصاد وفرحه، هم اولئك الذين تجمعنا بهم وشائجُ الثقافةِ المشتركةِ والتكوينُ المتماثلُ والمزاجُ الأخضرُ الموحدُ وثقافةُ الثّلج و وحول المرج. هم اولئك الذين يجمعنا بهم إلى الأبدِ، قلقُ انتظارِ الغيثِ ورجاءُ هطولِه ورائحةُ الترابِ المحروثِ وندى العشبِ ورقصُ «السَّبَلِ» في الحقولِ وضوعُ «الفريكةِ» الطازجة وذهبُ القمحِ على البيادرِ وكرنفالُ «المدارقِ» المطرزةِ و»الورّاداتُ» المتورداتُ الوجناتِ من تعبِ «القِرَبِ» وعناءِ الحصاد وعناء المِذراة وسعد القطافِ. والصبايا المتغاوياتُ بقلاداتِ العصملي والكشكشِ والضفائرِ المسدلةِ في دبكةِ «الحبل مودَّع». اولئك الذين تجمعنا بهم خُضرةُ الزيتونِ ورحيقُه. ورِفقُ الفراشاتِ ورقّتُها. عندنا في بلاد الشام الرحبة، الفواكه التي ذكرها الرحمن في كتبه السماوية: التين والزيتون والعنب والرطب والزبيب والرمان والريحان والزنجبيل واليقطين والخردل والبقل والعدس والقثاء والثوم والبصل. نحن أهل اللون والتعددية والتنوع، لا نغرق في أحادية اللون ولا نُغمض عمّا فيه من ثراء وسخاء، نعكسه على ألبستنا وعلى سلوكنا وعلى خياراتنا وعلى حياتنا. نحن اهل المدارق المطرزة بالالوان الثلاثة الاساسية التي تنعكس اطيافها على وجنات وضفائر الصبايا وهن يتهيأن للحناء وليلة الحلم الغامضة. نحن الآدوميون والكنعانيون والمؤابيون والأنباط والفنيقيون. نحن الذين ذرع الرسل والانبياء بوادينا وتلالنا ودروبنا وجلجلاتنا وزرعوا فيها الهدى والنور والبركة. نحن الذين صنعنا الحروف الأبجدية وسرينا بها الى العالم. نحن حماة الأقصى والصخرة والمهد والقيامة والحرم الإبراهيمي. نحن احفاد ميشع الذين هزموا العبرانيين على سفوح مادبا وذيبان. والذين كسروهم في الصدع والاخدود، على مشارف البلقاء. ستنهض بلادي الجبارة كالعنقاء وستظل مدائن القدس وبيروت ودمشق وعمان، اربع منارات حرية وكرامة ومجد.