الاحتلال مستمر بتكـرار محاولات حـرق « الأقصـى» والاعتداءات دلائل مخططات التهويد

جفرا نيوز- قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس ، عبد الله توفيق كنعان ، ان اسرائيل ( السلطة القائمة بالاحتلال) ، تعتمد في سياستها الاستعمارية في الأراضي العربية المحتلة، سياسة تهويدية استعمارية واحدة منذ احتلالها ، فهي تمارس فيها أشكالا بربرية مختلفة من الاعتداءات والجرائم التي ترفضها القوانين والشرائع الدولية والأعراف والأخلاق والقيم الانسانية، وتشن معها حملة متواصلة من التضييق على أهلنا في فلسطين والقدس، حيث يلاحظ أن اسرائيل تستند في سياستها الاستعمارية البغيضة على الأكاذيب التاريخية والروايات التلمودية والاساطير الدينية المختلقة، والتي تهدف من خلالها إلى تأكيد الاستعمار والاصرار على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه، إذ تمهد اسرائيل الى خطوة الهدم بإقتحامات المستعمرين (المستوطنين)، وبمشاركة ورعاية مباشرة من الحاخامات والمتطرفين اليهود وبحماية مكثفة من شرطة الإحتلال بحجة حرية ممارستهم للطقوس التلمودية، إذ بلغ عدد المقتحمين في شهر تموز من عام 2020م فقط حوالى (2764) مقتحماً.
واضاف كنعان بمناسبة الذكرى (51) لإحراق المسجد الاقصى المبارك : تستذكر أمتنا في هذه الأيام إحدى الحلقات المؤلمة من مسلسل الوحشية الاسرائيلية ضد أهلنا ومقدساتنا في فلسطين والقدس، وضد أكثر من مليار وثمانمائة مليون مسلم في مختلف أرجاء العالم تمثل القدس ومسجدها الأقصى قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام، وهي ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 21/8/1969م على يد المستوطن المتطرف مايكل دينس روهان، وهو عضو في تنظيم (بيت أي) المتطرف، وقد أسفر هذا الحريق عن دمار كبير في المسجد القبلي واحراق لمنبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي في داخله، علماً بأنه يجدر التنبيه إلى أن محاولات حرق المسجد الأقصى المبارك والاعتداء عليه لم تتوقف عند هذه الحادثة الخطيرة فقط، بل تبعتها محاولات أخرى على يد المستوطن (دونال لرز) عام 1974م وهو مدرس في معهد ديني توراتي اسرائيلي، والذي كرر محاولته مرة أخرى عام 1978م، يشاركه ثمانية أفراد من عصابة يهودية متطرفة تعرف باسم (منظمة خلاص اسرائيل)، والتي يتركز هدفها على تحويل اسرائيل الى دولة توراتية عن طريق هدم مقدسات الغير
وفي عام 1980م اكتشفت متفجرات بالقرب من أحد المعابد وإحدى المدارس الصهيونية اليهودية القريبة من المسجد الأقصى هدفها تفجيره، وفي عام 1982م حاول عصابة كاخ المتطرفة بزعامة الحاخام مائير كاهانا وبمشاركة ما يعرف بلجنة (أمناء جبل البيت) اقتحام الحرم القدسي الشريف، وحتى أن الحاخام مائير طالب الكنيست بالسماح له بنسف المسجد الأقصى بالقنابل، وفي عام 1984م حاولت عصابة ليفتا تفجير الحرم القدسي الشريف، ولم تكن المقدسات المسيحية بعيدة عن سياسة الحرق ايضاً، ومن ذلك وبتاريخ 7-2-1982م حرق الكنيسة المعمدانية في القدس، وحرقت مرة أخرى عام 2007م، كذلك حرقت الكنيسة اليونانية بتاريخ 2-1-1983م.
وبين كنعان ، إن تكرار محاولة حرق المسجد الأقصى المبارك وصدور قرار اسرائيلي ببراءة من ثبتت ادانتهم بحرقه والإنتماء المتطرف الواضح لديهم، بل وزيادة على ذلك حمايتهم من قبل اسرائيل، اضافة إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى اليوم من الحفريات حوله وأسفله والاقتحامات المتكررة وبناء الانفاق والقطارات الهوائية(التلفريك)، ومخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، كذلك ما تتعرض المقدسات المسيحية في فلسطين والقدس من اعتداءات متكررة، جميعها دلائل تؤكد أن التخطيط الصهيوني الاسرائيلي يقوم على غاية واحدة وهي تهويد مدينة القدس وأرض فلسطين التاريخية والأراضي العربية المحتلة كلها.
وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبالرغم من الأخطار الكبيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية في كامل أراضي فلسطين والقدس، تُذكر أمتنا بأن ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك كانت سبباً في وحدة مشاعر أمتنا العربية والاسلامية وانشاء منظمة التعاون الاسلامي، وزادت من وعي الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي بضرورة توحيد الجهود في الدفاع عن فلسطين والقدس، حيث اتخذ مجلس الأمن القرار رقم(271) الصادر بتاريخ 1969م والذي أدان جريمة حرق المسجد الأقصى وطالب اسرائيل بإحترام الوضع القائم، إن هذه الذكرى تُبقي المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية والمسيحية والقدس وفلسطين في قلوب وصدور الأجيال.
واكد أن اللجنة تثمن الجهود العربية والاسلامية ومواقف الدول العالمية الرافضة لسياسة الإعتداء والضم الاسرائيلية، وتآمل منها الوقوف مع الأردن وقيادته الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والتي سارعت الى إعمار المسجد القبلي بعد حادثة حرقه ، كما تم إعادة بناء منبر صلاح الدين الايوبي الذي أعيد الى مكانه بتاريخ 2006م، وما تزال الجهود الاردنية تبذل لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، كما على الأمة والعالم العمل الفوري على دعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم الدور الأردني المساند لرباط أهلنا في فلسطين والقدس، هذا الدور التاريخي الذي يؤكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني في كل اللقاءات والمحافل الدولية، مكرراً جلالته القول «ان السلام في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية» ، كما أن على أمتنا ودول العالم المحبة للسلام الضغط على اسرائيل التي تعتقد بأن منطق القوة وشريعة الغاب هو ما يحقق السلام لها بإنه إعتقاد خاطىء، كما أن على دول العالم مطالبة اسرائيل بالاسراع بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، بما فيها حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، والتأكيد على وجوب احترام اسرائيل للوضع التاريخي القائم ( الاستاتيكو) في مدينة القدس، مدينة السلام التي فقدت السلام منذ إحتلالها.
والسؤال الذي يتكرر في ذهن كل أحرار العالم، ألم يحن الوقت بأن تتخذ المنظمات الدولية الشرعية ودول العالم الكبرى والمحبة للسلام الإجراءات الفورية اللازمة لوقف الإعتداءات والعمل على إنهاء الإحتلال الذي يعتبر أطول وأبشع احتلال باق في التاريخ الحديث، حتى يتحقق الامن والسلام العالمي المنشود وينطفىء الحريق الذي لا زال مشتعلاً .