التقصير !!
جفرا نيوز- كتب: محمد داودية
وقع تقصير مريع في ضبط الحدود التي هي من أهم جزئيات مكافحة تفشي فايروس كورونا، الذي نجحت بلادنا نجاحا باهرا في التصدي له.
تقصير يوشك ان يرتد على المواطن والاقتصاد حظرا وحجرا وحجزا وعزلا واغلاقا وتقطيعا لسلاسل الحياة التي يجب ان تستمر بلا انقطاع، كي تتمكن بلادنا من البقاء فوق سطح الماء.
تتمثل المشكلة في عدم الافصاح عما حدث بدقة !. ولماذا حدث ما حدث. ومن هم المسؤولون عن حدوث ما حدث. وما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمحاسبة من اهمل وقصّر، في امر يجب اعتبار الإهمال والتقصير فيه من المحرمات شرعا وقانونا.
يقول الإمام علي كرم الله وجهه في نهج البلاغة «ازجر المسيء بثواب المحسن». وتلك مدرسة تربوية فذة.
تقابلها مدرسة ردعية هي زجر ومعاقبة المقصر ليرتدع ويرعوي المقصرون المحتملون وليكون المقصر عبرة لمن يعتبرون.
بوغتت اسرائيل في حرب تشرين- رمضان عام 1973، وانكشف جيشها على حقيقته، جيشا يقهر، قابلا للنزف والكسيرة التي ذاقها في معركة الكرامة الاردنية في اذار 1968.
بينت حرب 1973 قوة واحترافية الجندي العربي مقابل الجندي الإسرائيلي، المليء بالعيوب والثقوب،
الذي تبين انه ليس خارقا كما صورته البروباغندا الصهيونية.
ذهبت اللجان والمحللون الاسرائيليون الى اعماق كارثة 1973 فاصدرت لجنة اغرانات تقريرها. واصدر صحافيون اسرائيليون كتاب التقصير -المحدال بالعبرية- وهما شهادتان مزلزلتان عن حرب تشرين 1973 كما رآها بن بورات وستة صحافيين اسرائيليين خدموا مراسلين حربيين أو ضباط احتياط خلال الحرب.
ليس في عالمنا العربي المليء بالثقوب والعيوب والفساد والاستبداد، تقاليد للنقد والنقد الذاتي والمراجعة وتقصي التقصير واتاحة تحليل المعلومات والوقائع حول هزائمنا.
كيف يكون ذلك ونحن لا نفصح عمّا انجزنا وعمّا حققنا من انتصارات !! على غرار حكاية البطل رأفت الهجان، الذي كان الإفصاح العربي شبه الوحيد في هذا المقام.
لن نتقدم الى الأمام، دون ان نُقيّم ونُقوّم ونحمّل المسؤوليات لمن عليه ان يتحملها.
الى متى تظل الاخطاء والخطايا طلاسم وألغازا، و التستر عليها نهجا وملاذا.